
بشائر: الدمام
خيّم القلق والترقّب على أهالي محافظة الشرقية خلال الساعات الماضية، بعد رصد سكان قرية الزوامل في مركز بلبيس ظهورَ تمساح في إحدى القنوات القريبة.
المشهد الذي لم يعتد عليه الأهالي في هذه المنطقة الزراعية الهادئة، تحول خلال دقائق إلى حالة من الذعر وقلق جماعي، دفعت الكثيرين إلى التوقف عن الاقتراب من المجرى المائي، وسط مخاوف من وجود أعداد أخرى أو احتمال نمو حجم هذا التمساح مع مرور الوقت.
تحرك عاجل من محافظة الشرقية
وجهت محافظة الشرقية بتشكيل فرق مشتركة من جهاز شؤون البيئة ومديرية الطب البيطري للنزول الفوري إلى موقع البلاغات، وشدد المحافظ في تعليماته على ضرورة إجراء معاينات دقيقة لرصد أي تماسيح موجودة في المصرف، ووضع خطة واضحة للتعامل مع الموقف وتأمين المنطقة بالكامل، بما يضمن منع اقتراب أي زواحف من الأهالي حتى الانتهاء من معالجة المشكلة من جذورها.
وجاء هذا التحرك بعد استغاثات متتالية من السكان عقب تداول مقاطع تُظهر ظهور تماسيح في مصرف بلبيس.
وأشار شهود عيان إلى أن خطورة الموقف تتزايد لوجود مدرسة قريبة من موقع الظهور، حيث يمر الأطفال يوميًا بجوار المصرف، كما أكدوا أن بعض التماسيح شوهدت وهي تخرج إلى حافة الجسر، ما أثار حالة من القلق بين الأسر التي تخشى على سلامة أبنائها.
وعلى مستوى الإدارة المحلية، كشفت مصادر بمجلس مدينة بلبيس لموقع “سكاي نيوز عربية” أن فرق التفتيش تقوم حاليًا بمعاينة المجرى المائي الذي ظهر فيه الحيوان، خصوصًا أن انتشارها ،اذا حدث، قد يهدد المزارعين الذين يمرون يوميًّا بجوار الترع، كما شددت المصادر على ضرورة تعاون الأهالي في الإبلاغ عن أي مشاهدات أخرى وعدم محاولة الإمساك بالحيوان بأنفسهم.
وتبقى شهادات الأهالي المصدر الأساسي من قراءة المشهد، فالبعض يرى أن الواقعة ربما تكون “جرس إنذار” لوجود خلل بيئي أو ضعف في الرقابة على تجارة الحيوانات البرية، بينما اعتبر آخرون أن الحادث قد يظل مجرد واقعة فردية، لكن المؤكد أن الظهور المفاجئ لتمساح يفتح بابًا واسعًا للتساؤل عن حدود الأمان البيئي في المناطق الريفية.
رد محافظة الشرقية على الواقعة
وفي سياق الجدل الدائر، نفى أحمد شاكر، رئيس مركز ومدينة بلبيس بمحافظة الشرقية في حديثه لموقع سكاي نيوز عربية، ما تردد عن ظهور عدد كبير من التماسيح في مصرف الزوامل، مؤكدًا أن المعاينات الأولية أثبتت وجود تمساح صغير واحد فقط لا أكثر.
وأوضح شاكر أن حالة القلق التي سيطرت على الأهالي ساهمت في تضخيم المشهد، ما دفع البعض للاعتقاد بوجود أعداد كبيرة، بينما الواقع لا يشير إلى ذلك مطلقًا، حيث أكد أن المنطقة لا تمتلك أي بيئة مناسبة لنمو أو تكاثر التماسيح فالمصرف مياهه ضحلة ومليئة بالمخلفات، ولا تتوفر فيه الشروط الطبيعية التي تسمح لهذا النوع من الزواحف بالعيش لفترة طويلة أو التكاثر.
وشدد على أن ما حدث يعد واقعة فريدة وغير معتادة في بلبيس أو في قرى الشرقية عمومًا، مرجحًا أن يكون التمساح قد جرى إلقاؤه أو هروبه من مكان تربية غير قانوني، وهو ما يفسر عدم وجود أي آثار لتمساح آخر في المنطقة.
وأكد شاكر أن الجهات المختصة من البيئة والطب البيطري تتابع الوضع بدقة، وأن احتمال انتشار التماسيح في المصرف غير وارد على الإطلاق لغياب الظروف البيئية التي تسمح ببقائها، مشيرًا إلى أن الإجراءات الاحترازية مستمرة لحين انتهاء الفحص الكامل وعودة الأمور إلى طبيعتها دون تهويل أو مبالغة.




