أقلام

ميلاد دمعة

علي الوباري

يا ندى الفجر قبل أن يؤذن للصلاة…

عند ذاك المصاب الذي يدور في رحم الزمان، أبحث عن الأمان لذاتي في مكان ما، أسعى إلى نور يضيء ظلمة الحياة في درب طويل ربما يأخذني نحو جنة الحياة، ما أزال أتمرغ في وحل الذنوب وأعيش وحدة في عالم يضج بجنون الكائنات. كم ضحكة اصطنعتها حتى أزيل غمًّا كبَّلَني منذ سنيين وثقلًا حملته طوال الطريق، لا أجد مأوى فيه يرقد جسدي ويستريح. كلما حاولت خلع رداء الهموم هاجمتني أوجاع الزمان ويعود بي الألم إلى بداية المسير، أتخبط في نفق السراب والأحزان، تشتعل في الصدر نار الغربة عن تراب تطاير من قبرك، كلما جربت طريقًا لا أستطيع الاقتراب من مقامك على الأرض.

العشق يلاحقني بشهادتك على الأنام والوجود، الحب أضناني حتى ذاب جسدي من طول الانتظار، في ذكراك يضج بدني بالبكاء.

أين وسادة الرمال التي تعفرت بها أجساد المحبين؟ أين بقايا الماء الممنوع يوم كربلاء حتى أتطهر من أدران الدنيا؟ يا شهيد الطف املأ ركابي من صافي أرواح الشهداء، ودعني في محرابك أسجد للصلاة والمناجاة لعل روحي ترتوي اطمئنانًا من منارة التضحية والصلاح. ما أزال أبحث عن غيمة متخمة بالسعادة تهطل مطر الإصلاح والارتواء، ليستقر قلبي تحت قبة الشهادة والفداء.

ها أنا أمد كفيّ إلى السماء وفي الهواء، روحك تمدني بأنفاس، أبقى صامدًا أمام مخالب وعواصف الحياة، وقبلة عشقي إلى روحك تناجي يا صرخة الوعي والأمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى