بشائر المعرفة

“إدمان الألعاب الإلكترونية” خطر يهدد طفولة أبنائنا.. كيف نواجهه؟

بشائر: الدمام

لم تعد الألعاب الإلكترونية مجرد وسيلة تسلية للأطفال، بعدما تحولت لدى كثيرين إلى نافذة مفتوحة على عالم بديل يبتعدون فيه تدريجيًا عن واقعهم، ليقعوا في دائرة من الإدمان الخفي الذي ينعكس سلبًا على صحتهم النفسية والجسدية والاجتماعية.

ومع تضاعف الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات، بدأت تبرز مؤشرات مقلقة مثل اضطرابات النوم، وتراجع التحصيل الدراسي، وزيادة السلوكيات العدوانية.

وبحسب تقرير نشره موقع Raising Children Network المختص في سلوكيات الأطفال والمراهقين، فإن الاستخدام المفرط لألعاب الفيديو قادر على التسبب في اضطرابات تشمل التوتر والعصبية والعزلة، بل وقد يأخذ شكل إدمان سلوكي كامل، يفقد فيه الطفل القدرة على التوقف عن اللعب حتى مع معرفته بتأثيره السلبي عليه.

التكنولوجيا ليست عدوًا

يؤكد المختصون أن الهدف ليس منع التكنولوجيا تمامًا، بل تعليم الأطفال كيفية استخدامها بشكل متوازن.

فحين يدرك الطفل أن الأجهزة مجرد وسيلة وليست غاية، يصبح أكثر قدرة على الاستفادة منها دون الوقوع في فخ الإدمان.

كما يلعب الوالدان دور القدوة، فأسلوبهما في استخدام الهواتف والشاشات ينعكس مباشرة على سلوك الأطفال.

كيف يبدأ الإدمان؟

في البداية، يدخل الطفل عالم الألعاب بدافع الفضول أو بحثًا عن المتعة. لكن تصميم الألعاب الحديثة يقوم على نظام تعزيز مستمر يعتمد على المكافآت السريعة، ما يدفع الدماغ لإفراز كميات متزايدة من “الدوبامين”، وهو الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالمكافأة.

ومع الوقت، يحتاج الطفل إلى اللعب فترات أطول للحصول على المتعة نفسها، فيقع تدريجيًا في فخ الإدمان دون أن يشعر.

هذا التعلق الشديد بالألعاب لا يتوقف عند حد المتعة اللحظية، بل يمتد ليؤثر على تواصل الطفل مع أسرته وأصدقائه، وقدرته على الاندماج الاجتماعي، مفضلًا البقاء في العوالم الافتراضية بديلًا عن العلاقات الواقعية.

علامات مبكرة لا تتجاهلها

يحذر الخبراء من مجموعة مؤشرات قد تنذر ببدء مشكلة حقيقية، أبرزها:

– اضطرابات في النوم.

– تراجع الأداء المدرسي.

– الانفعال أو العدوانية عند منعه من اللعب.

– الكذب بشأن عدد الساعات التي يقضيها أمام الشاشات.

– الانسحاب من الأنشطة الأسرية.

– نوبات غضب شديدة في أثناء اللعب فيما يعرف بـ “غضب اللاعب”

هذه العلامات – وفق التقرير – تستدعي مراقبة دقيقة وتدخلًا واعيًا من الوالدين قبل تفاقم السلوك.

دور الأهل في حل المشكلة

يبدأ الحل بالحوار الهادئ مع الطفل وليس باللوم أو التوبيخ، ويجب على الوالدين محاولة فهم ما يجذب طفلهم داخل اللعبة: هل هو الملل؟ الحاجة للتقدير؟ الهروب من ضغوط ما؟

بعد ذلك، ينبغي وضع قواعد واضحة لاستخدام الأجهزة، مثل تحديد ساعات معينة يوميًا أو أسبوعيًا، وإغلاق الإنترنت في أوقات محددة، المهم تطبيق هذه القواعد بثبات ومن دون انفعال.

بدائل تساعد الطفل على التوازن

حتى يبتعد الطفل عن الألعاب الإلكترونية، لا بدّ من توفير بدائل جذابة وتشجعه على إخراج طاقته بطرق صحية، ومنها:

– ممارسة الرياضة.

– تعلم مهارات جديدة مثل الرسم أو الموسيقى.

– الأنشطة الجماعية.

– قضاء أوقات حقيقية مع الأسرة.

– تخصيص يوم أسبوعي بلا شاشات.

هذه الأنشطة تساعد الطفل على إعادة بناء توازنه النفسي والاجتماعي، وتعزز روابطه الأسرية.

متى يجب زيارة مختص؟

عندما تبدأ الألعاب التأثير بشكل واضح على الدراسة أو النوم أو المزاج، أو عند ظهور علامات الانسحاب والعزلة، يصبح من الضروري اللجوء إلى طبيب نفسي مختص بالأطفال.

قد يحتاج الطفل إلى برنامج علاجي يشمل تقنيات تعديل السلوك وإعادة تنظيم الوقت، ومساعدته على التحكم في رغباته تجاه اللعب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى