أقلام

الصمت لغة العظماء

أحمد الخرمدي

من الجميل أن يكون لنا في الحياة ضوابط ومواضع مؤثرة، أن يكون الصمت سيد الموقف، فليس كل حق يُقال، ولا كل صدق يُحتمل، ولا كل نصحٍ يُستقبل ويكون مقبولًا.

حينما تكون النفوس مثقلة والأذان مقفلة غير صاغية، وتكون القلوب في جفاف وغير صافية، فالصمت يصبح أغلى من أية كلمة، ويكون حبل النجاة في زمن غلبت عليه الماديات وساءت فيه قراءة النية، تقابل الكلمة الطيبة بالشك والريبة، وتقابل النصيحة الصادقة بالعداء والقطيعة.

الصمت، السكوت والسكون، مع القدرة على الكلام، وهو ليس ضعفًا ولا هروبًا، وإنما وفي مواقف معينة هو حكمة ورزانة، في وقت لا يجدي فيه الكلام نفعًا ولا يحل مشكلة، وقد يكون عدم الكلام الأصوب، في أعطاء الفرصة للأخرين أن يتفكروا في الأمر، وإيجاد مساحة أمان وتروٍّ، ففي مواقف جدلية كثيرة، يكون الصمت فضيلة، وكما ورد في تعريف الصمت أنه فن لا يتقنه إلا من عرف متى يتكلم ومتى يصمت، وفي إيضاح آخر، الصمت أحيانًا رسالة بأن الموضوع المطروح يتطلب صبرًا ووعيًا وتفهمًا، الالتزام بعدم الكلام، راحة للنفس ورفض لكل ضجيج.

عندما نلتزم بالصمت في مواضع كثيرة، نجدد وقتها التفكير وإعادة التوازن، نملك توازنًا وفكرًا لا يملكه غيرنا، تنبع في داخلنا القرارات الحكيمة، نكون مصداقًا للقول ” إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب “.

ليبقى الصمت الثمن الأقوى، ليبقى يقينًا وقناعة، فمتى أمتلكناه أمتلكنا القوة والحكمة، والحفاظ على الذات من إستنزاف لا طائل له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى