بشائر المعرفة

الدواء بين السائل (د. هود) والمجيب ( د. غسان)

رباب حسين النمر: الأحساء

شيء صغير في حجمه، كبير في أثره، نحتاجه أحيانًا أو دائمًا، ونتناوله برضا رغم مرارته.ينام عند مهد الطفل الرضيع، وبقرب وسائد كبار السن، وما بينهما يصادق مختلف الشرائح والأعمار.
نهرع إليه عندما تنتابنا حالة صداع أو مغص، ونبحث عنه عند العوارض المتعبة لأطفالنا.يسكن الآلام ويهدئ الأوجاع، ويمنحنا السلام الداخلي، ويمسح عنا الأتعاب، ويعيد أجسامنا لحالة من التوازن.
يتحول إلى بلسم عندما يصرف بوصفة طبية، وإلى خطر قادم عندما نتناوله دون وعي، أو بنعت أحد ما.

وتكون لتناول الداء خصوصية في شهر رمضان المبارك.
الدواء عقار ينبغي التعامل معه بوعي.

حول الدواء جرى حوار بين الدكتور هود العمراني والصيدلي الدكتور غسان علي بو خمسين للإجابة. عن. تساؤلات عديدة تخص شراء الأدوية وتناولها وتخزينها وتنظيم مواعيدها ولا سيما في شهر رمضان المبارك.

ماهو الدواء وماذا نعني بالمُكمِل الغذائية وما الفرق ببنهما؟

– لمعرفة الفرق بين الأدوية والمكملات الغذائية
لابد من تعريف الدواء أولاً. الدواء هو كل مادة منتجة من النبات أو الحيوان أو من المعادن المستخرجة من الأرض مصنعة أو طبيعية تستخدم في تشخيص أو مكافحة أو علاج أحد الأمراض.
بينما المكمل الغذائي لا تثبت له هذه الصفة. وقد يعد مكملاً لنظام الإنسان الغذائي.
الأدوية حسب التصنيف الرسمي محكومة بقوة حسب القانون، بالدساتير الصيدلانية والأنظمة الصحية، بحيث تُجرى عليها الاختبارات والفحوصات ورقابة مشددة من الهيئات الصحية الرسمية مثل هيئة الغذاء والدواء بالسعودية أو الوكالات المكافئة في البلدان الأخرى. بينما مكملات الغذاء، الرقابة عليها أقل بكثير. مجرد تسجيل عادي دون اشتراطات مشددة. فأي شخص بإمكانه تسجيل مكمل غذائي بسهولة حسب النظام وفق إجراءات سهلة، مقارنة بالدواء الذي قد يستغرق تسجيله حوالي عامين من الجهد المضني لإدخال أي مستحضر باسم دواء. بينما المكمل الغذائي قد لا يستغرق بضعة أشهر. وهذا فرق كبير جدا بين الأدوية والمكملات الغذائية.
رحلة الدواء من المختبر إلى رف الصيدلية قد تستغرق عشر سنوات وتكلف مليار دولار. ومن كل من عشرة آلاف أو عشرين ألف مركب كيميائي يصل منها اثنان أو ثلاثة إلى رفوف الصيدليات. وربما بعد أن يصل وبعد الاستخدام الرسمي له تظهر مشاكل صحية غير متوقعة، لأنه استخدم على نطاق واسع، حيث احتوت في الدراسات آلاف الأشخاص، بينما في الاستخدام الواقعي قد يستخدمه ملايين الناس، حيث تزداد فرصة ظهور أعراض جانبية نادرة لم تكن معروفة في الدراسات. فيُسحب ويتعرض المُصنِّع للمقاضاة والتعويض والمشاكل. بينما لا يوجد من هذه القضايا شيء مع المكملات الغذائية.
أمر آخر ينبغي التنبه عليه، وهو سهولة ويسر الحصول على المكملات الغذائية، فمع شيوع التقنية وسهولة الدخول عليها في مواقع شراء المكملات الغذائية مثل iherb وغيرها. صار من الممكن الحصول عليها من أي إعلان عن مكمل غذائي، بدعاوى غير مثبتة أن هذا المستحضر يعمل كذا وكذا ويقي من كذا ويعزز كذا، ثم يطلب من موقع ويصل للبيت خلال ٧٢ ساعة فقط، وهذا أمر في غاية الخطورة. وقد وردتني كثير من الاستفسارات عن المكملات الغذائية وسلامتها، وبعد بحث بسيط اكتشفت انها خطيرة جداً على الصحة بدعوى أنها للتنحيف وتخفيف الوزن وتعزيز الطاقة. لذا أحببت التنويه على خطورة هذا الأمر ويجب توعية مجتمعنا لأنها تشكل مشكلة كبيرة بالفعل وازدادت كثيرا مع كورونا والحجر وشيوع الشراء الإلكتروني.

هل هناك أساسات لتسمية الأدوية؟ وهل من الممكن أن ترى دواء يحمل اسمين؟ … سمعنا أن هناك اسما علميا وآخر تجاري… هل هذا صحيح؟

-نعم يوجد للأدوية أكثر من اسم.
الاسم العلمي saintific name و(الاسم التجاري) brand name
الاسم الرسمي للدواء هو الاسم العلمي وله أكثر من اسم تجاري يحمله، بحيث أن اسم كل شركة مصنع للدواء تعطي الاسم التجاري للدواء الذي تصنعه. مثلا (البنادول. أدول. فيفادول. تايلينول. ومئات الأسماء التجارية) اسمها الباراسيتامول وهو من الأدوية النادرة التي لها أكثر من اسم علمي وهو دواء واحد.
وهذا يقودنا إلى موضوع الدواء الأصلي والمكافئ.
وهنا لا بد من الانتباه لموضوع duplication أو الأدوية المتكررة فقد يكون الدواء نفسه، ولكن منتج لشركات مختلفة وبأشكال مختلفة ولكن المادة الفعالة نفسها. وهذا يقع كثيرا عند المرضى كبار السن الذين يستخدمون أدوية متعددة، فيجب الانتباه كثيراً لهذا الموضوع، فقد ينفد دواء من صيدلية باسم شركة معينة وتحضر دواء بديل من شركة مختلفة فيظن المريض أنه دواء آخر فيتناولهم معاً فيسببان أضرار ضحية للمريض.

رسمياً قبل عدة سنوات قررت وزارة الصحة بأن وصفة الدواء تكتب بالاسم العلمي وليس التجاري؛ درءًا للمشاكل والأخطاء والتحيز لشركة معينة، ومن الضروري أن تُسجل وتُتداول بالاسم العلمي بحيث يكون للمريض الحق في اختيار الدواء المناسب له حسب ميزانيته أو رغبته، إلا إذا أشار عليه الطبيب بدواء معين لأنه هو الأفضل والأنسب لحالته.

ما الفرق بين الدواء المبتكر brand (الأصلي) والجنيس generic ( المكافئ)؟

-نعم يوجد نوعان من الأدوية مجازا، لكن هذا الموجود فعلا. الدواء المبتكر أو brand الأصلي هو الدواء الأول الذي أنتجته الشركة من بداية الأبحاث إلى أن وصل إلى رف الصيدلية، ورحلة الدواء قد تستغرق ١٠ سنوات وتكلف حوالي مليار دولار بعد بحث مضنٍ يمر بثلاث مراحل.
مرحلة في المعمل ما قبل الإكلينيكية ثم مرحلة التجارب على الحيوانات ثم في ٣ مراحل من الدراسات الإكلينيكية تختلف عن بعضها في حجمها ومدتها والغرض منها، تبحث المرحلة الأولى عن سمية الدواء وفعاليته على عدد بسيط من الأشخاص المتطوعين الأصحاء لا يتجاوز حوالي بضعة أشخاص، ليعرفوا مقدار الجرعة المناسبة وبعض الدراسات المهمة جدا عن حركية الدواء والجرعة المناسبة وبعض المعايير الحاسمة في فعالية الدواء. وتعد هذه المرحلة من أخطر المراحل وأكثرها حرجا في الدراسات الإكلينيكية. ويكون في المرحلة الثانية على عدد أكبر قد يصل إلى المئات من الأشخاص، وبعد نجاح التجربة في المرحلة الثانية، ينتقلون إلى المرحلة الثالثة وهي الحاسمة وتطبق على عشرات الآلاف أو مئات الآلاف على حسب نوع الدواء وانتشار المرض.
وبعد نشر الدراسات والانتهاء من جميع المراحل وقبول المؤسسة الرسمية مثل FDA في أمريكا أو وكالة الأدوية الأوربية في استراليا، أو المكافئة في كندا وغيرها، يُسمح بطرح الدواء في الأسواق.
ولأن الشركة المصنعة للدواء الأصلي، تكبدت الكثير من الجهد والمال والوقت في إنتاج، تعطى فترة أحقية حصرية للعلاج patent تتراوح بين عشر سنوات إلى عشرين سنة حسب القوانين المعمول بها في كل بلد. ولا يسمح لأي شركة بأن تصنع هذا الدواء طيلة هذه المدة، وتعطي سعر مرتفع للدواء للتعويض عن التكاليف والخسائر التي تحملتها. وبعد انتهاء مدة الأحقية الحصرية يسمح للشركات الأخرى، بإنتاج دواء جنيس أو شبيه او يسمى generic للدواء الأصلي. ويكون سعر الدواء المكافئ أقل سعرا بنسبة تصل إلى ٣٠% من سعر الأصلي، لأن الشركة لم تقم بأي جهود في الأبحاث، قامت بمجرد استيراد المادة الفعالة وتصنيع الدواء.
إن ١٠٠% من الأدوية في السعودية المصنعة هي من النوع الثاني (المكافئ) ولا يوجد لدينا الدواء(الأصلي) حتى الآن لأنها عمليه مضنية وتكلفة عالية جداً وتحتاج الى خبرات وتقنيات معقدة جدا. وما نزال في بداية الطريق بالنسبة لإنتاج أدوية أصلية.
الفرق بين الدواء الأصلي والمكافئ فيه نوع من اللبس وعدم الوضوء. فكثير يظنون أن الدواء الجنيس غير فعال أو أقل فعالية من الدواء الأصلي لأنه تقليد أقل سعرا وأقل جودة ولهم الحق في ذلك، ولكن من ناحية اقتصادية لا يمكن لأية دولة أو أية منظمة أو مستشفى أن يأتي بجميع الأدوية الأصلية وإلا ستكون ميزانيته بمئات ملايين الدولارات.
الدواء المكافئ مساوي في الفعالية للدواء المبتكر الأصلي باختبارات صيدلانية خاصة، وتقوم هيئة الغذاء والدواء في السعودية بإجراء تجارب دورية على الأدوية الجنيسة في السوق، ونرى بين الفينة والأخرى سحب بعض الأدوية أو التشغيلات لأنها فشلت في اختبار التكافؤ الحيوي، وهذا جهد مشكور للهيئة.
ويختلف الجنيس عن المبتكر في الشكل والسعر واللون والمواد المحسنة، أما المادة الفعالة فهي ذاتها في الدواء المبتكر.

تشابه الأدوية في الاسم المظهر ولزوم التفرقة بينها
look alike sound alike
ما النصائح في هذا الباب؟
-هذه من المشاكل المعروفة في عالم الصيدلة وهي مشكلة عويصة في عالم المستشفيات والصيدلة والتمريض وحتى للمرضى بحيث تتشابه أسماء الأدوية من خلال الصرف والتخزين وإعطاء الأدوية. تشابه أسماء الأدوية مشكلة كبيرة للطبيب وهذا قد يسبب خطأ دوائي خطير جدا. التشابه الثاني هو تشابه أشكال الأدوية لأن كثير من الشركات لها logo معين، وتصنع الشركة مختلف الأدوية بلون معين وشعار معين ومن الممكن أن يوجد عشرة أدوية للشركة نفسها من طوائف مختلفة من الأدوية بالشكل نفسه، ولا يمكن التفريق بينها إلا بقراءة فاحصة بين الأدوية. مثلاً شركة فايزر تنتج دواء zithromax,amlor,salopax ومن الممكن تعداد 10 أدوية لفايزر لا يمكن التفريق بينها إلا بقراءة فاحصة.
والمشكلة الثالثة إذا كانت الأدوية في كيس بلاستيكي وعليها بطاقة تعريفية أو في plastic vial عند كبير السن بحدود 15 أو 20 دواء عند الصرف لبعض المرضى. فمسألة تداخل الأدوية وتشابهها فعلا تصير مشكلة عويصة، للممارس الصحي وللمريض ولمن يرعاه. فينبغي الانتباه لها والحذر منها. ويمكن التغلب على هذه المشكلة بفحص أسماء الأدوية وأشكالها وتصويرها بالجوال باستمرار وإحضار قائمة الأدوية أو صورها إلى الطبيب وإلى الصيدلي في كل زيارة، ولا سيما إذا كان المريض يتابع في أكثر من مستشفى أو مركز صحي لتفادي مثل هذه الأخطاء الخطيرة على الصحة.

ما الطرق المستخدمة لإعطاء الأدوية بالأشكال الصيدلانية المختلفة.؟

-طرق أعطاء الأدوية متعددة كثيرا واشهرها: أدوية الفم من حبوب وكبسولات وأشربة. وعن طريق الجلد مثل الكريمات والمراهم واللوشن ولصقات على الجلد وقطرات العيون ومراهمها، قطرات الأنف وقطرات الأذن، تحاميل، وحقن في العضل والوريد وتحت الجلد.
لا بد من التثقيف الدوائي في تناول الدواء للمرة الأولى فمثلا بخاخات الربو من طبيب الصدرية، أو بخاخات من طبيب الأنف لابد من معرفة الاستخدام السليم للبخاخ. وكثير من المرضى لا يحسن استخدام الدواء بالشكل المناسب مما يضعف من فعالية الدواء والاستفادة منه. ولابد من قراءة النشرة المصاحبة. وإذا لم يتمكن المريض من القراءة والفهم فيجب عليه أن يسأل الممارس الصحي وأن يثقّف نفسه بشأن طريقة استخدام الدواء عن طريق النت أو مقاطع اليوتيوب المعتمدة للتثقيف الصحي.
وقد صادفتنا حالات عجيبة حيث أن مريض قلب وجده الطبيب خلال الفحص الاكلينيكي، اكتشف وجود لصقات عديدة على الصدر، لأنه لا ينزعها بعد ١٢ ساعة في اليوم التالي، بل يضيف اللصقة الجديدة دون إزالة الأولى وإذا الطبيب يرى صدر المريض ممتلئا باللصقات تتجاوز عشرين لصقة.
وهذ يدل على أهمية التثقيف الدوائي للمريض أو لمن يقوم برعاية المريض كبير السن، وهذه من أصعب المشاكل التي تصادفنا حيث يترك المريض كبير السن للعاملات المنزليات وللسائقين، وقد رأيت ذلك بشكل يومي خلال ٢٦ عاما.

ما الأدوات المساعدة لحفظ الأدوية وتوزيعها

من أهم الوسائل لحفظ الأدوية هي الاحتفاظ بها في عبواتها الأصلية، فإذا كانت في علب بلاستيكية نحتفظ بها بشكل نظيف ملائم وعدم إتلافها. وإذا كانت على شكل أشرطة نحافظ عليها.
ولا توجد مشاكل كبيرة واقعاً مع الحبوب والكبسولات.
والأشربة بحيث يحافظ عليها نظيفة ولا تتعرض للهواء. والحقن والأدوية البيولوجية حساسة جداً. ويجب الاهتمام بها، خصوصاً في السفر فحفظها مبردة طوال الوقت في حافظات تعزل الحرارة ولا سيما لمن يسافرون سفرا طويلاً، فيحتاج إلى تبريد لأنه قد يتركها خارج الثلاجة إلى مدة ١٢ ساعة أثناء السفر ولا سيما في فصل الصيف. ومن أهم هذه الأدوية هو الأنسولين وهو من الأدوية الشائعة التي تحتاج إلى تبريد. إضافة إلى استخدام منظم جرعات الأدوية ويباع في الصيدلية وقطاعة الحبوب وسرنجات الأدوية ولا سيما للأطفال الذين يتناولون أدوية حساسة وتحتاج إلى جرعة دقيقة. أما ملعقة الشاي وملعقة الطعام فهذه أدوات قد عفى عليها الزمن ومعايير غير دقيقة استخدمت قبل خمسين عاماً.

والانتباه لتواريخ صلاحية الأدوية وكفايتها.

هل للدواء تاريخ انتهاء لصلاحيته ؟

كثر الكلام في تاريخ صلاحية الأدوية، وأن تاريخ انتهائها غير دقيق، وأنها قد تظل فعالة بعد انتهاء تاريخ صلاحيتها، وما في ذلك من هدر وعدم استفادة من الأدوية. الموضوع شائك يتداخل فيه العلم بالاقتصاد والسياسة.
تاريخ انتهاء الأدوية ببساطة هو موضوع قانوني، وهو التاريخ الذي تضمن فيه الشركة الصانعة صلاحية الدواء من كل النواحي، ولذا تتراوح مدة الصلاحيةغالباً بين سنتين إلى 5 سنوات. ولكن هل يعني ذلك أن الدواء بعد انتهاء تاريخ الصلاحية إذا كان محفوظًا بطريقة مناسبة حسب الاشتراطات المطلوبة هل يمكن استخدامه بعد تاريخ انتهاء الصلاحية أم لا؟
قانونًا لا يمكن، وفي الواقع يمكن بشروط، ويُترك الموضوع للجهات المختصة، مثل هيئة الغذاء والدواء والمستشفيات التي تبت في هذه الأمور، ولكن كمستخدمين عاديين يجب التخلص من الأدوية منتهية الصلاحية بالطريقة المناسبة، فلا ينبغي استخدام الأدوية منتهية الصلاحية. ولا يمكن أن نسمح للمرضى باستخدام دواء منتهي الصلاحية، ولا سيما ونحن نعيش في نطاق جغرافي حار جدًا تصل فيه درجة الحرارة صيفًا إلى 50 درجة مع نسبة رطوبة عالية وهذا يُسرِّع من تلف الأدوية. إضافة إلى أن الدواء قد يكون صالحًا ولكنه مع طول التخزين أو سوئه قد تتلف العبوة أو الهيكل الخارجي للدواء مما يسبب تلفه، بغض النظر عن صلاحية الدواء للاستخدام. فلا يمكن استخدام شراب زجاجته مشروخة أو مكسورة..
وقد يكون الدواء جيدًا حتى انتهاء الصلاحية ولكنه بعد الفتح ( قطرة . بخاخ. مرهم. حقنة) صلاحيتها سنتين أو 3 أو 4 سنوات حسب التاريخ المسجل على العبوة في حال حفظها بالطريقة المناسبة ولكنها تتعرض للهواء والرطوبة والضوء والميكروبات بعد الفتح. مثلاً (قطرة العين مدة صلاحيتها شهر واحد بعد الفتح، والكريمات من شهر إلى 3 أشهر كحد أقصى، والأشربة ٦ أشهر كحد أقصى، والأنسولين 4 أسابيع في درجة الحرارة العادية. الموضوع ليس على إطلاقه، بل فيه شروط وقيود، ولا بد من الانتباه لهذا الموضوع. ومن الممكن تطويل تاريخ الانتهاء بحذر من قبل الجهات المختصة بقوانين وضوابط صارمة جدًا.

ما الطريقة الصحيحة للتخلص من الأدوية المنتهية الصلاحية أو التي انتهت الحاجة إليها

الطريقة الصحيحة للتخلص من الأدوية الفائضة عن الحاجة أو منتهية الصلاحية، كون الأدوية فعالة بيولوجيًا وضارة بيئيًا فالتخلص بها في سلة المهملات خطر لأنها قد تلوث المياه أو التربة ولأنها فعالة مثل الهرمونات وبعض الأدوية المضادة للسرطان، ثم تذهب للسلسلة الغذائية فتتضرر منها النباتات والحيوانات والإنسان، والأفضل التخلص منها عن طريق (green box= الحاوية الخضراء) في بعض المستشفيات حيث ينبغي وجود هذه الحاوية في كل صيدلية للتخلص من مثل هذه الأدوية. وأرجو أن تنتشر مثل هذه الحاويات للتخلص من الأدوية بطريقة آمنة وصحيحة. ومن الواحب توعية الناس بهذه العملية بدلًا من رمي الدواء في سلة المهملات وتعريض البيئة للخطر.

كيف نتغلب على مشكلة تعدد الأدوية polypharmacy؟

مشكلة تعدد الأدوية إذا استخدم المريض أكثر من 5 أنواع من الأدوية، وهي شائعة بين كبار السن والمرضى الذين يشتكون من عدة أمراض مزمنة بحيث أنه يحتاج إلى أدوية قد تصل إلى 25 صنفًا يوميا، وهذا قد يسبب مشاكل منها الأخطاء الطبية والتعارضات الدوائية وملل المريض وعدم الانتظام على تناول الدواء.
إن أهم وسيلة للتغلب على هذه المشكلة هي مراجعة الأطباء والاختصاصيين المختلفين بشكل مستمر للتخفيف من عبء الأدوية والمراجعة الدورية للأدوية التي يمكن التخلص منها أو إيقافها أو التقليل منها. بعض منتجات الأدوية قد تدمج دواءين معا مما يخفف على المريض (دواء ضغط مع مدر مثلاً)، والمتابعة المستمرة الحثيثة الدورية مع الأطباء للتخفيف من الأدوية قدر الإمكان أو إيجاد صيغ صيدلانية تتضمن أكثر من نوع للدواء للتخفيف من هذه المشكلة.
إن بعض المرضى مصاب بهوس الأدوية ويحب تناولها بشكل غريب، فقد ينصح الأطباء المرضى بالتوقف عن دواء معين لعدم الحاجة إليه، ولكن المرضى يرفضون ذلك ويصرون بالاستمرار عليه.

حدثنا عن مدى سلامة تناول الأدوية في فترة الحمل والرضاعة وتصنيفها حسب المراجع العلمية.

فترة الحمل فيها تغير فسيولوجي كبير تتعرض له المرأة ولا سيما الأشهر الثلاثة الأولى، بحيث تكون معظم الأدوية خطرة على الجنين لأنه في فترة تشكله، ولذا يجب الحذر الكبير من تناول الأدوية في هذه الفترة ولابد من استشارة طبيب النساء والولادة بشأن الأدوية المستخدمة مثل المضادات الحيوية والمسكنات وأدوية القيء، والأدوية المزمنة التي كانت تستخدمها الحامل قبل الحمل وعن إمكانية تبديلها أو إيقافها فالموضوع حساس جدًا لدرجة أن المنظمات الصحية العالمية تصنف الأدوية على حسب درجة الأمان والدراسات. وبسبب الناحية الاخلاقية لا توجد دراسات للأدوية على البشر الحوامل لأن ذلك غير ممكن أخلاقيا، وكل الدراسات قائمة على الحيوانات ولكن بسبب الاختلاف الواقعي نسيجياً وجينياً بين الإنسان والحيوان، لايمكن قياس هذا بذاك، وهذا يسبب نقص كبير جدا في المعلومات الدوائية خلال فترة الحمل. لذلك تمنع من الأدوية خلال هذه الفترة. حتى البنادول عليه بعض الملاحظات ولكن يستخدم تجاوزا، ومجموعات قليلة جدا من المضادات الحيوية آمنة في فترة الحمل، ومجموعة قليلة من المسكنات. ولا بد من استشارة الطبيب لاستخدام الأدوية خلال الفترة الحرجة في الحمل.
وقت الرضاعة ينسحب الكلام إليه وإن كان بشكل أخف، لأن كمية الدواء المفرز في الحليب، غالبًا يكون قليلا وغير خطر. ولكن توجد احتياطات واشتراطات للأدوية خلال فترة الرضاعة ولابد من إخبار الطبيب والصيدلي وإعلامهم أن المريضة مرضع ولا سيما مع بعض الأدوية الخطرة.

في إجابة مفصلة حول تناول الأول خلال شهر رمضان المبارك … كيف نتعامل مع ذلك

يشكل الصيام تحدٍ لتناول الدواء بسبب قصر المدة الإفطار والسحور، ولا سيما للمرضى الذين يتناولون أدوية متعددة وبتكرار أكثر من مرة في اليوم. أما من يتناول الدواء مرة باليوم فمن الممكن تناول الدواء مع الإفطار أو السحور حسب النوع مع استشارة الطبيب والصيدلي. ومن يتناوله مرتين، مرة بعد الإفطار ومرة بعد السحور حتى يمكن التفريق بين التناولين بأقصى حد ممكن، أما ثلاث مرات يمكنه مراجعة الطبيب لتخفيضه لمرتين إن أمكن، لأنه توجد بعض الصعوبة في تناول الدواء ثلاث مرات بين الإفطار والسحور. وهذا لحالات المرضى الذين يستطيعون الصيام. أما غير القادر على الصيام فلا يواجه هذه الإشكالات.
أدوية السكر لا بد من مراجعة جرعاتها مع الطبيب قبل حلول شهر رمضان، لأن الصيام يسبب انخفاضًا في السكر، وينبغي التركيز على التحليل المكثف في أيام الصيام الأولى لمنع حصول هبوط في سكر الدم.
أدوية الضغط يفضل تناولها بعد الإفطار بساعة أو ساعتين، بحيث يسترد الإنسان السوائل في الجسم، ولا يتناولها مباشرة بعد الإفطار وجسمه جاف وقليل السوائل فقد يصاب بالهبوط. والأفضل استشارة الطبيب والصيدلي لمراجعة الأدوية.
الأدوية العصبية للصرع وما شابه، وأدوية الأمراض النفسية لابد معها من استشارة الطبيب المعالج والصيدلي حول الاستخدام الأمثل والتوقيت الأمثل، فلكل حالة استخدام خاص.

مالأفضل؟ تناول الأدوية على معدة فارغة او قبل الطعام أو معه؟هل مع الماء أو العصير أو الحليب؟

لكل دواء طريقة، بعض الأدوية قد تتعب المعدة بالحموضة فيفضل تناولها مع الطعام، مثل المسكنات وبعض الأدوية التي أثبتت الدراسات أنه يجب تناولها مع الطعام لزيادة الامتصاص.

وهناك حالة معاكسة يفضل فيها تناول الأدوية على معدة فارغة لتحسين الامتصاص الذي يكون في حالته القصوى، مثل دواء الثايروكسين علاج خمول الغدة الدرقية وهو من أكثر الأدوية تأثرًا بالامتصاص إذا أخذ مع أدوية أخرى. ولا بد من تناوله مع ماء فقط ليس معه كالسيوم ولا حديد ولا أي دواء آخر. وفي شهر رمضان من الأفضل أن يؤخذ بعد ساعتين من الإفطار ولا يؤكل بعدها شيء لأن الثايروكسين سريع التأثر بالطعام. فيجب أخذه على معدة فارغة بحيث يصوم المريض بعد تناوله عن الطعام ساعة على الأقل. ومن الممكن تناوله قبل السحور بساعتين. دواء هشاشة العظام alendronate يؤخذ على معدة فارغة.
وهناك أدوية لا تتأثر بالطعام. لذا ينبغي قراءة النشرة المرفقة بالدواء أو سؤال الصيدلي والطبيب أو البحث في المواقع الموثقة بالإنترنت حول دوائه.

ماذا عن تداخل الأدوية مع بعضها أو تناول الأعشاب مع الأدوية؟ هل من ضرر؟

توجد تداخلات دوائية كثيرة جدا بين الأدوية والأعشاب، فقد يتسبب تناول أدوية مع أدوية أخرى بزيادة الامتصاص، أو زيادة الفعالية أو نقصها، وهذا من اختصاص الطبيب والصيدلي بالدرجة الأولى. وهذا لا يمنع من تثقيف المريض بهذا الشأن.
في الأنظمة الصحية القديمة كنا نصرف الوصفات كتابيا، والآن يصرف إلكترونيا CPOE
computerized physician order entry
ومؤتمت إلكترونيا بالكامل، وفيه كل المعلومات الدوائية بحيث تعطينا تنبيه أن هذا الداء يتعارض مع ذاك، فحينها ينبغي التواصل مع الطبيب لإيقاف صرف الدواء أو تقليل الجرعة.
هناك تعارضات كثيرة بين الأدوية سواء في حركية أو في ديناميكية الدواء أو في تفاصيل صيدلانية لاتهم المريض.
المهم في الواقع هو موضوع التداخل الدوائي العشبي لأنه مغفول عنه وغير ملتفت إليه ومنسي تماما.
الأعشاب مواد فعالة بيولوجيا وأخذها على قاعدة إن لم تنفع لم تضر يُعد خطرا جدا. تتعارض كثير من الأعشاب مع الأدوية، فمريض يتناول أسبرين وبلافيكس مسيلات الدم وورفارين، أو مسيلات دم حديثة من الممكن أن يتعرض لنزيف لو تناول الحلبة أو زنجبيل أو قرفة بكميات كبيرة لأنها مسيلات دم، قد تزيد المفعول أو أنها هي تسيل الدم فتسبب مضاعفات.
بعض الأدوية تتداخل مع الينسون أو الجنسنغ. وهنا ينبغي الحذر من التداخلات بين الادوية، وقد تتداخل حتى مع بعض مضادات المناعة، وأدوية الفايروسات وأدوية الصرع وغيرها من الأدوية العديدة

كلمة مختصرة حول ما يشاع عن سلوك وأهداف شركات الأدوية … كيف أوفق بين هذا وبين مأمونية ما سأتناوله؟

شركات الأدوية هي شركات تجارية تعمل وفق نظام عالمي رأسمالي هادفة للربح بالدرجة الأولى، وليست جمعيات خيرية ولا منظمات إنسانية وينبغي محاكمتها في هذا السياق، فهي شركات ربحية ولها أسهم ومدرجة في البورصة ولها بورد يحاول تعزيز وتنمية الأرباح. وهذا موضوع واقعي.
ولكن المعوّل يقع على الجهات الصحية الرقابية الرسمية في كل دولة، مثل هيئة الغذاء والدواء في المملكة للرقابة التامة على موضوع تسجيل الأدوية وترخيصها ومراقبتها باستمرار ومتابعة الأدوية بعد التسجيل والصرف وهو ما يعرف ببرنامج ( التيقظ الدوائي pharmacoviglince ).

في السنوات الأخيرة للهيئة، ظهر نشاط ملحوظ للهيئة في هذا الموضوع، حيث صارت تحض المستشفيات في كافة مناطق المملكة على التبليغ عن أية عوارض جانبية أو مشاكل في الأدوية وتسجلها في تقارير شهرية تنشر دوريا، وتكافئ الجهات التي ترفع تقارير أكثر، ولذا يجب أن نضع ثقتنا الكاملة في وزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء، ففيهما خبراء مأمونون وموثوقون وعلى درجة عالية من الكفاءة والعلم، ولنترك الإشاعات والكلام الدائر في الإعلام حول الماسونية والمؤامرة والكلام غير البناء.
لا بد أن نضع ثقتنا في جهاتنا الرقابية المحلية التي رأينا جميعاً، كيف تعاملت بمهنة وحرفية في أزمة كورونا وبفعالية ونحن نجني الثمار بانحسار الجائحة ولله الحمد.
هيئة الغذاء والدواء تمشي بخطى واضحة وثابتة وتحاول حسب الخطط المرسومة لها، أن تكون من أفضل خمس هيئات صحية في العالم خلال عشر سنوات من الآن.

ماذا عن تناول الفيتامينات المكملات الغذائية،حيث أن هذا الموضوع يشغل الكثير من الناس ولا سيما المرضى؟

الفيتامينات موضوع يشغل الناس كثيراً. وهي 13 فيتامين اُتفق عليها، 4 منها ذوابة في الدهون و9 ذوابة في الماء.
من الممكن الحصول عليها من الغذاء الطبيعي المتوازن في الفواكه والخضراوات واللحوم وبقية الأغذية الطازجة .
يبقى السؤال: هل يحتاج الإنسان الطبيعي السليم غير المصاب بأمراض إلى تناول مكملات غذائية على هيئة فيتامينات؟
الجواب : لا.
هناك أمراض تستدعي تناول المكملات الغذائية بشكل فيتامينات، مثل الحاجة إلى حمض الفوليك خلال فترة الحمل للوقاية من مشاكل تشوهات الأجنة، ومرضى الغسيل الكلوي بسبب فقدان الفيتامينات أثناء الغسيل الكلوي، ولابد من تعويضها على شكل حبوب فيتامينات، والمرضى الذين يعانون من ضعف الامتصاص malabsorption الشديد لابد من تناول أقراص الفيتامينات والكبسولات، ومرضى جراحات السمنة يحتاجون إلى أقراص الفيتامينات، ولا سيما جراحة التحوير أكثر من التكميم، وكل جراحات السمنة يحتاجون إلى فيتامين B12 لأنه صعب الامتصاص وعملية امتصاصه معقدة جدا، ولذا لابد من تناول الفيتامين المذكور.
أما فيتامين D ( مالئ الدنيا وشاغل الناس كما أسميته في كتابي) وهو أكثر فيتامين يحوز على الاهتمام والتداول والحرص على تناوله.
وهو فيتامين مهم، ويعد هرمونا أكثر من كونه فيتامين، وحركيته الفسيولوجية في الجسم معقدة جداً، ويتداخل مع المناعة وأشياء كثيرة سواها، ومع امتصاص العظام للكالسيوم.
ولا توجد حالات حقيقية وخطيرة لتسمم فيتامين D حتى مع الجرعات العالية نسبيا.
50000 وحدة أسبوعيا تعد جرعة آمنة من فيتامين D، وللفيتامين ألوان وأشكال وأنواع مختلفة والمريض العادي يختلف عن المصاب بالكلى، وعن المصاب بالكبد، وعن المصاب بضعف الامتصاص، وتفاصيل أخرى كثيرة جدا.
الفيتامينات والمكملات بشكل عام فيها سوء استعمال بكثرة، حتى أنه يقال إن الأمريكيين لديهم أغلى بول في العالم – أجلكم الله- من كثرة ما يطرح في البول من فيتامينات دون فائدة بسبب كثرة تناولهم للفيتامينات. فهم يستخدمون الفيتامينات بكميات هائلة وغير ذات جدوى. ومن يزور أمريكا يلاحظ وجود أرفف كبيرة للفيتامينات بكميات مهولة، حتى بالسوبرماركت
دون فائدة ولا داعٍ، فقد تحولت إلى هوس ومادة إعلامية تصرف عليها مئات المليارات دون داعٍ.
الغذاء الصحي المتوازن الطازج كافٍ لأمدادنا بالفيتامينات الكافية.

هل الصيدلي مؤهل لإعطاء دواء بديل إذا كان الدواء الذي يريده المريض منقطعا؟ أم  يحتاج الأمر للرجوع إلى الطبيب المختص؟

يعتمد على نوع العلاج، فلو كان مسكناً يمكن للصيدلي أن يعطي البديل، ولكن لو كانت الأدوية حساسة مثل أدوية الصرع أو الأدوية النفسية أو المضادة للمناعة أو لزراعة الأعضاء أو الأدوية الكيميائية للسرطان فلا بد في مثل هذه الحالات التواصل مع الطبيب المعالج وأخذ رأيه في البديل.
وللصيدلي أن يعطي دواء بديل ولكن ليس على إطلاقه.
هناك هامش بسيط للصيدلي لإعطاء دواء بديل، ولكن ليس بإمكانه أعطاء بديل لمضاد حيوي مثلا، ولا تبديل دواء ضغط للدواء آخر، أو أدوية حساسة مثل أدوية الصرع فتحتاج آلى مراجعة الطبيب للبديل.

كيف ينظم مريض السكري دواءه في رمضان؟

لا بد من مراجعة الطبيب المعالج لحساب جرعات الأدوية سواء حبوب الفم أو الأنسولين والموضوع يحتاج إلى اهتمام ولا سيما المريض المشخص حديثا، وبالتأكيد ستحتاج الأدوية للمراجعة والتخفيض ولا سيما الأنسولين مع الصيام، والقياس المكثف المتكرر في الأيام الأولى للصيام لتجنب حصول حالات هبوط سكر خطيرة قد تؤدي إلى مضاعفات صحية.
توجد أجهزة كثيرة لقياس السكر بالأشرطة للدم، وهناك جهاز يوضع على العضد لمدة أسبوعين ولا يحتاج إلى التحليل المتكرر. مع مراجعة الطبيب لمعرفة إمكانية الاستفادة منه.
ومثل هذا النوع من الأجهزة جيد للأطفال والحوامل الذين يعانون من مشاكل عدم انتظام السكر أو الهبوط، وهو جهاز مفيد على الرغم من عدم دقته. بل يستخدم إلى جانب جهاز قياس السكر بالأشرطة.

وماذا عن مريض الضغط في شهر رمضان المبارك؟

مريض الضغط ينتظر حتى ساعتين بعد الإفطار بحيث يسترد الجسم السوائل ويرتاح، ولا يتعجل بتناوله بعد الإفطار مباشرة.
وبعض مرضى الضغط بتناول 4 أو 3 أنواع من الأدوية ولو تناولها مع الإفطار دفعة واحدة قد يتهرض للهبوط فيغمى عليه أو تحصل له حالة وقوع ويتأذى. لذا من الأفضل تقسيمها إلى ما بعد ساعتين من الإفطار، ويوزعها خلال الليل ولا يتناولها دفعة واحدة خشية من حدوث هبوط. وأفضل خيار هو مراجعة الطبيب المختص وتنظيم هذا الموضوع باستشارته.

لو تناول الشخص السليم فيتامين D وأوميغا 3 وB12 فقط مرة في الشهر هل لهذا تأثير سلبي على الصحة العامة

لا يوجد تأثير سلبي له، حتى لو يتناول جرعة عالية أسبوعيا، فلست هناك أية مشكلات في ارتفاع الفيتامين بنسب عالية.
أوميغا 3 هو مكمل غذائي كثر الكلام حوله، وكثير من المكملات الغذائية لا فائدة من ورائها وهي مجرد ادعاءات غير مثبتة علميا unproven claims انها تحسن قوة الدماغ وتعالج التهاب المفاصل وتعالج القولون. حسب الدراسات الإكلينيكية والدراسات الموثقة لم تثبت صحتها علميا، ولم تثبت أية فعالية حقيقية للأوميغا 3.
أما فيتامين B12 فهو مهم، ولكن مشكلته في الامتصاص. فمن يتناوله ويجد نقص فمن الأفضل أن يأخذه على شكل حقن كل 3 أو 6 أشهر حسب البروتوكول الذي يضعه الطبيب.
أما الحبوب فهي ليست ضارة ولكن يبقى الامتصاص عامل حساس مع هذا الفيتامين حصرا، ومن يشتكي من مشاكل المعدة أو جراحة السمنة أو ضعف امتصاص، أو أدوية تثبيط حموضة المعدة لكبار السن وغيرها من المشاكل تؤدي إلى ضعف امتصاص فيتامين B12 إذا كان على شكل أقراص لأن نظامه معقد جدا من ناحية الامتصاص.

هل هناك اختلافات ثقافية ما بين المجتمعات فيما يخص أسلوب تعاطيهم مع الأدوية؟ وما هي أبرز المشاكل التي يختص بها مجتمعنا في طريقة تعاطيه مع الأدوية ؟ مثلا هل هو شديد الإقبال عليها بشكل مبالغ فيه أم يغلب عليه الخوف من تناول الأدوية خشية من آثارها الجانبية؟

توجد اختلافات ثقافية يؤثر عليها الإعلام وثقافة المجتمع حتى الناحية الدينية تؤثر، فمقولة( امش بدائك ما مشى بك) بمعنى أن الإنسان لا يتناول الدواء إلا إذا أعياه المرض، وطالما صحته جيدة فلا داعي لتناول الدواء.

لقد واجهت خلال ممارستي للصيدلة جميع أنواع البشر.
هناك من يعشق الأدوية بمعنى العشق ويريد أن يحوز على أكبر عدد ممكن منها لسبب مجهول بالنسبة لي، وهناك من يكرة الدواء ويتضايق عندما يضيف له الطبيب دواء، حتى لو كانت حالته تستدعي ذلك الدواء . وقد يعود ذلك للعوامل النفسية والثقافية.
والحالة الطبيعية هي أن يتعامل الإنسان مع الأدوية كحاجة.
أمر آخر، البعض يستسهل موضوع أخذ الدواء، ويفضله على المعالجات غير الدوائية .

فلو أصيب أحدهم بحالة نفسية لسبب ما، فلو أصيب بحالة اكتئاب، من السهل عليه مراجعة طبيب يكتب له دواء نفسي، بدلاً من معالجة الموضوع بطريقة غير دوائية.
فيحاول الطبيب المخلص المتفاني أن يقنع مريضه بمحاولة تجريب طرق علاجية غير دوائية إذا كانت هي الأنسب لحالته، ولكن المريض يحب الطريق الأسهل والمختصر، ويطلب من الطبيب أن يكتب له العلاج حتى ينتهي من معاناته.

زبدة القول، أن الناس غالباً ما تبحث عن الحل المختصر والأسهل. والحقيقة التي يجب التعامل معها، إن الدواء يؤخذ وقت الحاجة.

البعض يتبرع بالدواء الفائض عن الحاجة للجمعيات الخيرية، ما رأيك بذلك؟

التخلص من الأدوية الفائضة عن الحاجة من الشائع التبرع بها للجمعيات الخيرية، وهذه العملية غير منضبطة وغير سليمة وفيها كثير من العشوائية وعدم الانتظام.
وما يحصل في الجمعيات هو حفظ الدواء بشكل عشوائي وغير منظم. والأفضل التوقف عن هذا العمل لعدم جدواه بل قد تكون فيه خطورة بيئية أو صحية.

هل يمكن لي بعد خبرة عشرات السنين مع أمراض بسيطة كالزكام والكحة أن أتناول الدواء دون وصفة طبيب أو بمجرد شراء العلاج من الصيدلاني مباشرة؟

هناك أدوية وصفية، وأدوية غير الوصفية OTC
الأدوية التي تقصدها هي من النوع الثاني.
ولو تتناول أعشاب وشاي أعشاب وزنجبيل وعسل يكون أفضل..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى