
زكي الجوهر
في زمنٍ تتقدم فيه الآلة وتتشابه فيه النصوص، يظل الإنسان بصوته وتجربته هو القيمة الحقيقية. الذكاء الاصطناعي سيُقصي الكتابة الضعيفة، ولكنه سيُبرز الكاتب الذي يملك روحًا ورؤية، تمامًا كما سيبرز القائد الذي يملك مهارات بشرية لا يمكن للآلة تقليدها.
أحدث الذكاء الاصطناعي تحولًا كبيرًا في عالم الأعمال، فأصبح ينجز المهام الرتيبة ويترك للقادة مساحة أكبر للتركيز على القرارات الكبرى، الابتكار، وتنمية العامل البشري. وفي هذا العصر، لم يعد دور القائد مرتبطًا بالإدارة التقليدية، بل بالقدرة على قيادة فرق متنوّعة والتعامل مع الأتمتة كأداة مساندة وليست بديلًا.
القيادة هي التأثير نحو تحقيق هدف، والقائد هو الشخص الذي يذهب أولًا ويُلهم الآخرين بقدوته. ومع دخول الذكاء الاصطناعي، أصبحت المهارات الإنسانية العميقة أكثر أهمية من أي وقت مضى. فالقادة الناجحون هم الذين يمزجون التقنية بروح الإنسان، ويمتلكون عشر مهارات جوهرية:
1- الذكاء العاطفي:
فهم الذات والآخرين، إدارة المشاعر، وخلق بيئة تواصل صحية.
2- الرشاقة:
القدرة على التكيف السريع مع التغيير واستثمار التقنيات الجديدة بمرونة.
3- التعاطف:
فهم مشاعر الموظفين ونقاط ألمهم، وبناء الثقة داخل الفريق.
4- الذكاء الثقافي:
التعامل باحتراف مع فرق متعددة الخلفيات، واحترام التنوع.
5- التفكير النقدي والإبداعي:
تحليل المشكلات بعمق وابتكار حلول جديدة لا يمكن للآلة إنتاجها.
6- الحكم الأخلاقي:
الموازنة بين إمكانات التقنية وقيم المنظمة، واتخاذ القرار الأخلاقي.
7- التواضع:
رؤية الذات جزءًا من الفريق، والاحتفاء بالنجاح المشترك لا الفردي.
8- المساءلة:
تحمّل نتائج القرارات، وتعزيز الشفافية داخل المؤسسة.
9- الشجاعة:
تجربة الجديد، مواجهة المجهول، وتجاوز نقاط الضعف الذاتية.
10- الحدس:
قراءة الاتجاهات طويلة المدى واتخاذ قرارات لا تستطيع البيانات وحدها تفسيرها.
الذكاء الاصطناعي يسهّل المهام اليومية، ولكنه يرفع سقف التحدي أمام القادة، فيدعوهم للتركيز على ما لا تستطيع التقنية تقديمه: الرؤية، الإلهام، فهم الإنسان، وصناعة قرارات طويلة المدى تجمع بين الخبرة والبصيرة. وفي النهاية، يبقى القائد الحقيقي هو من يوازن بين التقنية والإنسان، ويجعل المستقبل مساحة للنمو لا للاستبدال.




