بشائر المعرفة

نقوش أعمارها 200 عام في الهفوف التاريخي

عدنان الغزال : الدمام

افتتح أمين الأحساء، المهندس عصام الملا، معرض «جص وخزف» للمصمم الباحث في التراث العمراني حسين الجمعان في منزله بمدينة الجفر، الذي يضم قوالب وتصاميم مماثلة لنقوش جصية، وأقواس، وأعمدة تراثية لمبانٍ تراثية تتجاوز أعمار بعضها الـ200 عام في 3 أحياء رئيسية في وسط الهفوف التاريخي «الكوت، والنعاثل، والرفعة»، بهدف إعادة إحيائها، وتوظيفها في المشروعات التراثية «الجديدة»، وكذلك الاستفادة منها بعد تحويلها إلى الخشب والسيراميك والخامات الأسمنتية، مع الحفاظ على الهوية، والتركيز على الاحتفاظ بقياساتها ونسبها.

12 عامًا متواصلة

أكد الجمعان أن المعرض هو حصيلة جهود حثيثة، امتدت لـ12 عاما متواصلة، وخصصت في دراسة ومسح البيوت التراثية القديمة، حيث تميزت تلك المباني بالبناء التراثي الأصيل، والتجديد فيها ببعض البصمات وإضفاء اللمسات «الأحسائية» عليها تراثيًا، التي كانت العلامة البارزة في البناء بالأحساء قديمًا، وأبرزت الدراسة التعمق في النقوش «أنواعها، وأشكالها، وطرق تنفيذها، ومواقعها».

20 روشنة جصية

قال الجمعان: مشروع الدراسة اشتمل على إعادة إحياء 20 روشنة جصية بمقاسات متعددة، وتوظيف والاستفادة من التراث الخزف الأحسائي «المتوافر في منطقة العقير» في إنتاج «فازات»، وأعمال خزفية باللون الأخضر وألوان أخرى، وإنتاج البلاط والسيراميك الأحسائي، منتقدًا تنفيذ البعض مباني تراثية بأخطاء في التفاصيل، ومبينًا أن هناك نقصًا ملحوظًا في المتخصصين بالمباني التراثية في المكاتب الهندسية، وهو السبب في الوقوع في الأخطاء. ودعا إلى ضرورة وضع كود بناء للعمارة التراثية، مطالبًا بالالتزام بالكود، ومستشهدًا في ذلك بالخطأ الفادح المتمثل في سماكة الجدار 20 سم، والصحيح في العمارة التراثية في المحافظة أنه لا تقل سماكة الجدار عن 40 سم، لضمان ظهور تفاصيل النقوش على الجدار.

وأبدى الجمعان استعداده لتزويد المكاتب الهندسية والجهات المعنية بالعمارة التراثية في الأحساء والمختصين بالتراث بالتصاميم الهندسية التفصيلية والدقيقة للعمارة، بهدف الحفاظ عليها، وتجنب طمسها، لافتًا إلى أن هناك أشبه بالفراغ والفجوة بين المهتمين والأكاديميات في هندسة المباني التراثية.

البلاط التراثي

 

أبان عضو الفريق التنفيذي للأحساء المبدعة، علي السلطان، أن بلاط الكاشي يعتبر أحد أهم الفنون الحرفية المستخدمة في العمارة منذ القدم لدى بعض الشعوب، وهو أحد أهم الرموز والعناصر لزينة القصور، ولا يتقنه إلا المهرة من الحرفيين المبدعين. ويعتبر الجمعان هو أول من أسقط الزخارف المحلية على البلاط الخزفي، فأنتج البلاط التراثي بهوية أحسائية مميزة، ولقد أجاد في اختيار أنواع الزخارف والنقوش الجصية، وأبدع في مزج الألوان المستوحاة من بيئة الأحساء الخضراء، حتى حصل للمرة الأولى على بلاط تراثي بهوية وطنية تنافسية، تبشر بعهد جديد في تصميم الديكور الداخلي منها والخارجي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى