جيهان البشراوي: القطيف
أكد الشيخ فوزي آل سيف أن الصبر في الحياة الزوجية ليس خيارًا بل ضرورة، وأنه مفتاح للسعادة والاحتساب عند الله، مستشهدًا بما تعلمناه من آبائنا وأجدادنا الذين عاشوا حياة مليئة بالتحديات ولم تكن سهلة أو خالية من المشاكل.
وأشار الشيخ آل سيف إلى أن المرأة التي تتحلى بالصبر على سوء خلق زوجها وتحتسب أجرها عند الله، تنال فضلًا عظيمًا كما نالته آسية بنت مزاحم، التي صبرت على ظلم فرعون. أما الرجل، فالصبر على أذى زوجته مع الاحتساب عند الله يشبه صبر نبي الله أيوب عليه السلام، الذي تحمل البلاء والأذى بصبر ورضا تام، مما جعله قدوة في التحمل والاحتساب، فكلما صبر الرجل على الصعوبات الزوجية مع التسليم لله، نال أجرًا عظيمًا مثل أجر أيوب.
وأضاف أن الإسلام واقعي في تنظيم الحياة الزوجية، حيث يطلب من الزوج أن يصفح ويسامح ويتجاوز عن أخطاء زوجته ليحصل على الثواب العظيم. كما أشارت بعض الروايات، من حق الزوجة على زوجها أن يغفر لها زلاتها، فالرجل أيضًا ليس معصومًا، ويجب على الطرفين أن يسامحوا ويعفوا عن بعضهم البعض. ولهذا جعل الله القوامة للرجال، ليكونوا مسؤولين عن قيادة الأسرة وحمايتها، وأيضًا لإنفاقهم على الزوجة بما فضل الله بعضهم على بعض: “الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم”.
وأوضح الشيخ آل سيف أن الحياة الزوجية المعاصرة تتطلب التحمل والصبر من كلا الطرفين، وأن الجزاء الحقيقي للصابر لا يكون في دنيا زائلة، بل في مقابل جنة دائمة عند الله، حيث يجعل الاحتساب سببًا لقيمة الصبر ودوام أجره.
وختم الشيخ فوزي آل سيف بالدعاء للزوجين بأن يبني الله لهما بيتًا في الجنة، مؤكدًا أن ما عند الإنسان زائل، وما عند الله باقٍ وثابت، وأن الصبر على الشدائد في الحياة الزوجية مفتاح لرضا الله ونجاة القلوب.
