
زينب المطاوعة : الدمام
أقام مجلس الزهراء الثقافي محاضرته المجتمعية العاشرة ضمن الدورة الحادية والثلاثين من برامجه التوعوية، تحت عنوان “الاحتيال: أنواعه وآثاره”، قدّمها الأستاذ أمير موسى بوخمسين يوم الاثنين الماضي وذلك بحضور جمعٍ من المهتمين بالشأن الاجتماعي والثقافي.
استهلّ المحاضر حديثه بتعريف مفهوم الاحتيال من المنظور اللغوي والقانوني، موضحًا أنه «كل عملٍ يهدف إلى تضليل الآخرين عمدًا لتحقيق منفعةٍ غير مشروعة، عبر الخداع أو التزوير أو إخفاء الحقائق»، مؤكدًا أن الاحتيال جريمة يعاقب عليها النظام في المملكة العربية السعودية بعقوبات تصل إلى السجن سبع سنوات وغرامات مالية تصل إلى خمسة ملايين ريال.
وتطرّق الأستاذ بوخمسين إلى أبرز أنواع الاحتيال المالي، ومنها:الاحتيال التقليدي الذي يعتمد على انتحال الشخصية أو تقديم معلومات كاذبة للحصول على الأموال، احتيال الإنترنت الذي يتم عبر الرسائل الإلكترونية أو المواقع المزيفة أو الروابط الاحتيالية، الاحتيال بالهندسة الاجتماعية الذي يستغل العواطف الإنسانية مثل الرغبة في الثراء السريع أو المساعدات الخيرية الزائفة.
كما أشار إلى أن التطور التقني في وسائل الحماية يقابله تطور مماثل في أساليب المحتالين، مما يجعل الوعي المجتمعي خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الظاهرة.
كما بيّن المحاضر أن الاحتيال لا يقتصر أثره على الخسائر المالية فحسب، بل يتعدى ذلك إلى تشويه سمعة المؤسسات والشركات، وزعزعة الثقة في التعاملات التجارية، إضافة إلى آثاره الاجتماعية المتمثلة في تمويل بعض الأنشطة الإجرامية كغسل الأموال أو تجارة المخدرات.
وأوضح أن تكاليف التحقيق في قضايا الاحتيال قد تفوق أحيانًا قيمة المبالغ المسروقة، نتيجة الحاجة إلى فرق قانونية وتقنية متخصصة لملاحقة الجناة واستعادة الحقوق.
وحيث ارجع ارتفاع نسب جرائم الاحتيال إلى عدة عوامل، من أبرزها: ارتفاع معدلات البطالة، ضعف الإجراءات الوقائية والرقابية في بعض المؤسسات، صعوبة الإثبات أمام المحاكم في بعض الحالات، الطمع والرغبة في الثراء السريع.
كما شدّد على أهمية التعاون بين الجهات الرسمية والدولية لمكافحة العصابات المنظمة العابرة للحدود.
واستعرض المحاضر في حديثه نظام مكافحة الاحتيال المالي وخيانة الأمانة الصادر بالمرسوم الملكي عام 1442هـ، مستعرضًا أبرز مواده التي تجرّم الاستيلاء على أموال الغير بطرقٍ غير مشروعة، وتحمي المتعاملين من ممارسات الخداع والغش المالي، مؤكدًا أن النظام السعودي يُعد من أكثر الأنظمة صرامة وفعالية في المنطقة.
وشهدت المحاضرة تفاعلاً واسعًا من الحضور، حيث طُرحت العديد من الأسئلة والمداخلات التي تناولت حوادث احتيال واقعية وتجارب شخصية.
وفي ختام الأمسية، قدّم مجلس الزهراء الثقافي شهادة شكر وتقدير للأستاذ أمير بوخمسين تقديرًا لمشاركته الفاعلة، وإسهاماته المستمرة في نشر الوعي الحقوقي والاجتماعي، متمنين له دوام التوفيق والعطاء.