ثقافة وفنون

التطوع… عطاء يُصنع به الإنسان ويزدهر به الوطن

دلال الطريفي : الأحساء

في اليوم العالمي للتطوع، تحتفي صحيفة بشائر بثقافة العطاء والعمل الإنساني، بوصفه ركيزةً رئيسة في بناء المجتمعات وتعزيز التنمية المستدامة، ومجالاً واسعًا لتمكين الطاقات الوطنية وصقل الخبرات.

ويبرز العمل التطوعي اليوم كونه مساحة مؤثرة تجمع بين خدمة المجتمع وبناء الذات، وهو ما جسّدته تجارب مُلهمة لمتطوعات سخّرن وقتَهن وجهدَهن لترك أثرٍ حقيقي.

صفاء لبوي… التطوع طريق للرضا والتمكين

بدأت صفاء لبوي رحلتها التطوعية منذ عام 2014م مع فرق الجامعة في سنة التخرج، واستمرت في عطائها حتى بعد التحاقها بالعمل الوظيفي، مؤكدة أن الشغف بالعمل التطوعي لا ينتهي بمرحلة زمنية.

وتشغل اليوم مناصب قيادية في القطاع غير الربحي؛ حيث تعمل رئيسة قسم في جمعية خيرية، ومديرة برامج تنموية، إلى جانب دورها مدير تطوع لفئة النساء في منظمتها، ومستشارة متطوعة في وحدة الاستشارات بمجلس الجمعيات الأهلية.

كما تؤكد صفاء أن التطوع يمنح شعورًا عميقًا بالرضا عن النفس، ويغرس دافعية داخلية للاستمرار، مُشيرة إلى أن النوايا الخالصة للعطاء تفتح أبواب التوفيق والرزق.

كذلك أوضحت أن ازدهار القطاع غير الربحي اليوم يجعل من التطوع خبرة عملية حقيقية تمنح أولوية في فرص التمكين، خاصة عندما يكون ضمن مظلة رسمية تعزز الثقة وتضمن احترافية الأثر.

حليمة الخلف… تجربة تصنع مهارات ومسارًا مهنيًا

منذ عام 2016، انطلقت حليمة الخلف في العمل التطوعي عقب تخرجها بدبلوم إدارة الأعمال، حيث بدأت مع جمعية إطعام، ثم توسعت مشاركاتها لتشمل العمل الإعلامي مع الأسر المنتجة، والتطوع في المطار لتوعية المسافرين، والمشاركة في تنظيم فعاليات وطنية ومجتمعية متعددة داخل المملكة وخارجها.

وتعدّ تجربتها كمساعد إداري متطوع في وزارة التجارة الأبرز، لما اكتسبته خلالها من مهارات في التنظيم والدقة وتحمل المسؤولية. وترى حليمة أن التطوع أسهم بوضوح في تطوير مهارات التواصل والعمل الجماعي وإدارة الوقت، وعزّز ثقتها بنفسها وعرّفها على بيئات عمل متنوعة أضافت لها خبرة عملية تتجاوز حدود الدراسة الأكاديمية.

ختامًا، تجمع صفاء لبوي وحليمة الخلف على أن العمل التطوعي ليس جهدًا عابرًا، بل استثمار حقيقي في الإنسان قبل أن يكون خدمةً للمجتمع، ومسارًا فاعلًا لصناعة الأثر المستدام.

وفي اليوم العالمي للتطوع، تدعو صحيفة بشائر إلى تعزيز ثقافة التطوع، وتمكين المتطوعين، واستثمار طاقات الشباب، إيمانًا بأن العطاء هو أقصر الطرق لبناء وطنٍ متماسكٍ ومجتمعٍ نابض بالحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى