بشائر: الدمام
أظهر باحثون من مراكز علمية رائدة نتائج جديدة تُسهم في فهم أعمق لكيفية تكيف بكتيريا السل المتفطرة (Mycobacterium tuberculosis)، وقدرتها على مقاومة العلاجات الدوائية، وذلك في دراسة نُشرت في مجلة Nature Communications. واعتمد الباحثون على تقنيات الفحص التسلسلي الطويل للحمض النووي، ما أتاح كشف تباينات جينية وترتيبات هيكلية لم تكن مرئية سابقًا باستخدام أساليب الفحص التقليدية. وأظهرت الدراسة أن بكتيريا السل تمتلك قدرة استثنائية على البقاء في ظروف قاسية، سواء داخل جسم الإنسان أو في بيئات غير مواتية، وهو ما يفسر استمرارها عبر فترات زمنية طويلة، وهو ما تدعمه اكتشافات أثرية كشفت آثار إصابة بالسل في مومياوات تعود لآلاف السنين. وأوضح الباحثون أن الفحص التسلسلي الطويل مكّن من إنشاء خريطة شاملة للتباينات الجينية للبكتيريا، ما يساعد على فهم اختلاف شدة المرض بين السلالات، وقدرته على مقاومة الأدوية.
وبيّنت النتائج وجود تغييرات جينية معقدة، مثل التكرارات والحذوف والانقلابات، ترتبط بعناصر متنقلة تؤثر في استجابة البكتيريا للعلاج. ويرى العلماء أن هذه الاكتشافات تمهد لتطوير أدوات تشخيص أدق وعلاجات أكثر فاعلية، خصوصًا في مواجهة السلالات المقاومة للأدوية.
