نفوس وأنفاس

أمير الصالح
في البداية،
رسالة شكر وامتنان وتقدير …شكرًا لكل الكوادر والمتطوعين في المجالس والمساجد والحسينيات والندوات والمؤتمرات. شكرًا لجميل استقبالكم وحفاوتكم وابتسامتكم وجم أدبكم ومحاسن ألفاظكم …شكرًا لهمتكم ونشاطكم واستبسالكم وخدمتكم …شكرًا … شكرًا… شكرًا… وأصافحكم يدًا بيد معبرًا عن افتخاري بكم. في ظل حرارة الطقس الحالية العالية، نشعر بكم ونشعر بصلابة إرادتكم وكريم بذلكم للوقت والجهد ونسأل الله لكم حسن الأجر والمثوبة.
وللحقيقة، ما يثلج الصدر هو نمو وتزايد ثقافة التطوع وتزايد أعداد الكوادر التطوعية في المناسبات الدينية والاجتماعية والرياضية والصحية والخيرية. إلا أن التحديات والمهمات آخذه أيضًا في التصاعد من بعض النواحي ولا سيما في ظل ورود أخبار عن وقوع بعض الحوادث سواء من سرقة مصاغات ذهبية من أيادي أطفال أو سرقة جوالات أو تسلل مجهولين ممن يصورون بالجوالات بالخفاء مقاطع فيديو لمجالس النساء وتوظيفها لمقاصد شريرة نشرًا وتهكمًا وطعنًا وتحريضًا أو ممن يطلق إشاعات ويفتعل أحداثًا بقصد البلبة.
إن غالبية الكوادر في مناسبات شهر رمضان المبارك ومناسبات شهر محرم الحرام ومناسبات شهر صفر ومناسبات شهر ذي الحجة، هم متطوعون أن لم نقل إن كلهم متطوعون، ولهم حق علينا وعلى أبناء المجتمع جميعًا عبر الثناء والامتنان والتحية لهم. ومن ضمن أداء الحقوق نحوهم هو حسن التعامل معهم وتقدير جهودهم والتعاون معهم، إلا أن بعض الكوادر في بعض الأماكن والفعاليات والمهرجانات والمآتم يجاملون بعض أصدقائهم ومعارفهم وزملائهم عبر حجز المقاعد أو الأماكن أو مواقف السيارات سلفًا لهم. شخصيًّا أرى وجوب الإطراء والثناء على الكوادر المحسنين أداءً؛ وفي المقابل أرى أيضًا وجوب تسجيل أية ملاحظات على أي كادر إن بدر منه توبيخ في حق مدعو أو رفع الصوت دون مبرر، أو إحداث أي لون من ألوان الجلافة والخشوشة عند التعامل، أو كثرة التصادم مع الضيوف، أو المحاباة الانحيازية، أو المضايقة للآخرين، أو الاستخفاف في معالجة بعض الأمور أو … أو… . وبالمحصلة، نعضد لإطلاق برامج تنقيح وإعداد الكوادر قبل انعقاد وانطلاق المناسبة بعد إلحاق المسجلين بدورات قصيرة ومكثفة في آداب وفنون التعامل مع الآخرين واكتساب بعض فنون إدارة الحس الأمني الوقائي. بالنسبة للكادرات يجب أيضًا تنبيههن وحثهن على حسن التعامل مع مرتادات المناسبة وتجنب المحاباة ومواجهة أية إنسانة يرتاب في أمرها. ونتطلع لإعادة تأهيل أولئك المخفقين من الكوادر أو شطب أسمائهم/ هن .
نفوس وأجناس
قال لي أحد زملاء العمل الأجانب والقادم من أحد مدن رعاة البقر ما مفاده، ” عليك الحذر لأنك سترى وجود الراشي والمرتش والسارق والنصاب والمفتري والعيار في المشاريع الكبرى والمكتنزة بالمال ( الدسمة )؛ فالنمل لا يجتمع إلا حول موائد مشبعة بالسكر “. والواقع أني شاهدت مصاديق كل ذلك في الواقع المهني والحياتي ولو بعد حين. إلا أن روح التامل في التعاملات الاجتماعية جعلتني أمدد التأمل وأمحص كل تجمع بشري كثيف وتحليل تفاعلاته والأحداث المتباينة فيه وأنواع الشخصيات وصراع النفوذ بين أفراده وتدوين الأحداث الجيدة وكذلك حوادث مثل اعتداءات وسرقة وتحرش وقعت خلال انعقاد مناسبات مختلفة سواء دينية أو ترفيهية، وأصبحت جملة صديق العمل الأجنبي يمكن إعادة كتابتها كالتالي ” حيثما تذهب وتخالط الآخرين، احذر أصحاب النفوس الضعيفة، فإنهم سيسرقونك إن كان لديك مال أو ينشلونك إن كنت تحمل شيئًا ثمينًا أو يوشون بك إن كنت مميزًا سواءا أدبًا أو علمًا، أو يتهمونك بما ليس فيك إن كنت تشكل خطرًا على أحدهم، أو يكيدون لك كيدًا. وإن لم يقع هكذا سلوك عليك بفضل من الله ويقظتك، فقد يقع على أحد أعزائك. فحذِّر من هم أعزاء عليك لكي لا يكونوا ضحايا ” .
أحذر وحذِّر
في المناسبات الدينية / الاجتماعية / الوطنية حيث يتجمع الناس سواء للعبادة أو حضور مجالس الوعظ أو الأعراس أو الأعياد أو المهرجانات، يتسلل بعض ضعاف النفوس وبعض ضعيفات النفوس لهكذا تجمعات بهدف سرقة الأطفال الصغار عبر نزع الأساور والمصاغات الذهبية من أيديهن في غفلة من أهلهن أو نشل حقائب كبيرات السن أو سرقة الجوالات أو السطو على المحلات. وكذلك الأمر قد يتعدى السلوك في بعض ضعاف النفوس إلى مرحلة تهريب جوال والتقاط صور خلسة لبعض حفلات زفاف نسائية دون إذن أهل الزفاف وعمل مونتاج على تلكم الصور عبر استخدام تطبيقات معينة وبثها لاحقًا في فضاء الإنترنت بقصد حصد متابعين أو الابتزاز أو التهكم أو الاستهزاء بالناس أو التعرض لأعراضهم. وهنا، نعول كثيرًا على يقظة الكوادر الأوفياء في الرصد والإمساك بكل من تسول له نفسه الأعمال السيئة وتسليمه للجهات المختصة فور الإمساك به/ بها بالجرم المشهود.
ختامًا، نحن بحمد الله فخورون بالجميع ولا سيما كوادر التطوع في الديوانيات وصالات الأفراح ومجالس الأتراح والمهرجانات. إلا أنه أضحى لزامًا رفع مستوى الوعي والحذر ولا سيما مع ورود أنباء تفيد أن رجالًا / نساءً صدر عنهم/ عنهن حالات سرقة أو نشل أو تخريب أو افتعال تلاسن أو صدور سلوكيات غير أخلاقية من بعض الحضور داخل إحدى زوايا القاعات. وعليه، وفي ظل تسجيل تزايد حالات المكر من أهل المكر والخداع والسرقة والتحرش وجب رفع مستوى الوعي والحذر والمسؤولية. وإعادة دراسة الخواصر الرخوة التي يخترقها المندسون لسدها وتدعيم حضور الكوادر الأكثر تاهيلًا فيها، فإن السذاجة والطيبة المفرطة في بعض المجتمعات في التعامل مع الخبثاء والخبيثات من المندسين قد أدى وسيؤدي إلى هروب الجناة من العقوبة المستحقة في حقهم.