لقاءات صحفية

البديوي: أستنسخ وأركب وأصمم العطور والبخور بلمسة خاصة

دلال الطريفي : الأحساء

في عالم يضج بصخب الحياة ومتطلباتها المتزايدة، تبقى هناك مساحات تحتفظ بسحرها الخاص، عوالم تلامس الروح وتهدئ الحواس.

من بين هذه العوالم، يبرز عالم العطور والبخور بأريجه الآسر وتأثيره العميق في يومياتنا ومشاعرنا. إنه فن يتجاوز مجرد الروائح الجميلة، ليلامس ذكرياتنا، ويعزز مزاجنا، ويضفي على لحظاتنا طابعًا فريدًا.

في هذا الحوار المفعم بالعبير، نستضيف شخصية نسائية سعودية ملهمة، ابنة الأحساء التي حولت شغفها بالعطور والبخور إلى حرفة ومهارة، وتميزت بأنفٍ مبدع وذاكرة شمية استثنائية.

إنها سيدة الأعمال أحلام البديوي، خريجة إدارة الأعمال – قسم الأنظمة الإدارية، وحاملة دبلوم تربوي في اللغة الإنجليزية.

قادها شغفها إلى مسار آخر غير المسار الأكاديمي، حيث نراها أنموذجًا للمرأة الطموحة التي حولت شغفها إلى مشروع مُلهم.

رحلة استنساخ وتركيب وتصميم العطور والبخور التي بدأتها منذ ست سنوات من خلال فكرة عابرة، قادتها اليوم إلى آفاق من الإبداع والابتكار في عالم الروائح.

في السطور القادمة، تمنحنا البديوي خلاصة تجربتها ورؤيتها حول هذا العالم الساحر، وانعكاسه على حياتنا اليومية.

بداية الرحلة

سيدة الأعمال أحلام البديوي، كيف راودتكِ فكرة تركيب العطور؟ وما المؤهلات التي أهّلتكِ لذلك؟

فكرة تصنيع العطور ساقها الله إليّ عن طريق شخص مقرّب حين كنت أستشيره في عدة أفكار لمشاريع منزلية. راقت لي الفكرة كثيرًا لأني من عشاق العطور. أما المؤهلات، فحب التعلم هو الدافع الرئيس، ثم يأتي التركيز في الروائح وتصنيفها وتمييزها من حيثيات متعددة.

الخطوات الأولى والتعلّم الذاتي

ما الخطوات التي اتخذتها للدخول إلى عالم صناعة العطور؟

بدأت بعدة دورات متخصصة في العطور، ثم خضت تجارب حسية كثيرة كانت العامل الأهم في تطوير مهارتي. كما خصصت وقتًا يوميًا للبحث والتدوين والتجربة.

الابتكار والإلهام

كيف تبدئين عملية تركيب عطر جديد؟ وما هي مصادر إلهامك؟

ليس من السهل استلهام رائحة تكونين متيقنة من نجاحها، لكن أحيانًا تكون النتيجة أفضل مما توقعت. لا يكفي الإلهام، بل لا بد من خطة تركيب مدروسة نوعًا ما.

اختيار المكونات وتوازن التركيبة

ما أهم الاعتبارات عند اختيار المكونات؟

الجودة العالية هي الأساس. أما التركيز، فيتحدد وفقًا لرغبة العملاء أو الذوق الشخصي.

الحدس والتجريب

ما دور الحدس والتجربة في ابتكار العطر؟

الابتكار رحلة يحكمها الإحساس، والتجربة عنصر حاسم. مع الزيوت المناسبة والوقت، قد تنجحين أو تخطئين، وهذا طبيعي.

تحديات ممتعة

هل هناك مكونات عطرية ترينها أكثر تحديًا أو متعة؟

نعم، الزيوت الأحادية تتطلب حذرًا شديدًا لشدة تركيزها. بعضها قد يتحول إلى “نوتة عطرية خاصة” تدخلينها في معظم تصاميمك لشدة تعلقك بها.

العطر كهوية شخصية

كيف تصفين العلاقة بين العطر والشخصية؟

العطر هوية بارزة في حضورك، وشعورٌ معيش. قد يكون همسة شافية تنقلك من قاع الشعور إلى قمته، ويحمل معه ذكرى أو إحساسًا عاطفيًا.

ذائقة المستهلكين والتوجهات الحديثة

كيف ترين تطور ذائقة المستهلكين في العطور؟

تطورت كثيرًا، وأصبح المستهلك يختار بناءً على مكونات مفضلة كالتوابل أو الأخشاب. كما تختلف التوجهات باختلاف المواسم والمناسبات والاحتياجات الشخصية.

نصيحة للشباب الطموح

ما نصيحتكِ لمن يرغب في دخول مجال تركيب العطور؟

الفرصة متاحة للجميع. تعلّم، وجرّب، واصنع عطرك الخاص بهويتك العطرية. قد يكون ذلك مصدر إلهام أو رزق لم تكن تتوقعه. لم أكن أتخيل نفسي في هذا المجال يومًا، ولكن مع السعي والعمل، يفتح الله لك الأبواب.

كلمة ختامية

في ختام هذا اللقاء المفعم بشغف العطور، نتمنى لأحلام البديوي كل التوفيق في مسيرتها العطرة، وأن تستمر في إثراء حواسنا بروائح فريدة تحمل بصمتها المميزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى