
عدنان السيد محمد العوامي
تمضين وحدك؟ هَدِّيْ الوَخْذَ، واتَّئدي
تَلَفَّتي؛ وانظري كفي على كبدي
وراء نعشك أشلاءً مُبَعْثَرَةً
وهيكلي طيفُ شُلْوٍ.. واهنٌ جَلَدي
هذي يدِي منكِ جَذَّا، والوريد خَلٍ
والعين عميا، وها ذاك الوَتيْنُ صَدِي
مدي يديك، خذيني، فالحياة سُدَىً
بعد انكسار جناحي، والتوا عضدي؟
ما نفع عيشي؟ بلا نجواك تؤنسني
ما نفع بيتي بلا ظلٍّ ولا عمد؟
خمس وستون عشناها مخبَّأةً
عن العيون، فما يدري بها رصدي
خمس وستون عشنا زَهْو فَرْحَتِها
ما إن أبوح بها حتى إلى خلدي
أخشى تقولين – يهواني – لجارتنا
فَيَنْتَشِي أمرُنا للسِّيْف، والوَهَد
وأنت لي عُوذةٌ في الصدر غافية
حرزٌ يقيني أذى الحساد والحسد
هذا مصلاك ينعى قدس ربته
هل لا أقمت به ما شاء من مُدَد؟
ألله يا خيمةً عاشت تظللني!
في لهبة القيظ ألقى عندها رشدي
الله! يا حُضنَ أمٍّ كان ملتحفي
وكان دفئي، وريحاني، ومبتردي
يا ضَرْعَ غاديةٍ دامت على أفقي
فيها نراوح من سعد إلى رغد
الآن ترحل عني غير آبهةٍ
بمحنتي ومعاناتي.. ولا نكدي
الآن ترحل عني، أي فاجعةٍ
تؤزُّني؟ أي يوم فادحٍ، رَبِد
بتول؟ عمرك ما أبديت لي ضجراً
ولا تَبَرمت من طيشي، ولا حردي
قاسي