
زينب المطاوعة : الدمام
أقيمت مساء الاثنين الماضي محاضرة بعنوان (الاستثمار الآمن في ظل اقتصاد عالمي متقلب)، في مجلس الزهراء الثقافي، قدّمها الباحث والمستشار المالي علي بوخمسين، تناولت المحاضرة بعمق واقع الاقتصاد العالمي، واستراتيجيات حماية رأس المال، وتحقيق التوازن بين الأمان والنمو في ظل بيئة اقتصادية متقلبة.
استهل بوخمسين حديثه باستعراض أحدث تقارير البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية(OECD)، والتي تشير إلى دخول الاقتصاد العالمي مرحلة تباطؤ واضحة خلال السنوات المقبلة، وأوضح أن هذه المؤشرات تكشف عالمًا متباين الأداء؛ فبينما تتقدّم بعض الاقتصادات الآسيوية بثبات، تواجه أخرى أزمات التضخم وارتفاع الفائدة والديون الثقيلة، مما يجعل بيئة الاستثمار محفوفة بالتحديات والمخاطر.
وحول أسباب التقلب الاقتصادي، أشار بوخمسين إلى أن المشهد المالي العالمي يتأثر بعوامل متشابكة، من أبرزها التشديد النقدي، وارتفاع أسعار الفائدة، والحواجز التجارية، والديون المتراكمة، والتقلبات الجيوسياسية والبيئية، فضلًا عن التحولات التقنية والديموغرافية طويلة الأمد التي تزيد من حالة عدم اليقين.
كما عرّف بوخمسين الاستثمار الآمن بأنه النهج الذي يسعى إلى الحفاظ على رأس المال الأصلي وتجنّب الخسائر الكبيرة، مع تحقيق عائد مستقر ومضمون نسبيًا. وتشمل أدواته: الودائع البنكية، السندات الحكومية، صناديق الاستثمار منخفضة المخاطر، الذهب، والعقارات السكنية المستقرة. وبيّن أن هذه الأدوات تتيح للمستثمر الطمأنينة والسيولة، لكنها قد لا تواكب معدلات التضخم على المدى الطويل، مما يجعلها مناسبة للأهداف قصيرة ومتوسطة الأجل.
وشدّد على أن الاقتصار على الأدوات التقليدية يحدّ من فرص النمو الحقيقي، داعيًا إلى الاستثمار المتوازن الذي يجمع بين الأمان والمخاطرة المحسوبة، موضحاً أن تنويع الأصول بين الاستثمارات التقليدية (كالذهب والعقارات والسندات) والحديثة (كالأسهم التقنية وصناديق المؤشرات والعملات الرقمية) يمثل إستراتيجية ناجحة تواكب متغيرات السوق.
واختتم بوخمسين محاضرته بالتأكيد على أن الاستثمار الآمن ليس نهاية الطريق، بل ركيزة في منظومة مالية متوازنة، فحماية رأس المال ضرورية، لكن تحقيق الاستدامة المالية يتطلب وعيًا وجرأة في اقتناص الفرص. وختم بقوله: «المستثمر الناجح لا يبحث عن الأمان فقط، بل عن استقرار مستمر في عالم لا يعرف الثبات».
وتشرّف مجلس الزهراء الثقافي ختاماً بتقديم شهادة شكر للخبير الاقتصادي علي بوخمسين ، تقديرًا لعطائه التوعوي والثقافي المستمر، ومشاركته الفاعلة في برامج المجلس.