الشيخ السمين: تدبير المعيشة ضرورة دينية لا رفاهية اجتماعية

زينب المطاوعة : الدمام
أكد الشيخ محمد السمين في محاضرته بعاشوراء في حسينية الراشد بسيهات، على أهمية “تدبير المعيشة” كركن أساسي للاستقرار الأسري والاجتماعي، مبرزًا أن الإسلام لم يتعامل مع هذا المفهوم كمجرد توصية حياتية، بل اعتبره ضرورة دينية وكمالًا من كمالات الإيمان.
افتتح الشيخ السمين حديثه بالإشارة إلى أثر الاستقرار المالي على راحة الأفراد والأسر والمجتمعات، معتبرًا أن الأزمات الاقتصادية كثيرًا ما تكون سببًا رئيسيًا في التوترات النفسية وتفكك الأسر. وأوضح أن الحياة المستقرة ترتكز على ركنين: إيجاد دخل كافٍ، وحُسن تدبيره، مؤكدًا أن الدخل وحده لا يصنع الطمأنينة ما لم يقترن بإدارة واعية ومنظمة.
وضرب السمين نماذج من سيرة أهل البيت (ع)، كالرسول الأكرم (ص) وأمير المؤمنين (ع)، الذين جسدوا قيمة السعي في طلب الحلال، حتى مع عدم حاجتهم المادية، مشددًا على أن “العمل لا يجب أن يرتبط بالحاجة، بل بالقدرة والاستطاعة”. وعلّق على ثقافة التقاعد المبكر والركون للراحة رغم القوة البدنية والعقلية، معتبرًا ذلك مناقضًا للرؤية الإسلامية.
في ركن حسن التدبير، حذر الشيخ من الفوضى الاستهلاكية، والتهافت وراء العروض دون حاجة، وضرب مثالًا على إنفاق غير مبرر في الأجهزة المنزلية والرحلات العائلية على حساب الأساسيات. وأوصى بالتخطيط المالي، ووعي الأسرة بالأولويات، داعيًا الأزواج للشفافية في رسم الأهداف المستقبلية.
من جهة أخرى، شدد على تجنب البخل المُقنّع تحت عنوان “التدبير”، مبينًا أن الشحّ مذموم شرعًا ويعبّر عن سوء ظن بالله، بل يؤدي أحيانًا إلى التقصير في أداء النفقات الواجبة، وهو ما حذرت منه الروايات.
وختم بالتحذير من ظاهرة التباهي والبذخ في المناسبات الاجتماعية، التي قد تخلق شعورًا بالضغط أو النقص لدى الأقارب والمجتمع، داعيًا إلى مراعاة مستويات الناس المادية. وأكد أن أهل البيت (ع) كانوا قدوات في التوازن المالي والاجتماعي، وجعلوا من تدبير المعيشة أداة لتحقيق رضا الله لا مجرد تدبير دنيوي.