
دلال الطريفي : الأحساء
نُظّمت في واحة الأحساء أمسية ثقافية بعنوان «حكاية الأحساء منذ 6000 سنة قبل الميلاد»، خُصصت لمناقشة كتاب «المشهد الثقافي لتراث الأحساء الحضاري منذ الألفية السادسة حتى الألفية الأولى قبل الميلاد» للدكتور فهد بن علي الحسين، وذلك في إطار قراءة علمية حديثة لتاريخ الواحة ومشاهدها الحضارية.
واستعرض الدكتور فهد بن علي الحسين، مؤلف الكتاب، خلال الأمسية أبرز محاور دراسته التي تُعد من المشاريع البحثية المعاصرة المعنية بتوثيق التراث الحضاري للأحساء وتحليله ضمن سياقه الإنساني والعلمي، معتمدًا على منهج بحثي يجمع بين العمل الميداني والدراسة المكتبية.
وشهدت الأمسية مشاركة الدكتور يوسف بن عبد اللطيف الجبر، الذي أدار الحوار العلمي وناقش مضامين الكتاب ومنهجيته، إلى جانب الشاعر الأستاذ عبدالله بن ناصر الويبد، الذي قدّم مداخلات أدبية وثقافية أسهمت في ربط الطرح العلمي بالبعد الثقافي والوجداني.
وحظيت الأمسية والكتاب بدعم عدد من الجهات الثقافية والتنموية، في مقدمتها هيئة التراث بوصفها الداعم الرئيس للمشروع، وهيئة تطوير الأحساء كشريك داعم ضمن جهودها لتعزيز الهوية الحضارية للواحة، إضافة إلى مؤسسة عبدالمنعم الراشد الإنسانية التي دعمت المبادرة في إطار اهتمامها بالمشاريع المعرفية والتنموية.
وتناول الكتاب دراسة المشاهد الثقافية والمعالم الحضارية لواحة الأحساء خلال فترة زمنية تمتد من الألفية السادسة حتى الألفية الأولى قبل الميلاد، مقدّمًا تحليلاً علميًا يتجاوز السرد التاريخي التقليدي إلى دراسة تفاعل الإنسان مع بيئته وأثر ذلك في تشكيل ثقافة متجذرة حافظت على خصوصيتها رغم التفاعل الحضاري المبكر.
وأكد المشاركون أن الكتاب يسهم في سد فجوة معرفية في الدراسات المتعلقة بتاريخ الأحساء، في ظل قلة الدراسات العربية المتخصصة وتشتت اللقى الأثرية، واعتماد بعض الدراسات السابقة على مصادر غير موثقة، مشيرين إلى أن المنهج الإثنوأركيولوجي الذي اعتمده المؤلف عزز من مصداقية العمل وتماسكه العلمي.
كما استعرضت الأمسية تقسيم الكتاب إلى ثمانية مشاهد ثقافية مدعومة بالصور والرسومات التوضيحية، التي أسهمت في تقديم سرد حضاري متكامل يبرز الأحساء بوصفها إحدى أقدم الحواضن الحضارية في الجزيرة العربية وجزءًا أصيلاً من التراث الثقافي للمملكة.
وفي ختام الأمسية، جرى التأكيد على أهمية تعزيز العمل المؤسسي في مجالات البحث الأثري والدراسات التاريخية في الأحساء، بما يدعم جهود هيئة التراث ويسهم في استئناف مسارات البحث العلمي المتخصص في تاريخ الواحة.




