
جيهان البشراوي: القطيف
أكدالشيخ محمد المادح إن الله تعالى ميّز بعض الأزمنة والأمكنة بخصوصيات وفضائل عظيمة، جعلت لها حرمة ومكانة لا تستوي مع غيرها، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ﴾، موضحًا أن الأشهر الحرم أربعة، وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب.
وبيّن أن كلمة «الشهر» في اللغة تُطلق على الهلال، كما تُطلق على الزمان، لافتًا إلى أن العلماء عرّفوا الزمان بأنه حركة دائبة لا يمكن الإمساك بها، إلا أن الله تعالى خصّ بعض الأزمنة والأماكن بميزات خاصة، فجعل لها حقوقًا وحرمة.
وأوضح الشيخ المادح أن من أبرز الأمكنة التي شُرّفت بالخصوصية بيت الله الحرام، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا﴾، حيث جعل الله للبيت حرمة ومكانة تستوجب التعظيم. كما أشار إلى خصوصية بعض الأزمنة، وفي مقدمتها شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن الكريم، وما تميز به من حوادث عظيمة كليلة القدر، التي فُتحت فيها آفاق الرحمة والتوفيق، فلا يستوي هذا الشهر مع سائر الشهور.
وتطرق إلى شهر رجب الأصب، مبينًا أنه سُمّي بذلك لانصباب الرحمة الإلهية فيه صبًّا، حيث يكون الله تعالى هو المُفيض، والعباد هم المتلقون لهذه الرحمة. وأكد أن شهر رجب يُعد من أكثر الشهور ورودًا في الأدعية والروايات، مشيرًا إلى ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في فضل صيامه، ولا سيما في أواخره، وما يترتب عليه من ثواب عظيم، من النجاة من سكرات الموت وأهوال القيامة.
وأضاف أن الإمام الصادق (عليه السلام) شدد على عظم الثواب حتى قال لمن لم يصم رجب: «فاتك من الثواب ما لا يعلم مبلغه إلا الله»، مؤكدًا على فضل صيام اليوم السابع والعشرين من الشهر.
وختم الشيخ محمد المادح حديثه بالتأكيد على عظمة شهر رجب ومكانته، وما أوجبه الله فيه من كرامة وحرمة للصائمين، داعيًا إلى اغتنام هذا الموسم الإيماني بما يفتح أبواب الرحمة والفضل الإلهي.




