أقلام

الإنسان وثقافة التساؤل

أحمد الخرمدي

إننا اليوم في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتزدحم فيه المعلومات، لا بد لنا أن نعيد إحياء ثقافة التساؤل، ليس باعتبارها أداة معرفية فقط، إنما كمنهج حياة يُنتج إنسانًا واعيًا، وقادرًا على التمييز بين ما يُقال وما يجب أن يُقال، أننا اليوم أحوج ما نكون أن نسأل !! فقدرة التساؤل من بين القدرات العليا التي تميز بها الإنسان عن سائر الكائنات، وهي تعبر عن وعي ناضج وروح حية لا تقنع بالسكون.

السؤال غالبًا يشجع، على معرفة الحقيقية وإبعاد الشك، هو دليل واضح ومعرفي، إن عقل الإنسان الذي يؤمن بثقافة التساؤل، عقل لا يقبل أن يبقى متجمدًا، أي بمعنى آخر، أن العقل الذي لا يسأل يبقى اسيرًا لما يعرض عليه، دون أن يدرك ما يقع خلف الجدار، ومما يعزز الحوار والتفاهم بين الأفراد والمجتمعات.

فليس ثمة معرفة دون سؤال، إن غياب السؤال في أي مجتمع ما هو إلا مؤشر على ركود العقل وجمود الفكر، فمن دون التساؤل، يُخنق الإبداع، ويتحول الإنسان حينها، إلى متلقي ومستهلك للأفكار وليس منتج أو صانع لها.

إن في التساؤل دليل وجود حياة ذات عقلية نشطة، تحترم التفكير الصحيح وتطلب المعرفة والبحث بأعتبارها رحلة مترابطة ومستمرة، أننا على سبيل المثال، عندما ننشئ أجيالنا على ثقافة التساؤل، نحفزهم على أن يسألوا لا على أن يتلقوا فقط ويحفظوا، فإننا لا نبني عقولهم على التدبر والتفكير السليم فحسب، بل نبني معهم مستقبل واعد، أكثر وعيًا، وقادرًا على الاستنتاج والتفكير الراقي والتصحيح الناجح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى