بشائر الوطن

المخرج والبوستر ثنائي ينعش مبيعات السينما السعودية

عدنان الغزال : الدمام

تشير البيانات الإحصائية لشباك التذاكر في دور السينما السعودية إلى تحقيق أرقام قياسية خلال العام الحالي، إذ تجاوزت الإيرادات 120 مليون ريال بنهاية الربع الثالث، بمتوسط يومي بلغ 444 ألف ريال، بينما بلغ عدد التذاكر المباعة نحو 2.8 مليون تذكرة، أي ما يعادل 10 آلاف تذكرة يوميًا.

وحدد سينمائيون سعوديون سببين رئيسيين لزيادة الإقبال على مشاهدة الأفلام في دور السينما، وبالتالي ارتفاع مبيعات التذاكر، مؤكدين أن الملصق الدعائي (البوستر) واسم المخرج يمثلان عنصرين جوهريين في تسويق الفيلم، لما لهما من دور كبير في جذب المشاهدين، وتعزيز الاهتمام بالفيلم داخل قاعات العرض وخارجها.

55 فيلمًا

تؤكد البيانات الإحصائية لشباك التذاكر في دور السينما السعودية استمرار الأفلام المحلية في تحقيق أرقام قياسية خلال العام الميلادي الجاري 2025، إذ أوضحت البيانات أن إيرادات الأسبوع الأول من شهر أكتوبر تجاوزت 16.5 مليون ريال، بإجمالي مبيعات بلغ 317.8 ألف تذكرة، لـ55 فيلمًا معروضًا في مختلف الصالات.

الهوية البصرية

أوضح المشاركون لـ«الوطن» على هامش ورشة عمل بعنوان «سينما المؤلف: حين يصبح المخرج كاتب الفيلم الحقيقي»، التي نظمتها هيئة الأفلام في الأحساء، أن الملصق الدعائي للفيلم يعد من أهم عناصر الجذب للجمهور في دور العرض ووسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية المتخصصة، لما يحمله من مضامين ورموز تعبّر عن محتوى العمل.

وأشاروا إلى أن صُنّاع الأفلام يحرصون على بناء تصميم فريد ونوعي للبوستر، بوصفه الهوية البصرية للفيلم، ووسيلة أساسية للتعبير عن فكرته وجوّه العام.

متابعة التطورات

أضاف المشاركون أن اسم المخرج وسيرته الإخراجية وخبرته السابقة تسهم بشكل مباشر في رفع رغبة المشاهدين في متابعة الفيلم، إذ يرتبط اسم المخرج غالبًا بتوقعات الجمهور حول جودة العمل قبل عرضه.

وبيّنوا أن الكثير من المهتمين بصناعة السينما يتابعون تحركات المخرجين وتطورات أفلامهم طوال مراحل الإنتاج التي قد تمتد سنوات، وينتظرون عرضها في دور السينما. كما لفت بعضهم إلى أن أسماء الممثلين والخبرة التمثيلية الواسعة التي يمتلكونها في تخصصات معينة تعدان أيضًا عاملين مؤثرين في قرار المشاهدة، خصوصًا حين تتناول الأفلام قضايا اجتماعية أو إنسانية باحترافية عالية.

مخرجون تقنيون

أبان المخرج والمؤلف محمد السلمان أن الفيلم هو بمثابة الكتاب نفسه، موضحًا أن المخرجين ينقسمون إلى نوعين: مخرجون مؤلفون ومخرجون تقنيون، يتحرك كل منهم في السوق السينمائية وفق مسار مختلف.

وبيّن أن المخرج المؤلف لا يكتب القصة فقط، بل يكتب ذاته داخل تفاصيل العمل، وأن النقاد السينمائيين، خصوصًا في فرنسا، ينسبون الفيلم إلى المخرج بالدرجة الأولى.

وأشار السلمان إلى أن العاملين في مجالي الدعاية والإعلان يستلهمون من سينما المؤلف لابتكار توجهات فنية جديدة، إذ تمثل هذه المدرسة مرجعًا غنيًا بالابتكار والتجريب، وتجد تطبيقاتها في السينما التجارية والمسلسلات وأفلام المهرجانات.

واختتم بتأكيد أن سينما المؤلف تواجه تحديات عديدة، وأن أبرز من لمع فيها انطلقوا من تجارب مهرجانية، شكلت رافعة لأسمائهم في المشهد السينمائي المحلي والعالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى