
بشائر: الدمام
بدأت في محافظة القطيف فعاليات “أسبوع الطفل الأدبي 2025″، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، ويهدف الأسبوع إلى إعادة تعريف علاقة الأطفال واليافعين بالأدب، وتحويل القراءة من فعل تقليدي إلى تجربة ثقافية تفاعلية تمتد على مدار أربعة أيام. تعكس هذه الخطوة الاهتمام المتزايد بالطفل كشريك في المشهد الثقافي.
الأدب بوصفه مساحة للاكتشاف
لا يعرض الأسبوع الأدب كنص جامد، بل كمساحة مفتوحة للاكتشاف واللعب المعرفي، من خلال برنامج متنوع يجمع ورش الكتابة الإبداعية، والمسرح القصصي، واللقاءات التفاعلية، يتاح للأطفال واليافعين الاقتراب من النص الأدبي عبر التجربة والممارسة، وليس التلقي فقط.
ويشارك في تقديم هذه الفعاليات نخبة من المختصين في أدب الطفل وصناعة المحتوى الثقافي، ويعمل هؤلاء على تبسيط المفاهيم السردية، وتحفيز الخيال، وتعزيز مهارات التعبير لدى المشاركين، بأساليب تراعي الخصائص العمرية وتستثمر فضول الطفل الطبيعي تجاه الحكاية.
الثقافة بوصفها استثمارًا في المستقبل
يأتي تنظيم “أسبوع الطفل الأدبي” ضمن رؤية أوسع تتبناها هيئة الأدب والنشر والترجمة لدعم قطاع أدب الطفل، ويعتبر هذا القطاع أحد المكونات الأساسية في بناء الوعي الثقافي وتنمية رأس المال المعرفي، وتعمل الهيئة من خلال هذا النوع من المبادرات على تعزيز ثقافة القراءة، وتقديم محتوى معرفي وتطبيقي يسهم في صقل المهارات الإبداعية، ويدعم تكوين علاقة مستدامة بين الطفل والكتاب.
القطيف… فضاء ثقافي متجدد
ويعكس اختيار محافظة القطيف لاستضافة هذه الفعالية حضورها المتنامي في الحراك الثقافي، وكونها بيئة حاضنة للأنشطة الأدبية والفنية، ما يمنح الحدث بعدًا مجتمعيًا إضافيًا.
في المحصلة، لا يقتصر «أسبوع الطفل الأدبي» على تقديم فعاليات آنية، بل يراهن على أثر طويل المدى، يتمثل في تنشئة جيل يرى في الأدب أداة للتعبير، وفي القراءة مدخلًا للفهم، وفي الخيال رافعة للإبداع. هذا التوجه ينسجم مع التحولات الثقافية التي تشهدها المملكة، ويعكس إيمانًا متزايدًا بأن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الطفولة.




