أقلام

مقاطع ومقاصد

أمير الصالح

حديثًا وصلني عبر قروبات واتس آب مختلفة تضم كل منها خليط بشري متفاوت الأعمار والجنس والتوجهات والمدارك، ثلاثة مقاطع فيديو، وفحوى تلك المقاطع ومضمونها تتمحور حول:

١- محامية عربية تستعرض قضية رجل قضى وطرًا من امرأة وتنصل عن الاعتراف بابنته المتولدة عبر علاقة زواج غير موثق. ولم نعلم إن كانت المتحدثة تحدثت من أجل التشنيع برأي فقهي أو تحذير النساء بضرورة تسجيل العقد لأي نوع من أنواع النكاح بشكل رسمي!

٢- مجموعة من الفتيات والنساء يتجولن بأحد شوارع إحدى المدن الإسلامية بشكل متبرج مع إظهار بعض مفاتهن بعد إعلان ما يتعلق بعدم اشتراط الحجاب في الحياة العامة، ولم نعلم هدف معد التقرير ان كان التغني بسقوط الحجاب في أحد شوارع المدن الإسلامية أم إبراز أهمية التبرج وإظهار مفاتن المرأة في تلك البقعة من العالم!!

٣- رجل ستيني السن وملتحي ويتقن التحدث باللغة العربية جالس بمكتبة عامرة بكتب تحمل عناوين إسلامية مختلفة يتهكم و يزدرء ويحرض ضد دين الإسلام وأتباعه ويطلق مقارنات غير موضوعية في حق بعض الأنبياء. ويستدرج الشباب لكره دينهم والتفلت منه بسبب أفعال وأقوال من شوهو صورة الإسلام بعناوين مختلفة. ولا نعلم أن كان قصد المتحدث إسقاط الأديان أم التهكم من كل الأديان أم انتقاد كتاب تاريخي معين!!

إرسال وتدوير مقاطع فيديو ذات طابع هدام دون توجيه وتنويه أو توظيف وتعليق مناسب للقيم هو جزء من صراع الهوية. وصراع الهوية الناعم في العالم الرقمي يمر بمرحلة حملات نشطة تتمحور حول:

١- تشكيك الناس البسطاء في قدرة الله وقضاء الله، وحكمة الله

٢- الطعن واللمز والغمز في أحكام الله بسبب سوء التوظيف لأحكام الله من قبل بعض الأشرار من البشر سواء في عقود الزواج أو الميراث أو صلة الرحم أو الحضانة أو حفظ الحقوق.

٣- التهكم على الحجاب الشرعي للنساء بسبب ترهل. أو تشدد بعض المسلمات في تحجبهن والترويج على أن الحجاب انتهاك لحرية المرأة وتدوير لمقاطع فيديو للمرأة بعد تحررها من الحجاب في بعض المدن الإسلامية على أنه نصر للمرأة المتحررة!

٤- انتشار مقاطع الإباحية في مواقع السوشل ميديا بمعدل انفجاري مزعج جعل عدد غير معلوم الكمية مدمن العالم الرقمي!!

قد تثير بعض أو كل تلكم المقاطع روح البحث في عقول البعض من الناس لمعرفة وتشخيص الأسباب واقتراح المعالجات الممكنة؛ ولكنها في الغالب الأعم تثير روح الشك والريبة وتستنبت النفاق في قلوب البعض ومع الوقت تمكن إبليس من تحسين الكفر بالله لدى البعض والارتداد عن الدين. ومع ضعف صناعة المحتوى النافع وانتشار المحتوى الاحترافي لأهل المجون والفسق وأتباع الشيطان، سقطت قلوب وانكشفت أقنعة.

فنهمس في آذان الناقلين للمقاطع المروجة من قبل وكالات أنباء مشبوهة التوجه عبر مقاطع وتقارير ماهرة احترافية وقوية الحبكة، من الجيد أن نطرح أسئلة قبل الإرسال أو إعادة لتلكم المقاطع المشوهة للهوية:

١- ما الهدف من إرسال ذلك المقطع لأولئك الأشخاص/ القروبات!

٢- هل إرسال المقطع يخدم توطيد الإيمان بالقيم والمبادئ وهدف القروب أم أنه يعمل على تحطيمها وإثارة الجدال والتنافر وتمييع الإيمان!

٣- هل تصوير وتوثيق مقطع لفشل تجربة ما وتعميم تجربة فاشلة يعزز أم ينفر الناس من حكم فقهي/هز الثقة/ من تعزيز شبهة؟!

(وقفوهم انهم مسؤولون) الآية، تجعل الانسان المؤمن بيوم القيامة تحت رقابة ذاتية مستمرة وعالية الجودة عما يشارك به سواء بالقول أو العمل في العالم الواقعي أو الإرسال قبل المشاركة به مع الاخرين في العالم الرقمي.

سورة النور، آية 19، صفحة 351

إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ

سورة المجادلة، آية 20، صفحة 544

إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ

سورة المجادلة، آية 5، صفحة 542

إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى