
جيهان البشراوي – القديح
أكد الشيخ محمد العبيدان في محاضرة دينية ألقاها مؤخرًا على أهمية قيمة الإصلاح بين الناس باعتبارها من أعظم العبادات التي حثّ عليها القرآن الكريم والروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام، مشيرًا إلى أن هذا الخلق يشكّل أساسًا في ترسيخ روح الأخوّة والمحبة داخل المجتمع.
وأوضح الشيخ العبيدان أن قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾ يضع مسؤولية الإصلاح على عاتق جميع المؤمنين، مبينًا أن السعي لفضّ النزاعات وإعادة الألفة بين الناس يُعد من الأخلاق القرآنية الرفيعة.
واستعرض الشيخ عدة روايات تؤكد مكانة هذا العمل، منها ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: “صدقة يحبها الله… إصلاحٌ بين الناس إذا تفاسدوا وتقاربٌ بينهم إذا تباعدوا”، لافتًا إلى أن الأئمة الأطهار أولوا هذا الجانب اهتمامًا بالغًا، حتى أن الإمام جعفر الصادق عليه السلام كان يخصص من ماله الخاص ما يُصرف في إصلاح ذات البين، كما بيّنت روايات مفضل بن عمر.
وأضاف الشيخ العبيدان أن الإصلاح لا يُعد صدقة فقط، بل هو — وفق النصوص — أفضل الصدقات وأعظم العبادات، مستشهدًا بقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: “أفضل الصدقة إصلاح ذات البين”، وبوصية أمير المؤمنين عليه السلام ليلة شهادته حين قال: “صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام”.
وأشار كذلك إلى أن الشريعة السمحاء رخّصت للمصلح أن يقول ما يطفئ نار الفتنة ولو لم يكن مطابقًا للواقع، ما دام الهدف هو تهدئة النفوس، وذلك استنادًا لقول الإمام الصادق عليه السلام: “إن المصلح ليس بكذّاب”.
وختم الشيخ العبيدان بالتنبيه إلى خطورة ترك الخصومات دون معالجة، مؤكدًا أن التباعد والتشاحن بين المؤمنين من عمل الشيطان، وأن على الجميع السعي لتعزيز الروابط وتقوية العلاقات والاقتداء بهدي أهل البيت عليهم السلام في نشر المحبة والوئام داخل المجتمع.




