
محمد العويس: الأحساء
كشفت ورقة عمل متخصصة عن نجاح المملكة في تسجيل ستة عشر عنصراً ثقافياً ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة اليونسكو، في خطوة تعكس ثراء المخزون الحضاري للمملكة وعمقها التاريخي.
وتضمنت القائمة الوطنية الخالصة عناصر بارزة شكلت جزءاً من الهوية السعودية، شملت العرضة النجدية، ورقصة المزمار، وفن القط العسيري، والبن الخولاني السعودي، إضافة إلى الورد الطائفي الذي يعد أيقونة ثقافية وزراعية مميزة.
وامتدت الإنجازات لتشمل أحد عشر عنصراً مشتركاً مع دول أخرى، تصدرها المجلس، والقهوة العربية التي اعتمدت رسمياً عام 2022م باسم «القهوة السعودية»، إلى جانب الصقارة، ونخيل التمر، وحياكة السدو، وحداء الإبل.
كما ضمت القائمة المشتركة فنون الخط العربي، وطبق الهريس التقليدي، ومهارات النقش على المعادن، والحناء، وآلة السمسمية الموسيقية، لترسم هذه العناصر لوحة متكاملة للهوية التراثية المشتركة للمنطقة.
وجاء استعراض هذه المنجزات خلال ورقة عمل طُرحت ضمن فعاليات البرنامج التطوعي «الأحساء تستاهل»، الذي تنظمه هيئة التراث في قصر إبراهيم التاريخي، لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في صون الموروث.
وأكدت الورقة التزام المملكة بالاتفاقية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التي اعتمدتها اليونسكو عام 2003م، حيث صادقت السعودية عليها في عام 2008م تعزيزاً لمبادئ التقارب الإنساني والتبادل الثقافي والاحترام المتبادل.
وعرّفت الورقة هذا النوع من التراث بأنه مجمل الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات التي تتوارثها الجماعات وتعدها جزءاً أصيلاً من هويتها، بما يشمل الآلات والقطع والمصنوعات المرتبطة بها.
ويشكل قطاع التراث الثقافي غير المادي ركيزة أساسية ضمن الاهتمامات الاستراتيجية لهيئة التراث، حيث تعمل على تطويره جنباً إلى جنب مع قطاعات الآثار، والتراث العمراني، والحرف اليدوية.
وعلى صعيد العمل الميداني، نفذ متطوعو مبادرة «الأحساء تستاهل» جولات توثيقية شملت عدداً من مزارع الواحة، بهدف رصد التاريخ الشفهي للممارسات الزراعية وتدوين المعارف التقليدية المرتبطة بنظم الري مباشرة من المزارعين.
وتستمر فعاليات المبادرة حتى نهاية نوفمبر الجاري بتعاون استراتيجي بين هيئة التراث واليونسكو، وبمشاركة واسعة تضم المؤسسة العامة للري، وأمانة الأحساء، وجامعة الملك فيصل، لتوحيد الجهود المؤسسية في خدمة التراث الوطني.




