المساهمة في قضايا التعليم

سعيد الباحص
ملتقى القطاع غير الربحي في التعليم والتدريب منصة وطنية رائدة في بناء منظومة تعليمية متطورة.
في خطوة عملية اتضحت ملامحها ومحاورها في جعل جودة التعليم وتحسين أداء المدارس أحد العناصر الحيوية للخارطة الإستراتيجية التي تعمل عليها وزارة التعليم من خلال ذراعها التنموي الإدارة العامة للمسؤولية المجتمعية والعمل التطوعي. هذه الإدارة التي أنشأت حديثا في العام ١٤٤٥، ولكنها نجحت في وقت قصير في بناء منظومة مؤسسية تتضمن جملة مشاريع وبرامج ومبادرات تقترب من المجتمع، وتعمل على تعزيز الشراكة معه بذات القيم التي تحض وترفع من مستوى المسؤولية والتميز والتعلم مدى الحياة، والعمل بروح الفريق بغية الوصول إلى تعليم شامل للجميع معزز للقيم ومنافس عالميًّا يمكن الأفراد والمجتمعات من اكتساب مهارات ذات جودة عالية.
واتساقًا مع منهجية الخارطة الإستراتيجية ورؤية وزارة التعليم التي تضمن وصول التعليم للجميع وتطوير البيئة المدرسية الآمنة والابتكارية من خلال رحلة تعليم ماتعة وذات أثر فاعل في تعزيز القيم والهوية الوطنية، أخذت الإدارة العامة للمسؤولية المجتمعية والعمل التطوعي على عاتقها تحقيق الدور التنموي تجاه المجتمع من خلال توظيف خطط ومبادرات مجتمعية تهدف إلى تحسين الأداء التعليمي، وتعزيز العلاقة مع القطاعات ذات العلاقة، ودعم المبادرات المجتمعية التي تسهم في التنمية المستدامة وتحقيق أهداف رؤية المملكة ٢٠٣٠
إن من محاور الممكنات الرئيسة التي تم التركيز عليها في الإستراتيجيات الوطنية المتعلقة بالعمل التطوعي أو المسؤولية المجتمعية والتعاون مع المنظمات غير الربحية يجدها تتمحور حول عملية نشر الثقافة ورفع الوعي تجاه مفهوم الشراكة المجتمعية، وكذلك رفع القيمة الاقتصادية، وتعزيز البيئة المناسبة لتفعيل العمل المؤسسي المبني على ركائز علمية ومنهجية. ولعلنا هنا في هذا المقال نعطي مساحة للحديث عن المنظمات غير الربحية وهي أحد المجالات الأساسية لنطاق عمل الإدارة العامة للمسؤولية المجتمعية والعمل التطوعي بوزارة التعليم حيث الهدف يكمن في تعزيز الشراكة مع المنظمات غير الربحية لدعم وتنفيذ البرامج التعليمية والمجتمعية وتعلب دورا رئيسًا في تقديم الدعم المالي والتنموي وتوفير الموارد اللازمة لتحسين جودة التعليم في مختلف المناطق وتعزيز الشراكات والتعاون مع القطاعات الحكومية والخاصة لتحقيق الأهداف التنموية المشتركة.
وتأكيدًا على تعزيز مفاهيم الشراكة مع المنظمات غير الربحية أعلنت وزارة التعليم مؤخرًا عن تنظيم ملتقى القطاع غير الربحي في التعليم والتدريب 2025 مع مطلع العام الهجري الجديد ١٤٤٧ في يومي السادس والسابع من شهر محرم، وذلك بهدف زيادة التوسع النوعي والكمي للمنظمات التعليمية غير الربحية وتمكينها، وتعزيز فرص الشراكة حيث الغاية من هذا الملتقى أن يكون منصة وطنية رائدة في تعزيز منظومة التعليم والتدريب من خلال تمكين القطاع غير الربحي في التعليم وتطوير منظماته وتحسين مخرجاته للمساهمة في بناء منظومة تعليمية متكاملة تدعم التنمية المستدامة وتواكب الرؤية السعودية ٢٠٣٠
أن المطلع لموضوعات الملتقى المرتقب يجدها تتجه نحو آفاق التوسع والتمكين لهذا القطاع الشريك للعمل التعليمي حيث يتضمن جلسات حوارية وورش عمل وتجارب عملية ومعرض لقرابة ٤٠ جهة تعمل في هذا القطاع إلى جانب ثلاثين متحدثًا وخبيرًا سيعرضون تجارب ونماذج ناجحة في القطاع غير الربحي في التعليم، وكذلك استشراف الفرص الواعدة للمستقبل، ودراسة وتحليل واقع المنظمات غير الربحية في التعليم وممكنات المنظمات التعليمية غير الربحية، وكذلك تناول أدوار المسؤولية المجتمعية في التعليم غير الربحي، وتحديات المنظمات غير الربحية في التعليم، وتجسير العلاقات بين مؤسسات المنح والمنظمات غير الربحية في التعليم، وتطلعات التعليم الجامعي غير الربحي.
إن حشد مثل هذه المنظمات غير الربحية ودعوتها للحضور والتفاعل مع ما يطرحه هذا الملتقى من موضوعات مركزية وملحة حتمًا سيفضي إلى شراكة نوعية وحلول مستدامة بمشيئة الله تعالى مع هذه المنظمات للمساهمة في بناء منظومة تعليمية متكاملة داعمة للتنمية المستدامة ومحققة لمستهدفات الرؤية الوطنية ٢٠٣٠ ورفع جودة وتحسين الرحلة التعليمية والعمل على إنشاء مركز لتطوير القطاع غير الربحي في التعليم وتوفير التوجيه والدعم لتلك المنظمات من حيث التوسع في عددها وشموليتها جميع مناطق المملكة ورصد احتاج الإدارات التعليمية والجامعات وكليات التقنية والمعاهد وبناء قدرات بشرية مؤهلة ومدربة لإدارة تلك المنظمات وإطلاق البرامج والمبادرات المعززة لأهمية مساهمة القطاع غير الربحي في التعليم لتحقيق المستهدفات الوطنية سواء في جوانبها البيئية والتنموية والرقمية والاجتماعية ودورها في التدريب التخصصي سائلًا الله تعالى التوفيق للقائمين على هذا الملتقى النوعي الذي يعد نقطة انطلاقة حقيقية نحو تطوير العمل التعليمي.