بشائر المعرفة

%70 من الأطفال يمتلكون هواتف ذكية

بشائر: الدمام

لم تعد الطفولة اليوم كما كانت بالأمس، فهي تنمو في محيط من الأخطار، ووسط عالم موازٍ من الشاشات، وهي تتشكل بين تفاعل رقمي غامض ودائم وفرص تعليمية واتصالية غير مسبوقة. إلا أن هذه الطفولة الحديثة، بما تحمله من إمكانات، تحتاج إلى توجيه، وحماية، ووعي جماعي لتكون تجربة بناء لا تهديد.

في هذا المشهد المتغيّر لملامح الطفولة في العصر الحديث، حذر تقرير صادر حديثًا عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OCDE) في 15 مايو 2025 من واقع رقمي طاغٍ على حياة الأطفال والمراهقين، حيث أصبحت الأجهزة الذكية جزءًا لا يتجزأ من تفاصيلهم اليومية، تحمل في طياتها فرصًا تعليمية وتواصلية، لكن لا تخلو من مخاطر خفية تهدد نموهم النفسي والاجتماعي. نسب صادمة

أظهر التقرير أن 98 % من المراهقين بعمر 15 عامًا يمتلكون هواتف ذكية، في حين أن 70 % من الأطفال في سن العاشرة يحصلون على أول هاتف ذكي لهم، مع وجود تفاوتات واضحة بين الدول. ففي تركيا لا تتجاوز النسبة 29 %، بينما ترتفع إلى أكثر من 90 % في دول مثل لاتفيا، بولندا، والدول الاسكندنافية.

هذا الانتشار المبكر للتكنولوجيا يعكس تحوّلًا جوهريًا في مرحلة الطفولة، حيث أصبح «الهاتف الذكي» بوابة الطفل الأولى إلى العالم، يتعلّم ويكتشف ويتواصل من خلالها، لكنه أيضًا يواجه عبرها تحديات غير مرئية.

أرقام مقلقة

فيما يتعلق باستخدام الأجهزة، تشير الأرقام إلى أن نصف المراهقين على الأقل يقضون أكثر من 30 ساعة أسبوعيًا أمام الشاشات، سواء للألعاب أو التعلّم أو الترفيه. ويبلغ الأمر ذروته في لاتفيا، حيث يقضي 43 % من المراهقين أكثر من 60 ساعة أسبوعيًا على الأجهزة الرقمية. أي ما يعادل وظيفة بدوام كامل.

هذه الأرقام تعكس نمطًا يوميًا غيّر مفهوم من «اللعب» و«الطفولة»، ما يستدعي إعادة نظر في الطريقة التي نتعامل بها مع هذا التحوّل.

ثمن الفرص الرقمية

يرى التقرير أن البيئة الرقمية ليست سلبية بطبيعتها، فهي تتيح فرصًا للتعلّم وتوسيع المدارك وبناء المهارات، خصوصًا في المراحل الأولى من التعليم. كما تسهم في خلق مساحات آمنة للتعبير الذاتي والتواصل مع الأقران، خاصة لمن يعانون من العزلة الاجتماعية.

لكن بالمقابل، يحذر التقرير من الآثار المترتبة على الاستخدام المفرط، والتي تشمل تراجع جودة النوم، انخفاض النشاط البدني، ضعف العلاقات الواقعية، والتعرض لمحتوى غير ملائم أو تنمّر إلكتروني، إضافة إلى اضطرابات نفسية ناتجة عن المقارنات الاجتماعية والاعتمادية على العالم الرقمي.

فروقات جذرية

من اللافت أن التقرير يسلّط الضوء على فروقات جذرية في التفاعل الرقمي، حيث يُظهر أن الفتيان أكثر ميلًا لاستخدام الألعاب الإلكترونية بشكل مفرط، في حين أن الفتيات أكثر عرضة للإفراط في استخدام الشبكات الاجتماعية والتأثر بنتائجها النفسية. كما أن الفتيات أكثر عُرضة للتنمّر الرقمي، والمضايقات، والمحتوى غير المناسب.

مسؤوليات لحماية الطفولة

في ظل هذا المشهد، يشدد التقرير على أن مسؤولية حماية الأطفال لا يجب أن تقع فقط على كاهل الأهل. بل يتطلّب الأمر نهجًا شاملًا يضم صناع القرار، والمؤسسات التعليمية، ومقدمي الخدمات الرقمية، والمجتمع ككل.

ودعا التقرير إلى ضرورة تطوير أطر تنظيمية تفرض «السلامة الرقمية من التصميم». ودعم الأهل بإرشادات عملية دون تحميلهم عبء الحماية وحدهم. ودمج آراء الأطفال أنفسهم في تصميم السياسات الرقمية. وتحسين جمع البيانات المتعلقة بأنماط استخدام الأطفال وتأثيراتها.

أطفال العالم في العصر الرقمي

%93

من الأطفال بعمر 10 متصلون بالإنترنت %70

يملكون هاتفًا ذكيًا %96

لديهم حاسوب بالمنزل 30+

ساعة أسبوعيًا يقضيها نصف الأطفال على الأجهزة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى