أقلام

حَسْبُ المناجاة

علي خليل العجمي

لا المالُ يُرجعكم إلى أحضانِنا
أبداً ولا ذاكَ المقالُ يُقالُ

أَفنيتُمُ ذاكَ الشبابَ بعزّةٍ
لا الليلُ يرعبكم ولا الأهوالُ

قد أمطرت تلك السماء دماءَكم
حتى تَرَعرَعَ في القلوبُ خصال ُ

ماذا فعلنا كي يُعذبنا الهوى
ما بالُكم إن الهموم ثِقال ُ

ما همُّكم ما كان يرفله الصدى
أو غرّكم ذهبٌ ولا أموالُ

حتى وإن فطر الرحيل فؤادنا
فلنا به ما يعشقُ الترحال ُ

كُشِفَ الغطاء وقد تبين من هوى
وتنفست من بعده الآمال

الموت مكتوبٌ وتلك مشيئة
آياتُه للمؤمنين مثالُ

يا أيها الإنسان أَثْقَلْتَ الخُطى
واليومَ تفرض نفسها الأعمال ُ

مهما بدا المرءُ القوي معاندا
لا ترحمن غريمها الأثقالُ

يا صاحبي لا تأسفنّ وإنما
هل يستوي المرجان والصلصال ُ

عرّج على تلك الجراح وقل لها
من عنقِها يتأجج السلسال ُ

هي عِبرةٌ تأتي فتنزف عَبرة
نُثِرت عليها سورةٌ ورمالُ

جفّت ثغور الليل حتى بُعثرت
والماء بدّد شملَه الغربال ُ

هل أيقن الإنسُ الملطخُ بالحقيْ
قَةِ إن دنا منها الحياءَ يَطالُ

قِفْ ها هنا سكت الزمان وَأَينعت
أغصانُك السمراء تلك الحالُ

سِرّان تُختصرُ البدايةُ فيهما
من خافقيكَ حقيقة ٌ وخيالُ

العمرُ يمضي والحياة قصيرةٌ
خُطّت على وجناتها الآجال

إن الشهيد منارةٌ ورسالةٌ
ترقى لها الأزمان والأجيال

طوبى لمن أمسى شهيدا في الورى
لم تثْنه الأفعالُ والأقوالُ

حَسْبُ المناجاة التي نحظى بها
من صُلبها يتولد الأبطالُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى