
جيهان البشراوي: القطيف
اعتمدت جمعية الفردوس لإكرام الموتى بمحافظة القطيف 252 مغسلاً ومغسلة، خلال انطلاق دورتها التخصصية التي استضافها مركز التنمية الاجتماعية بالمحافظة، وذلك بحضور رئيس مجلس إدارة الجمعية حافظ الفرج، ورئيس إكرام الموتى بأمانة الشرقية الدكتور عبدالله المحارفي، ووكيل الخدمات في بلدية محافظة القطيف المهندس علي المطرود، وباسم الجنبي رئيس إكرام الموتى بالقطيف.
ونجحت المبادرة النوعية في تخريج 128 سيدة مؤهلة لممارسة التغسيل، إلى جانب 124 رجلاً، ليكوّنوا النواة الأولى للعمل المؤسسي المنظم الذي ينقل خدمة إكرام الموتى من دائرة الاجتهادات الفردية إلى ممارسات مهنية مقننة تضمن سلامة الأحياء وصون كرامة الأموات.
وخلال البرنامج، أكد الشيخ موسى المناميين أن المشاركة في تجهيز الميت تعد من أعظم القربات إلى الله، مستشهداً بالروايات التي تبين فضل اتباع الجنازة، محذراً في المقابل من تحويل المغسل إلى “آلة” تؤدي حركات ميكانيكية لإسقاط الفرض دون استحضار النية والخشوع. وشدد على ضرورة إلمام الممارسين بالأحكام الشرعية التفصيلية لاختلاف المسائل من جنازة لأخرى، وأن التعامل مع الجثمان عبادة قبل أن يكون مهمة.
كما قدم المدرب الصحي حسن العبدالرزاق تصحيحاً لمفاهيم مغلوطة في التعامل مع الجثامين، مؤكداً أن وصف الجسد بعد الوفاة بـ”الجيفة” هو توصيف بيولوجي لا ينتقص من احترام المتوفى. وأوضح أن الممارسات الوقائية في المغاسل هي تعظيم للميت وحماية للعاملين، محذراً من المخاطر الصحية الصامتة الناتجة عن خروج الفيروسات إلى سطح الجلد بعد الوفاة، وداعياً إلى الالتزام الكامل بإجراءات السلامة.
وأكد العبدالرزاق إلزامية استكمال التحصينات الطبية، خصوصاً جرعات لقاح التهاب الكبد الوبائي وفق جدول وزارة الصحة، إضافة إلى لقاح الإنفلونزا الموسمية، وارتداء العوازل الواقية خلال العمل. كما شدد على ضرورة تعقيم مرافق الغسل بمحاليل الكلور المخففة لمدة لا تقل عن عشر دقائق لضمان القضاء على البكتيريا النشطة.
من جهته، أشاد الدكتور عبدالله المحارفي، مدير إدارة إكرام الموتى بأمانة الشرقية، بجمعية الفردوس ووصفها بنموذج وطني متميز، مؤكداً أن ما تحقق يعكس تكاملاً فاعلاً بين القطاع غير الربحي والجهات الحكومية.
كما أوضح حافظ الفرج، رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن هذا الإنجاز يمثل حجر الزاوية في استراتيجية “مأسسة” قطاع إكرام الموتى في القطيف، مشيراً إلى أن تأهيل هذا العدد الكبير من الكوادر يجسد التزام المجتمع بالارتقاء بهذه الخدمة الإنسانية، عبر منظومة عمل موحدة تمزج بين الدقة الفقهية والاشتراطات الصحية.
واختتم الفرج بالتأكيد على أن الجمعية ماضية في تطوير خدماتها بفضل جهود المتطوعين والداعمين، مشيداً بالدور الكبير للمجتمع القطيفي كشريك رئيسي في خلق نموذج يُحتذى به في إكرام الموتى مهنياً وإنسانياً.






