اليوم العالمي للمهندسات وجمعية مهندسات سعوديات

عبد الله الشايب
تحتفي المملكة العربية السعودية مع العالم باليوم العالمي للمهندسات الذي يُحتفل به في 23 يونيو من كل عام، ويُعد هذا الاحتفال تعزيزًا لحضور المرأة المهندسة في القطاع الهندسي، وتعزيزًا لحضور المهندسة السعودية في المشهد العالمي.
كثيرًا ما يدور هذا السؤال: لماذا هذا الاهتمام العالمي، إلى حد تخصيص يوم عالمي للمهندسات يُحتفل به كل عام؟
أن الهدف العام هو تعزيز حضور المرأة في مجال الهندسة وتعزيز دورها، إضافة إلى أنه يساهم في تسليط الضوء على مشاركتهن، وتحفيزهن، مع ضمان تكافؤ الفرص، وبيان إنجازاتهن وتقديرها، وإلهام الأجيال القادمة من الفتيات للتفكير في أن تكون الاختصاصات الهندسية إحدى خياراتهن، وتوفير نماذج إيجابية لهن، وكسر الحواجز الجندرية بين الجنسين في المجال الهندسي.
والاعتراف بأن نسبة حضور المرأة المهندسة في العالم لا تزال منخفضة جدًا. وقد أشارت المهندسة الشيماء الشايب، رئيس مجلس جمعية مهندسات سعوديات، إلى أنها أدركت ذلك عندما كانت تدرس البكالوريوس والماجستير في أستراليا قبل 15 عامًا، وشاركت في توعية طالبات البكالوريا للالتحاق بالمجال الهندسي. ومن هنا انقدحت فكرة أن تكون هناك مظلة تطوعية في المملكة، وكان إنشاء الجمعية بترخيص من المركز الوطني للقطاع غير الربحي، وبتعاون زميلاتها.
وهذا يساند في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 بتمكين المرأة في المملكة العربية السعودية، هذه الرؤية التي تنسجم مع كون المملكة محل مشاركة وتأثير عالمي. وتُعد الجمعية الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، وكانت محل اهتمام في إنماء الوعي أيضًا بين المهندسين والمهتمين، حيث تبلغ نسبة المهندسات في المملكة 4٪ فقط (بما فيهن المهندسات العمرانيات).
وقد لمسنا هذا مبكرًا مع انطلاقة الجمعية، حيث استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال، محافظ الأحساء، عضوات مجلس الإدارة.
وقد لمسنا أيضًا دعم الهيئة السعودية للمهندسين @Eng_Council، وجهات في القطاع الخاص والقطاع غير الربحي، والشراكات المجتمعية، والجهات الإعلامية وغيرها، وكلها محل شكر وتقدير.
ويعد الاهتمام بالمرأة المهندسة في العالم حديثًا نسبيًا؛ فقد أطلقت INWED، وهي جمعية مهندسات النساء WES في بريطانيا، عام 2014 منصة لتسليط الضوء على حضور المرأة المهندسة، وأنها قدوة وإلهام لفتيات الأجيال القادمة بما تقدمه من عمل في هذا المجال.
وعلى الرغم من التقدم المحرز، لا تزال المرأة ممثلة تمثيلًا ناقصًا بشكل ملحوظ في مجال الهندسة، ولا تزال نسبة حضورها في العمل الهندسي منخفضة عالميًا. ويُعد مؤتمر INWED تذكيرًا قويًا بضرورة كسر الحواجز، وتحدي الصور النمطية، وخلق بيئات شاملة تمكّن المرأة من النجاح.
وإذا كانت هناك نجاحات في المملكة تمثلت في تنامي أعداد المهندسات خلال السنوات الماضية، وأيضًا تنوع الاختصاصات، فهذا يُعد مؤشرًا إيجابيًا نحو بذل مزيد من الجهد مستقبلًا لتسريع هذا النمو وسد الفجوة الجندرية، والاستفادة من تلك الطاقات في دفع عجلة التنمية.
وقد حرصت جمعية مهندسات سعوديات على تفعيل اليوم العالمي للمهندسات، وتشجيع كل الجهات المعنية لإقامة برامج تعنى بذلك.
يسهم حضور المهندسات في اليوم العالمي للمهندسات في تعزيز تبادل الخبرات، وينسجم ذلك مع كون المملكة شريكًا ومؤثرًا على المستوى العالمي.
وقد كانت تجربة مشاركة جمعية مهندسات سعوديات في المؤتمر الخليجي الهندسي في الدوحة، والمشاركة الأخرى في دبي، تجربة ثرية ومفيدة، بفضل دعم الهيئة السعودية للمهندسين @Eng_Council
وأشارت م. الشايب بأننا نؤمن في الجمعية أن الدعوة لدعم القطاع الخاص ومساندة الجمعية في تنفيذ برامجها تحظى بالتقدير، لما فيها من تعزيز لحضور المهندسة السعودية الكفوءة في المشهد العالمي.
ونأمل في جمعية مهندسات سعوديّات من الأفراد والجهات ذات العلاقة بالشأن الهندسي تفعيل هذا اليوم على مستوى المملكة العربيّة السعوديّة، إسهامًا في تحقيق مستهدفات رؤية ٢٠٣٠ و برامج تمكين المرأة.
إن اليوم العالمي للمهندسات، هو تذكير لكل العالم بأهميّة دور المهندسات الكفوءات، وأن تكنّ ملهمات وقدوات للفتيات لخيار الإلتحاق بالاختصّاص الهندسي،
وإيصال هذه الرسالة إلى الفتيات من خلال برامج توعويّة مباشرة في ثانويّات البنات، ويوم المهنة في الجامعات، وتواصل إعلامي عن المؤثرات والقدوات من المهندسات وإلهام الأجيال القادمة من الفتيات للتفكير في أن تكون التخصصات الهندسية إحدى خياراتهن، مع إنماء هذا الوعي بخلق أجواء الطمأنينة لدى الوالدين لكونه محفّزا في منح مساحة من الخيارات وأحدها الهندسي. وهذا لا يتأتًّى إلا بتنمية لجان تطوعيّة من المهندسات من خلال مؤسّسات المجتمع المدني المهتمة بالمرأة في مجال الهندسة وأحدها جمعيّة المهندسات السعوديات.
وذكرت م الشايب أنّ من المهم أن يقع الدور الكبير على المهندسات أولًا بطموحهن من جهة وثانيًا الاستعداد بالكتابة والنشر عن منجزاتهنّ وظهورهن في المحافل مثل المؤتمرات، والندوات، والمحاضرات، والمعارض، وإعداد الدراسات، كل ذلك وأكثر من شأنه أن يمنح وجودهنّ الثقة في الأوساط المشتغلة بالشأن الهندسي، ويساهم في تكافؤ الفرص،وتهيئة بيئة العمل، وكل في موقعها يمكنها أن تُساهم في إحياء يوم العالمي للمهندسات والإحتفال به مع الزميلات والزملاء.
وتبارك جمعية مهندسات سعوديات
للمهندسات يومهن العالمي للاحتفاء بهذا اليوم وبيان حضور المملكة ودورها الجميل في هذا الشأن.
جدير بالذكر أن جمعية مهندسات سعوديات هي مؤسسة مجتمع مدني غير ربحية، رائدة في الإسهام لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 وتمكين المرأة في القطاع الهندسي.