أقلام

تغيب عنا أيها العزيز وتبقى روح السيد عقيل الحاجي بقلوبنا خالدة

الشيخ حسين البيات

كم هي الحياة قصيرة، ولكننا نعيش دقائقها في غفلة عن زمنها الذي يأكل من أعمارنا. فإن طال بنا العمر في عافية لم يتركنا الموت، وإن سار بنا الأمل بأمنياته ولهى بنا عن شعورنا بقصر الدنيا، ولعلنا في محفل الحياة نلهو وكأننا خالدون، حتى نرحل أو يرحل أجمل الأصدقاء وأصدق الإخوان لنجد الدنيا لا قيمة لها دونهم، وإن طال بنا همّ الدنيا، ولكن الأحبة لا يُنسون ويبقى وجودهم في كيان النفس.

حقًّا مرت أربعون يومًا وصورتك أيها السيد العزيز لم تغادر قلوبنا ولم يغب محياك الباسم عن نظرنا.

تمر الأيام كمر السحاب ولكنها تكون موجعة ومؤلمة بفقد الأحبة. ولكم ارجعتني الأيام إلى أيامك الجميلة ببسمتك وإخلاصك وروحك المملوءة حيوية ونشاطًا وسموًّا، ولم يكن يظهر على محياك إلا روح المحبة والمودة، وهكذا هي الحياة نترك آثارنا الطيبة ويتركون عطرهم الطيب، وكلنا راحلون فإما ذاكر أو مذكور وأجملها أن ترحل برضا ربك غير حامل إلا الخير للناس بيد معطاءة كريمة، قدمت الخير ومدت يد البر والإحسان وشحت بخلقها عن الظلم والضغينة فلم يروا فيك إلا جميل الذكر وبالغ الثناء.

وهل نبحث في هذه الرحلة القصيرة إلا رضا الله بطاعته والتقرب إليه ببر عباده والإحسان إليهم والتودد لهم بالرأفة والرحمة.

إن خير ما نرجوه في حياتنا أن نكون في طاعته سبحانه متزودين بالعمل الصالح والسمعة الطيبة بين الناس، وهي خير ما نرثها ونورثها لأبنائنا وأهلنا لنكون مصدر إلهام بالرحمة، فيذكرنا الذاكرون لعملنا الصالح ويزداد أرحامنا والمقربون منا اعتزازًا بنا أحياء ً بعمل الخير ومساعدة المحتاجين والسمعة الحسنة، وعند رحيلنا بما نتركه من أولاد خيرين بسيرتهم الحسنة وسلوكهم الخير، والتي يصبحون بها مصدر ذكر بعد موتنا ورحمة لنا في قبورنا بدعائهم وعملهم الطيب من البر والصدقة والقيام بحاجة المحتاجين.

لكم كنت أحفظ عن هذا الصديق السيد عقيل الراحل عنا ببدنه والحاضر معنا بقلبه الطيب كل الخير والمودة الحنونة، ولكم شعرت بأن وجود أبنائه الطيبين بتربيتهم الحسنة أنهم خير من ورث وأرجو أن يواصل ابني محمد وإخوته نهج أبيهم من الإخلاص في العمل وإن علت مراتبهم، والصدق والمحبة والخلق المملوء حبًّا ومودة للناس.

أقدم أحر ّ العزاء الى أخيه سماحة السيد عبد الله والأسرة الكريمة وأرجو أن يتقبل أبنائي الكرام محمد وإخوته عزائي القلبي وأن يطمئنوا، فمن كان في هذه الحياة صالحًا بعمله وعطفه ومحبته فهو إلى الله أقرب، وأدعو الله للأخ العزيز الراحل السيد عقيل الحاجي أن يسكنه جل وعلا فسيح جنانه ورضوان من الله أكبر ،وأن يعرف بينه وبين أجداده الكرام وعندك نحتسبه يا رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى