
زكي الجوهر
الوقت هو أحد أهم الموارد غير المتجددة في حياة الإنسان. ويُعد فهم كيفية توزيع الأنشطة اليومية للسكان أداة رئيسة لتصميم السياسات الاجتماعية، الاقتصادية، والصحية.
في المملكة العربية السعودية، مع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية الحديثة، أصبح من الضروري قياس كيفية استغلال السكان لأوقاتهم اليومية، بما يشمل العمل، الدراسة، الأعمال المنزلية، الترفيه، التنقل، والعبادات.
أهمية دراسة استغلال الوقت
1. التخطيط الاجتماعي والاقتصادي: فهم توزيع الوقت يمكن الجهات الحكومية من وضع سياسات لدعم العمل غير المدفوع، ورعاية الأسرة، وموازنة الأدوار بين الجنسين.
2. الصحة العامة: الوقت الذي يُقضى في النوم، النشاط البدني، أو الجلوس الطويل (Sedentary Behavior) يؤثر على الصحة البدنية والعقلية.
3. التعليم وتنمية المهارات: معرفة ساعات التعليم الرسمية وغير الرسمية تساعد على تحسين البرامج التعليمية والتدريبية.
4. النشاط الديني والاجتماعي: إدماج العبادات والأنشطة الاجتماعية في قياس استخدام الوقت يعكس نمط الحياة الثقافي والديني.
النوم والرعاية الشخصية
تشير البيانات إلى أن السعوديين يقضون حوالي 8.5 ساعة يوميًا في النوم والرعاية الشخصية، مع فروق بسيطة بين الذكور والإناث. النوم الكافي يضمن النشاط البدني والعقلي ويؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة والإنتاجية اليومية.
العمل والمدارس
العمل المدفوع يمثل النشاط الأساسي للرجال، حيث يقضون حوالي 7.5 ساعات يوميًا، بينما تقل هذه الساعات للنساء بسبب التزاماتهن بالأعمال المنزلية، حيث يقضين نحو 4 ساعات في العمل الرسمي. الطلاب، من جهتهم، يقضون عادة حوالي ساعة يوميًا في الدراسة عند حساب المتوسط السكاني.
الأعمال المنزلية ورعاية الأسرة
الأعمال المنزلية والرعاية غير المدفوعة تستحوذ على نحو 4 ساعات يوميًا عند النساء، بينما يخصص الرجال ساعة واحدة فقط في المتوسط، مما يعكس الفروق التقليدية في توزيع المهام بين الجنسين.
الترفيه والنشاط الاجتماعي
يقضي السعوديون حوالي 3–3.5 ساعات يوميًا في النشاط الترفيهي والاجتماعي، بما في ذلك مشاهدة التلفاز، تصفح الإنترنت، ممارسة الهوايات، أو اللقاءات الاجتماعية. ويعد هذا الوقت مؤشرًا على أهمية إيجاد توازن بين العمل والراحة.
العبادات
تشكل العبادات جزءًا مهمًا من الروتين اليومي، حيث يقضي الرجال نحو 3 ساعات يوميًا في الصلاة، الذكر، وقراءة القرآن، بينما تقضي النساء حوالي ساعتين يوميًا. هذا يعكس البعد الروحي والثقافي في حياة السكان.
التنقل والمهام الأخرى
التنقل اليومي للعمل أو المدرسة يأخذ عادة ساعة إلى ساعتين، بينما تشغل الأنشطة الإدارية والمتفرقات نحو ساعة يوميًا.
الاستنتاجات والتوصيات
• هناك اختلاف واضح بين الجنسين في توزيع الوقت، مع تركيز الإناث على الأعمال المنزلية والذكور على العمل والعبادات.
• النشاط الترفيهي والاجتماعي يمثل جزءًا مهمًا من الحياة اليومية ويستحق الاهتمام في السياسات الاجتماعية والصحية.
• يوصى بإجراء مسح وطني رسمي لاستغلال الوقت لتوفير بيانات دقيقة وشاملة لكل فئات السكان، وربطها بالسياسات الصحية والتعليمية والاجتماعية لتحسين جودة الحياة.