رحيل صوت سيهات العاشورائي.. الملا أحمد الخميس يغادر بعد 65 عاماً من الخدمة المنبرية

كمال الدوخي: الدمام
ودّعت سيهات والقطيف صباح اليوم الخطيب الحسيني الملا أحمد بن الحاج منصور الخميس، عن عمر ناهز 95 عامًا، بعد مسيرة حافلة امتدت لأكثر من 65 سنة في خدمة المنبر الحسيني. ونعى المجتمع المحلي الفقيد الذي توفي بعد صراع مع المرض دام عقدًا من الزمن، توقف خلاله عن الخطابة.
ولد الملا الخميس عام 1352هـ، وبدأ حياته قارئًا صغيرًا، حتى تسلّم أول مجلس له في القطيف عام 1378هـ. ارتبط اسمه لاحقًا بمنبر مجلس السيهاتي لمدة قاربت 48 عامًا، وامتدت قراءاته إلى معظم حسينيات سيهات، كما قرأ في الأحساء والدمام والقطيف وصفوى وتاروت.
تلقى تعليمه الديني على يد نخبة من العلماء، ودرس في النجف الأشرف فترات طويلة. جمع الملا بين الفقه والأدب، وله ديوان شعري مطبوع بعنوان “الأسى في مدح ورثاء أهل الكساء”، كما ألّف كتاب “المجالس العاشورائية” في التفسير والتاريخ.
عرفه الناس خطيبًا، وإمام جماعة في مسجد أمير المؤمنين بسيهات، وكان يواصل بحثه الفقهي حتى أقعده المرض. ورغم صوته الذي خفت في آخر أيامه، إلا أن حضوره ظل قويًا في ذاكرة أبناء المنطقة، الذين فقدوا اليوم علمًا من أعلام المنبر.