دراسة سعودية تضيء على تأثير القيم على عمارة الأحساء
بشائر:الدمام
حصل الباحث السعودي سعيد عبدالله الوايل على درجة الدكتوراه من الأكاديمية العربية بالدنمارك عن رسالته التي حملت عنوان: “القيم الدينية والاجتماعية وتأثيرها على تصميم المباني السكنية في محافظة الأحساء بالمملكة العربية السعودية.. الحسينيات والمآتم الشيعية أنموذجاً” والتي أشرف عليها الدكتور مخلد نصير الزيودي الأكاديمي بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل في منطقة الدمام بالمملكة العربية السعودية.
وركزت الدراسة في سياقها العام على المباني الدينية وبيوت العبادة في واحة الأحساء، والتي تعتبر من أهم المناطق الجغرافية والحضارية التي عاش فيه الإنسان على أرض الجزيرة العربية منذ القدم اعتنق فيها العديد من الديانات ومارس فيها معتقداته الدينية عبر عصور مختلفة، مع التأكيد على العصر الإسلامي والذي كانت فيه الأحساء – البحرين قديماً – منارة من منارات الإسلام منذ العصر الإسلامي الأول ودخول أهلها طواعية في الدعوة المحمدية، وما تلا ذلك العصر من انقسامات في مختلف الدول والأمصار الإسلامية ومنها الأحساء، أدت لنشوء الفرق والمذاهب الإسلامية بعقائدها الدينية واتجاهاتها ومدارسها الفكرية والفقهية والتي تعددت معها بيوت العبادة ومسمياتها والشعائر والطقوس التي تمارس فيها.
كما حاول الباحث سعيد عبدالله الوايل من خلال دراسته تسليط الضوء على تاريخ الأحساء ومدارسها الفكرية والمذهبية وعلاقتها بالمباني المعمارية الدينية حسب المذهب، من مساجد ومدارس دينية وحسينيات، وأسلوب عمارتها وطرق تخطيطها والممارسات الدينية فيها، مع التركيز على موضوع الدراسة حول أتباع المذهب الشيعي الجعفري، وصولاً لتتبع مشكلة الدراسة حول القيم الدينية والاجتماعية وتأثيرها على تصميم المباني السكنية في محافظة الأحساء بالمملكة العربية السعودية.. “الحُسينيات والمآتم الشيعية أنموذجاً”.
وقد تكونت لجنة مناقشة الرسالة من الدكتور مشاري النعيم من جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل رئيساً وعضوية كل من الدكتور إحسان الرباعي من جامعة جدارة بالأردن والدكتور جمال القواسمي من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والدكتور مخلد الزيودي من جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل.
يُذكر أن الباحث السعودي سعيد عبدالله الوايل من مواليد الأحساء 1966، وحاصل على الدكتوراه في العمارة الداخلية، والماجستير في الفنون الجميلة، وبكالوريوس في اللغة والأدب الإنجليزي، ودبلوم في التربية الفنية.
وهو باحث متفرغ للدراسة والبحث في مجالات العمارة والفنون التشكيلية والزخارف والنقوش الإسلامية، ويتمتع بعضوية عدة هيئات وجمعيات محلية ودولية، وشارك في العديد من المؤتمرات والمناسبات والملتقيات العلمية والورش المصاحبة، وأنجز خلال العقود الأخيرة عدة مشاريع تختص بالتوثيق والحفاظ العمراني والتاريخي للمباني التاريخية في الأحساء والخليج والعربي، وما يرتبط بها من جماليات وزخارف ونقوش في كافة مناطق الخليج.
كما أنه باحث معتمد ضمن فريق العمل لتوثيق وحصر “التراث الثقافي غير المادي الوطني” في محافظة الأحساء الذي تقوم به الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، وقد أشرف على ترميم العديد من المباني التاريخية الرسمية والخاصة بالتعاون مع وزارة الثقافة.
ومن مؤلفاته: كتاب “الأبواب والنقوش الخشبية في عمارة الشارقة التقليدية” – 2003، وكتاب “الأبواب والنقوش الخشبية في عمارة المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية” – 2011، وكتاب “الأبواب والنقوش الخشبية الإسلامية في المباني التاريخية في الخليج العربي” – 2014، وكتاب “النقوش الجصية الأحسائية” – 2015، وكتاب “أبواب دبي التاريخية” – 2020، وكتاب المعجم “الأثنوغرافي للمصطلحات الدارجة المستخدمة في البيئة العمرانية التقليدية في الأحساء” – دارة الملك عبدالعزيز – الرياض (تحت الطباعة)، وكتاب “المسكن في عمارة الأحساء التراثية.. تاريخ وهوية” مخطوط، وكتاب “القهوة السعودية” مع الباحث أحمد البقشي – مكتبة الملك عبدالعزيز– تحت الطباعة، وكتاب “البوابات والواجهات وزخارفها في مباني الأحساء التاريخية” – مكتبة الملك عبدالعزيز– الرياض (تحت التحكيم).