بشائر المجتمع

بمجلس الزهراء الثقافي: د. طارق الشيخ يفجر حقائق صادمة عن مرض يخفي نفسه!

زينب المطاوعة: الدمام

قدّم الدكتور طارق علي الشيخ يوم الاثنين من هذا الاسبوع بمجلس الزهراء الثقافي محاضرة توعوية بعنوان «ضغط الدم… القاتل الصامت»، استعرض خلالها أهم المفاهيم الطبية المرتبطة بإرتفاع ضغط الدم، وخطورته، وطرق الوقاية منه، وسط تفاعل لافت من الحضور.

افتتح الدكتور الشيخ محاضرته بالتأكيد على أن ارتفاع ضغط الدم يُعد من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في المملكة، إذ يعاني منه نحو 4 ملايين شخص، لافتًا إلى أن 50% منهم لا يعلمون بإصابتهم حتى يكتشفوه صدفة، مما يبرّر تسميته بـ«القاتل الصامت».

وأوضح أن كثيرًا من المرضى قد يصل ضغطهم إلى مستويات خطيرة دون أي أعراض واضحة، مما قد يقود إلى جلطات قلبية مفاجئة أو نزيف دماغي.

ثم قدّم الشيخ شرحًا مبسطًا لآلية عمل القلب والشرايين، مبينًا أن الضغط الطبيعي عالميًا هو 120/80، أما القراءة 140/90 فأعلى فتُعد مؤشرًا لارتفاع الضغط وتستوجب المتابعة الطبية.

وشدّد على أن قياس الضغط يجب أن يتم في حالة استرخاء تام، وليس بعد مجهود أو انفعال، موصيًا بمتابعة القياسات المنزلية صباحًا ومساءً للوصول لقراءة أدق.

كما أوضح الشيخ أن أغلب حالات ضغط الدم ناتجة عن الاستعداد الوراثي، بينما ترجع نسبة بسيطة لأسباب عضوية مثل: أمراض الكلى، اضطرابات الغدد، توقف التنفس أثناء النوم، وبعض الأدوية مثل المسكنات وحبوب منع الحمل.

وبيّن أن 70% من المرضى لا تظهر عليهم أي أعراض، لكن البعض قد يعاني من صداع شديد، دوخة، ضيق تنفس أو نزيف أنفي.

ودعا جميع من تجاوز سن الأربعين إلى فحص الضغط كل ستة أشهر على الأقل.

كما شدّد الشيخ على أن الملح — بجميع أنواعه — هو السبب الأكثر تأثيرًا على ارتفاع الضغط، محذرًا من الإكثار منه، ومؤكدًا أن «أكل الملح مع دواء الضغط يلغي فائدة الدواء». كما دعا إلى تخفيف الوزن، وإدارة الضغوط النفسية، والنوم الكافي.

وأكد أنه لا ينبغي التسرع في وصف الدواء قبل: التأكد من التشخيص عبر أكثر من قراءة، تقييم المريض في حالة الراحة، إجراء فحوصات أولية مثل وظائف الكلى وتخطيط القلب.

أما إذا تجاوز الضغط 160-180 مع أعراض واضحة، فيجب العلاج فوراً.

ثم أوضح الدكتور أن ارتفاع الضغط مرض مزمن، وأن الأدوية تُختار وفق حالة المريض، وقد يحتاج البعض إلى أكثر من علاج. ونفى الاعتقاد الشائع حول إمكانية إيقاف الدواء بعد تحسن الأرقام، مؤكدًا ضرورة الاستمرار لحماية القلب والدماغ والشرايين.

كما أشار إلى أن بعض الأنواع قد تسبب أثراً جانبياً على القدرة الجنسية لدى 5% فقط وليس عيباً أن يناقش المريض طبيبه بهذا الأمر كما إنه يمكن تغيير الدواء إذا دعت الحاجة.

وذكر الشيخ أن السفر إلى مناطق مرتفعة جداً قد يسبب ارتفاعاً حاداً في الضغط لدى بعض المرضى، ونصح بتجنبها إذا كان الضغط غير منضبط.

ثم أوصى بالرياضات الهوائية كالمشي والسباحة والجري، محذرًا في المقابل من تمارين رفع الأثقال لما قد تسببه من ارتفاع حاد في الضغط.

ومن ثم تم فتح باب الأسئلة التي أثرت اللقاء وأضافت بُعدًا عمليًا للمعلومات الطبية مما يعكس اهتمام المجتمع بفهم المرض وطرق الوقاية منه، وقد عبّر الحضور عن تقديرهم للقيمة العلمية للمحاضرة، مؤكدين أهمية استمرار مثل هذه البرامج الطبية لتعزيز الوعي الصحي في المجتمع.

اختتم الدكتور طارق الشيخ محاضرته بتأكيد أهمية التوعية المبكرة قائلاً:

“العامل الوراثي لا يمكن تغييره، لكن أسلوب حياتك هو الخط الفاصل بين الصحة والمرض وإن اقتناء جهاز لقياس الضغط ضرورة لكل أسرة”

وفي ختام الجلسة، تشرّف مجلس الزهراء الثقافي بتقديم شهادة شكر لدكتور طارق الشيخ تقديرًا لعطائه التوعوي والصحي والثقافي، ومشاركته الفاعلة في برامج المجلس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى