لقاءات صحفية

الاستشاري الخليفة: 60% من المرضى قد تعود لهم الحصوات… والوقاية تبدأ بعد الجراحة

دلال الطريفي : الأحساء

تُعدّ حصوات الكلى من أكثر أمراض الجهاز البولي انتشارًا، وتتنوع طرق التعامل معها بحسب حجم الحصوة، وموقعها، والأعراض المصاحبة لها. ومع التطور المتسارع في تقنيات جراحة الكلى والمسالك البولية، حرصت صحيفة بشائر على تسليط الضوء على أحدث الأساليب العلاجية ومؤشرات الخطر التي تستوجب التدخل العاجل.

وفي هذا الحوار، يتحدث استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية الدكتور حسن الخليفة عن ماهية الحصوات وأسبابها، والعلاجات المتقدمة، وكيفية منع تكرارها.

بدايةً، ما حصوات الكلى؟ وكيف تتكون؟ ومتى تستدعي التدخل الجراحي؟

“حصوات الكلى هي تحجّر لترسبات الأملاح داخل الكلية، وتتكون نتيجة اتحاد أملاح الكالسيوم والأوكسالات وحمض اليوريك والفوسفات، وهي مواد تقوم الكلى عادة بتصفيتها. لكن عند قلة شرب السوائل، أو قلة الحركة، أو ارتفاع الأملاح في الجسم، أو وجود اضطرابات في الغدة جار الدرقية تتراكم هذه الأملاح وتتشكل الحصوات.

والتدخل الجراحي يصبح ضروريًا عندما تسبب الحصوة ألمًا شديدًا، أو تؤدي إلى انسداد في مجرى البول، أو تؤثر في وظائف الكلى، أو يكون حجمها أكبر من قدرة الحالب على تمريرها.”

ما العوامل التي تحدد نوع العملية المناسبة لكل مريض؟

“العاملان الأساسيان هما حجم الحصوة وموقعها، بالإضافة إلى كثافتها وتأثيرها على الكلية. هذه المعطيات مجتمعة تحدد الطريقة الجراحية الأنسب.”

ما أبرز الطرق الجراحية الحديثة لعلاج حصوات الكلى؟

“العلاج يعتمد بشكل أساسي على حجم الحصوة وكثافتها. فالحصوات الصغيرة وقليلة الكثافة يمكن علاجها بالموجات التصادمية من خارج الجسم.

أما بعض الحصوات فتحتاج إلى منظار صلب أو مرن يدخل عبر مجرى البول إلى داخل الكلية مع تفتيتها بالليزر.

وفي حالة الحصوات الكبيرة جدًا، نستخدم تقنية تفتيت الحصوات عن طريق الجلد (PCNL)، حيث ندخل المنظار مباشرة إلى الكلية عبر الجلد مع التفتيت والشفط. وهذه التقنية أصبحت بديلًا آمنًا وممتازًا للجراحة المفتوحة.”

هل ما زالت الجراحة المفتوحة تُجرى؟ وفي أي حالات؟

“نعم، لكنها تُستخدم في حالات نادرة جدًا. من أبرزها حصوات قرن الغزال التي تملأ كامل تجويف الكلية، وقد تؤدي إلى فشل كلوي إذا لم تُعالج بسرعة.”

كم تستغرق عملية إزالة الحصوات؟ وما نوع التخدير المستخدم؟

“مدة العملية تتراوح بين ساعة وثلاث ساعات حسب حجم الحصوة وقساوتها. وفي الغالب نستخدم التخدير الكامل لأن حركة الكلية أثناء التنفس قد تعيق الإجراء الجراحي، ويحتاج الجراح إلى تحكم دقيق في تنفس المريض.”

هل يحتاج المريض إلى التنويم؟ وما مدة التعافي؟

“عمليات المناظير عادة لا تتطلب التنويم، وتُعد من عمليات اليوم الواحد. أما عمليات PCNL فقد تحتاج إلى التنويم لعدة أيام، خاصةً للحصوات الكبيرة أو الصلبة.”

ما نسب نجاح العمليات الجراحية الحديثة؟

“نسب النجاح مرتفعة جدًا في معظم التقنيات الحديثة. أما التفتيت الخارجي بالموجات الصوتية فنتيجته تعتمد بشكل كبير على حجم الحصوة ونوعها وكثافتها، وتكون نسب نجاحه أقل نسبيًا مقارنة بالمناظير.”

هل يمكن أن تتكرر حصوات الكلى بعد العملية؟

“نعم، وتشير الإحصاءات إلى أن نحو 60% من المرضى قد تتكون لديهم حصوات جديدة خلال عشر سنوات. لذلك من المهم جدًا تحديد سبب تكوّن الحصوة لمنع تكرارها.”

متى تُعد حالة حصوة الكلى طارئة؟

“هناك علامات حمراء تستدعي التدخل الفوري، أهمها: انسداد الكلية، أو التهاب الكلية المصاحب للحصوة، أو ارتفاع وظائف الكلى. في هذه الحالات لا يجب التأخير نهائيًا.”

ما أهم نصيحة للوقاية من تكرار الحصوات؟

“أهم خطوة هي معرفة سبب تكوّن الحصوة وتحليلها بعد إزالتها. كما أن الإكثار من شرب السوائل، والالتزام بالتوجيهات الغذائية، والمتابعة الدورية ضرورية. والوقاية الحقيقية تبدأ بعد العملية وليس قبلها فقط.”

وفي ختام اللقاء، تتوجه صحيفة بشائر الإلكترونية بالشكر للدكتور حسن الخليفة على إسهامه في رفع الوعي الصحي، وعلى ما قدّمه من معلومات دقيقة حول حصوات الكلى وطرق علاجها والوقاية منها، مع خالص الأمنيات له بمزيد من النجاح والعطاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى