بشائر المجتمع

مثلث السلوك الإنساني بمجلس الزهراء الثقافي

زينب المطاوعة : الدمام

أقام مجلس الزهراء الثقافي ضمن سلسلة المحاضرات التي يقدمها في دورته الـ 31 محاضرة بعنوان مثلث السلوك الانساني للاستاذ علي احمد السروج وذلك يوم الاثنين الماضي.

ومن أهم محاور المحاضرة: مكونات مثلث السلوك الإنساني، مكونات الافكار وكيف نتحكم بها، كيف نعالج الأفكار الخاطئة، من اين نبدأ التغيير، ماذا نستفيد من هذا المثلث.

بدأ موضوعه بطرح بعض التساؤلات على الحضور منها: لماذا نتصرف ببعض المواقف بهذه الطريقة؟ لماذا كانت ردة فعلنا هكذا في موقف ما ومختلفة في موقف آخر؟ ما الذي جعلنا ننفعل في هذا الموقف؟

وبعد تلك التساؤلات علق بقوله: طرحت تلك التساؤلات لإنها حدثت لنا كثيراً في حياتنا فكل انسان منا لا يمر عليه يوم دون حدوث موقف فبالتالي هو يعيش هذه الحالات التي ذكرناها وايضا صادفتنا مواقف عشنا بعدها مثل هذه الحالات نتساءل ونتساءل بعد الموقف وتكثر التساؤلات، والمشكلة اننا ندخل بعدها في دوامه من لوم النفس والعتب والندم والتي يمكن أن تصل احياناً إلى ما يسمى بجلد الذات.

ثم أردف قائلاً: قبل أن نبدأ موضوعنا سأشير إلى امرين تعتبر كمقدمه مهمه جداً: الامر الأول كلنا نعرف ان كينونه الانسان هما الركيزة المادية والركيزة الروحية يعني ان الانسان يتكون من جسد وروح والامر الثاني الملاحظ انه في تعاملنا مع مشاكلنا ومع مواقفنا الحياتية نحاول معالجة الموقف بشكل سطحي وليس من الجذور وبالتالي تتكرر نفس المواقف بنفس الاخطاء لذلك من المهم في معالجتنا لاي امر او أي موقف نقع فيهأن نعالجه من العمق من الجذور ويكون ذلك من خلال معالجه السبب.

وتحدث المحاضر عن مثلث السلوك الإنساني والذي يتكون من ثلاث مركبات أساسية تؤثر في حياة الإنسان ومواقفه اليومية وهي: الأفكار التي تدور في عقل الإنسان، المشاعر والأحاسيس والعواطف التي يشعر بها، السلوك والتصرفات والأفعال التي يقوم بها، وهذه المركبات الثلاث مترابطة وتؤثر في بعضها البعض. فالتفكير الإيجابي يؤدي إلى مشاعر إيجابية، والتي بدورها تدفع إلى سلوكيات إيجابية. والعكس صحيح.

ثم اسهب في الحديث عن كل مكون من هذه المكونات على حده، فذكر إن الأفكار هي كل ما يدور في ذهن الإنسان، سواء كانت إيجابية أو سلبية، صحيحة أو خاطئة، وهي تعبر عن الإدراك والتفسير للمواقف التي يمر بها الإنسان.

واشار إلى إن الأفكار تتكون من أفكاري عن نفسي وكيف أنظر إلى نفسي، مستوى تقديري لذاتي، ثقتي بنفسي، أفكاري عن الناس وكيف أرى الأشخاص الذين أتعايش معهم، هل يتقبلونني، يحترمونني، يقدرونني، أفكاري عن العالم بنظرة شاملة للعالم، هل هو عادل، منصف، مليء بالخير أم الشر.

وبينّ إن الأفكار تتشكل من خلال الخبرات السابقة والمواقف التي مر بها الإنسان، خاصة في مرحلة الطفولة، والتي تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل أفكاره، الوراثة والتي هي جزء بسيط من الأفكار يتأثر بالعوامل الوراثية، مثل الميل إلى التفاؤل أو التشاؤم، البيئة المحيطة وتتمثل في الثقافة، العائلة، والأصدقاء، مستوى التعليم والثقافة يؤثر في طريقة تفكير الإنسان.

وطرح كيفية التحكم بالأفكار وذلك من خلال الوعي بالأفكار بحيث تكون مدركًا للأفكار التي تدور في ذهنك، سواء كانت إيجابية أو سلبية، استبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية، ممارسة اليقظة الذهنية وهي حالة من الوعي والتركيز على اللحظة الحاليةواستدل على كلامه بروايات أهل البيت عليهم السلام، يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (الحلم غطاء ساتر والعقل حسام قاطع فاستر خلل خلقك بحلمك، وقاتل هواك بعقلك).

فالأفكار هي أساس سلوكنا ومشاعرنا، لذا يجب أن نتحكم بها بشكل فعال. من خلال الوعي بالأفكار، تحدي الأفكار السلبية، واستبدالها بأفكار إيجابية، يمكننا تحقيق السلام الداخلي والاستقرار النفسي. كما أن الروايات والأسئلة السحرية يمكن أن تساعدنا في هذا المسار.

وانتقل بعد ذلك للحديث عن المشاعر موضحاً إن التحكم في المشاعر يتطلب تدريبًا ومهارات معينة فلا يأتي الأمر بشكل تلقائي، بل يحتاج إلى جهد ووعي، وذلك بالتدريب الذاتي والعمل على تطوير مهارات إدارة المشاعر والوعي بها، وتحليل المشاعر السلبية واستبدالها بمشاعر إيجابية، والتركيز على اللحظة الحالية والوعي بالمشاعر دون الحكم عليها.

ونوه إلى كيفية التعامل مع المشاعر وذلك بتحديد المشاعر، ومن ثم معرفة مصدرها، واستخدام أسلوب الكتابة والذي يساعد على التخلص من المشاعر السلبية، وذكر في ذلك معادلة المشاعر وهي كالتالي: الفكرة + الشعور = السلوك.

وطرح تساؤلا مفاده: كيف نوجه أفكارنا في الصلاة ويكون لك بالتركيز في الصلاةوالتدريب المستمر على ذلك.

ثم عرف السلوك على إنه أي حركة أو فعل يصدر عن الإنسان ويكون ظاهرًا على أرض الواقع، ومن انواعه: السلوك الحركي (المشي، الكتابة، أو أي حركة جسدية)، سلوك لفظي ( الكلام، الحديث، أو التعبير بالكلمات)، لغة الجسد (تعابير الوجه، الإيماءات، أو الحركات التي تعبر عن المشاعر)، موضحاً إن هناك تأثير متبادل بين السلوك والأفكار والمشاعر وإن السلوك ما هو إلا مرآة تعكس أفكارنا ومشاعرنا.

والجدير بالذكر إن المحاضر في بداية محاضرته عبر عن مدى سعادته بالتواجد في هذا المجلس الذي يقدم المعرفة والاثراء في جوانب العلوم المختلفة ويساهم في رقي المجتمع وافراده واثنى على جهود القائمين عليه داعيا لهم بدوام التوفيق.

وفي الختام تشرف مجلس الزهراء الثقافي بتقديم هذه الشهادة مع دع التميز الى المحاضر الاستاذ علي احمد علي السروج وذلك لمشاركته ضمن برامج مجلس الزهراء الثقافي وتقديمه محاضره مجتمعيه تربويه هادفه ونافعه شاكرين له هذا العطاء وداعينا الله له بالتوفيق والنجاح والاستمرار على هذا النهج والسلوك الاجتماعي الواعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى