بشائر: الدمام
تتنامى في الأحساء ظاهرة لافتة أثارت جدلًا واسعًا خلال الأيام الماضية، بعد تداول مقاطع لمشاهير السوشيال ميديا يوثّقون موائد ضيافة لدى أحد رجال الأعمال، ما فتح باب الأسئلة حول دوافع هذا الظهور وأثره على القيم الاجتماعية الراسخة في المنطقة.
ويرى عدد من المتابعين أن المبالغة في تصوير الموائد من قِبل بعض رجال الأعمال تُعد مظهرًا غير لائق، ولا ينسجم مع تقاليد مجتمع عُرف تاريخيًا بمراعاته للفقراء وتقديمه لحاجة المحتاج قبل أي طابع احتفالي أو استعراضي.
كما لفت المتابعون إلى أن حضور مشاهير السوشيال ميديا لتوثيق تفاصيل الضيافة قد يشكل انحرافًا عن الدور المجتمعي المنتظر من رجال الأعمال، وتحويل الجهود من المبادرات التنموية والاجتماعية إلى محتوى دعائي يفتقر للقيمة الحقيقية.
وأثار ظهور بعض رجال الدين ضمن هذا النوع من المحتوى موجة من التساؤلات، حيث اعتبره البعض غير منسجم مع الدور الإرشادي والرسالي الذي يرتبط برجال الدين في الأحساء، لا سيما حين يكون الظهور في سياق يغلب عليه الطابع الاستعراضي.
وترافقت هذه الظاهرة مع كتابات ناقدة لعدد من المثقفين والإعلاميين، دعوا من خلالها إلى إعادة تقييم طبيعة الظهور الإعلامي في الفعاليات الخاصة، وتوجيه الجهود نحو مبادرات نوعية ذات أثر ملموس في المجتمع المحلي.
وفي ظل هذا الجدل، برزت الدعوات إلى رفع مستوى الوعي الإعلامي، والحفاظ على صورة الأحساء باعتبارها قيمة تاريخية واجتماعية، مع التأكيد على أهمية عدم الانجراف خلف الجوانب السلبية للسوشيال ميديا، وتوجيه الظهور الإعلامي نحو ما يخدم الإنسان والمكان ويعزز هوية المجتمع ومسؤولياته.
