بشائر المعرفة

العنف الرقمي ضد النساء.. خطر مجتمعي يتطلب كل أشكال الحماية

بشائر: الدمام

يُعدّ العنف ضد النساء والفتيات واحدًا من أوسع انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا واستفحالًا في العالم. وتشير التقديرات العالمية إلى أنّ ما يقارب امرأة واحدة من كل ثلاث نساء تعرّضت، مرة واحدة على الأقل في حياتها، لعنف جسدي أو جنسي.

العنف ضد النساء عبر المنصات الإلكترونية أو العنف الرقمي، بات يمثل اليوم تهديدًا خطيرًا سريع التنامي يسعى إلى إسكات أصوات كثير من النساء، ولا سيما اللواتي يتمتعن بحضور عام ورقمي بارز في مجالات السياسة والنشاط المدني والصحافة.

يُدشّن اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة حملة الاتحاد لإنهاء العنف ضد المرأة (25 نوفمبر – 10 ديسمبر)، وهي مبادرة تمتد 16 يومًا من النشاط تُختتم في اليوم الدولي لحقوق الإنسان (10 ديسمبر).

إنهاء العنف الرقمي ضد النساء
وتسعى الحملة، الاتحاد لإنهاء العنف الرقمي ضد النساء والفتيات إلى تعبئة جميع أفراد المجتمع، فالحكومات مطالبة بإنهاء الإفلات من العقاب بقوانين تجرّم هذا العنف، والشركات التِّقانية مطالبة بضمان سلامة المنصات وإزالة المحتوى الضار، والجهات المانحة عليها توفير التمويل اللازم لتمكين المنظمات النسوية من مكافحة هذا العنف، وأشخاص مثلكم مطالبون برفع أصواتهم دعما للناجيات
بحسب تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية، فقد تعرضت في الأشهر الـ 12 الماضية وحدها، 316 مليون امرأة – أي 11% ممن تبلغ أعمارهن 15 عامًا أو أكثر، للعنف الجسدي أو الجنسي من قبل شريك حميم.

ما هو العنف الرقمي؟
تُستَخدم الأدوات الرقمية على نحو متزايد في الملاحقة والمضايقة وإساءة معاملة النساء والفتيات، ويشمل ذلك:
-الاعتداءات القائمة على الصور/ مشاركة الصور الحميمية من دون موافقة، -المعروفة غالبا بـ”الانتقام الإباحي” أو “تسريب الصور”.
-التنمّر الإلكتروني والتصيد والتهديدات عبر الإنترنت.
-التحرش عبر الإنترنت والتحرش الجنسي.
-الصور العميقة التي تنتجها الأنظمة الذكية، مثل الصور الجنسية المفبركة ومقاطع الفيديو أو الصوت المعدّلة رقميًا.
-خطاب الكراهية والمعلومات المضللة على منصات التواصل الاجتماعي.
“الدُّوكْسِينغ” – نشر المعلومات الخاصة.
-الملاحقة أو المراقبة عبر الإنترنت لمتابعة أنشطة الشخص.
-الاستدراج عبر الإنترنت والاستغلال الجنسي.
-انتحال الهوية و”الصيد الاحتيالي” (Catfishing).
-شبكات كارهات النساء – مثل المانوسفير ومنتديات “إنسيل”.

ولا تقتصر هذه الأفعال على الفضاء الرقمي؛ فكثيرًا ما تقود إلى عنف في الواقع، مثل الإكراه والعنف الجسدي، بل والقتل القائم على النوع الاجتماعي. وقد تطول الآثار وتُخلّف ضررًا مستمرًا على الناجيات.

ويستهدف العنف الرقمي النساء أكثر من الرجال في مختلف مناحي الحياة، ولا سيما اللواتي يتمتعن بظهور عام أو حضور قوي عبر الإنترنت، من ناشطات وصحفيات وسياسيات ومدافعات عن حقوق الإنسان وشابات.
وتتعاظم وطأة هذا العنف على النساء اللواتي يواجهن أشكالًا متداخلة من التمييز، بما في ذلك على أساس العِرق أو الإعاقة أو الهوية الجنسانية أو التوجه الجنسي.

حقائق وأرقام
38% من النساء تعرّضن للعنف عبر الإنترنت، و85% شهدن عنفًا رقميًا موجهًا إلى غيرهن.

تضليل المعلومات والتشهير هما أكثر أشكال العنف الرقمي انتشارا ضد النساء. وقد أفادت 67% من النساء والفتيات اللواتي تعرّضن للعنف الرقمي باستخدام هذه الأساليب ضدهن.

90–95% من المقاطع العميقة المنشورة عبر الإنترنت هي صور إباحية مُنتجة من دون موافقة ويُظهِر نحو 90% منها نساء.

73% من الصحفيات أفدن بتعرّضهن لعنف رقمي.

تقل نسبة البلدان التي تعتمد قوانين تحمي النساء من التحرش أو الملاحقة الرقمية عن 40%. وهذا يترك 44% من نساء العالم وفتياته، أي 1.8 مليار، من دون حماية قانونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى