
بشائر: الدمام
في اليوم العالمي للمُسنين، تتجسد إنسانية العالم في ملامحهم المشرقة كأنها قصائد تمشي على الأرض. وجوههم تشبه صفحات كتاب عتيق، نقرأ فيه ببطءٍ ونبجل كل سطر فيه.
ذلك البياض الذي يكسو الرؤوس ليس علامة شيخوخة وحسب، بل راية سلام رفعتها الأيام فوق جباههم، إعلاناً عن مسيرة طويلة انتصروا فيها على الخيبات والرحيل والفقد.
كبار السن هم ذاكرة إنسانيتنا الجماعية، المرايا التي تعكس ما كنّا عليه قبل أن نضيع في سرعة العصر. في عيونهم شيء من الطفولة التي لا تموت، يضحكون برفق، ويصمتون بحكمة، صاروا أحنّ من الأطفال، ويحتاجون إلى دفء يوازي برودة عزلتهم، وإلى صوت يسمعهم كما كانوا يسمعوننا ونحن نخطو أول الطريق.
رعايتهم ليست واجباً اجتماعياً فحسب، بل امتحان لضميرنا الإنساني.