
رباب حسين النمر
عن مركز نضد للنشر والتوزيع، بالمملكة العربية السعودية. صدر للكاتب السعودي أحمد طاهر العيثان باكورة كتبه، في طبعته الأولى، 1446 هـ/ 2024 م. وهطل أول غيثه بعنوان لافت للنظر، حيث استعار كلمة من اللغة الروسية (سْباسِيبَا) وتعني شكرًا معنونًا بها إصداره.
ويقع الكتاب في ١٦٧ صفحة من القطع المتوسط، ويتكون من فصول عشرة، إضافة إلى صفحات الفهارس والمصادر البالغ عددها إحدى عشرة صفحة.
تضمن الكتاب موضوع السياحة والإرشاد السياحي، استنادًا على عرض تجارب الكاتب في كل فصل من فصوله العشرة، معتمدًا على شرحٍ مطوّل لتوضيح كافة جوانب مهنة الإرشاد السياحي ومتطلباتها، ولم يغفل عن بيان الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها المرشد السياحي والتي يمكن أن تشكل عائقًا للمرشدين الجدد.
من أهم المسائل التي حررت في الكتاب هي إيراد المصطلحات المتعلقة بمهنة الإرشاد السياحي وأهم ما يجب أن يتمتع به المرشد السياحي من سمات، إضافة للمهارات التي يجب أن يتحلى بها، مثل تنظيم للوقت، والقدرة على مساعدة الآخرين، وحسن التخطيط والتنسيق وغيرها.
يناقش الفصل الأول من الكتاب “مدخل إلى الإرشاد السياحي”، الأمور الرئيسة المتعلقة بالإرشاد السياحي من حيث متعلقات الموارد البشرية، ابتداءً من المرشد السياحي إلى منظم الرحلات ووكالة السفر ومرافق المجموعة، وعرض كل ما يخص المرشد السياحي من سمات ومهارات وقدرات هامة تعينه على أداء عمله على أكمل وجه، وتساعد في رسم خارطة طريق للمرشد السياحي ولا سيما للمبتدئين في هذا المجال، إضافة لما يمكن أن يعود على المرشد السياحي من المهنة وما تحمله من فرص للتطور، ومقابلة أشخاص جدد في كل رحلة.
ويشرح الفصل الثاني “قبل الرحلة” الإعداد للجولة السياحية والتخطيط لها من دراسة المنطقة المقصودة، ومعرفة جيدة لمعالمها وخرائطها، وفهم كامل لإجراءات السفر والوثائق المطلوبة لكل رحلة، مبينًا أهمية إعداد خطة للظروف الطارئة التي يمكن أن تؤثر على الرحلة بشكل أو بآخر.
وتناول هذا الفصل مسألة التدريب على كيفية بدء الجولة وطريقة تقديم المعلومات قبل كل رحلة وما يساعد المرشد السياحي على تنظيم أفكاره ولا يدع مجالاً للتشتت أو خروج الرحلة عن مسارها المفترض.
وفي الفصل الثالث “اللقاء الأول” خطة مدروسة حول الهواجس التي يمكن أن تشغل المرشد السياحي من قلق ممكن قبل الجولة، وكيف يمكن أن يكون الانطباع الأول بين المرشد وأفراد المجموعة، وكيفية التعريف عن النفس.
وتطرق الكاتب في الفصلين الرابع والخامس إلى “الإرشاد في الحافلة” و “الإرشاد في الموقع”، مبيّنًا ما يتوجب على المرشد السياحي من مهام في الحافلة، كالإرشادات التي يجب أن توجه للسياح وشرح مسار الرحلة، ومساحة الموقع ومدة الجولة والخدمات المتوافرة في المكان، وكيفية التصرف في حالات الطوارئ.
وأنهى الكاتب الجولة السياحية في الفصل السادس “إنهاء الجولة وتوديع المجموعة”.
وتطرق الكاتب في الفصل السابع “أسرار إضافية” لأسرار المهنة، التي من شأنها تمكين المرشد السياحي وتعزيز خبرته وتميزه عن غيره من العاملين في المهنة نفسها.
ويمثل الفصل الثامن “أخطاء المرشد السياحي”جانبًا شديد الأهمية من مهنة الإرشاد السياحي، فيعرض الأخطاء التي قد تبدر من المرشد أثناء الجولة السياحية والتي يمكن أن تؤدي لفشل الزيارة، مثل الأخطاء التنظيمية كالتي يمكن أن تحدث أثناء التنقل من موقع لآخر، أو الأخطاء المتعلقة بطريقة تقديم المعلومات كالإسهاب والإطالة وتجاهل استفسارات السياح عن المكان، والتعامل بشدة وتغيير الجدول أو تغيير المرشد وغيرها من الأخطاء.
وفي الفصل التاسع “التعامل مع فئات السياح”.بين اختلافه حسب الفئات العمرية والمركز الاجتماعي وكذلك اختلاف الاهتمامات، ولذا خصص الكاتب فصلًا للتعامل مع كبار السن وكبار الشخصيات، وذوي الإعاقة والأطفال وغيرها من الفئات التي يجب أن يدركها العاملون في هذه المهنة.
تناول الفصل العاشر “قواعد الأمن والسلامة” أهم القواعد التي تحفظ أمن السياح وسلامتهم من إسعافات أولية وتعليمات أساسية تساعد في نجاح الجولة السياحية وتمنع الحوادث، كمنع تدخل الغرباء والتعامل مع جهات موثوقة، والانتباه للتفاصيل وعدد أفراد المجموعة في كل جزء من الرحلة، وتجنب السرقات وغيرها من الأمور الهامة التي فنّدها الكاتب بتفصيل ودقة.
وختم الكاتب بكلمة شكر وخاتمة قصيرة.
نجد بين صفحات الكتاب الكثير من القيم التي يجب أن يعتمد عليها كل العاملين في الإرشاد السياحي عامة والضالعين في هذه المهنة.
وربط الكتاب بين مهنة المرشد السياحي وما يحتاجه من علوم أخرى كالتمريض والإدارة، التخطيط، والاتصال، وإعداد الملفات وتنظيمها،
متكئًا على أسلوب التوثيق الكامل لكل ما أورده من أفكار وإرشادات مما يقوي الفكرة ويدعمها.
وتصادف القارئ بعض الاستطرادات التي أدت دورًا مهمًّا في موقعها.
الجدير بالذكر أن العيثان يستعد لتوقيع كتابه (سباسيبا) في منصة التوقيعات بمعرض الرياض الدولي للكتاب في موسمه القادم.