أقلام

دراسة رائدة تكشف كيف تُعزز الرضاعة الطبيعية جهاز مناعة الرضيع وتحد من إصابته بأمراض الطفولة والشيخوخة

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

أثبتت دراسة جديدة أن الرضاعة الطبيعية لستة أشهر على الأقل تُقوي جهاز مناعة الطفل على مقاومة العدوى وتحد من الإصابة بالالتهابات المزمنة. كما أن معرفة كيف تؤثر بعض العناصر المغذية في حليب الأم في الجهاز المناعي يساعد على تطوير استراتيجيات من شأنها أن تساعد الباحثين أن يحسِّنوا من الحالة الصحية لجميع الرضع، حتى لأولائك الأطفال الذين لا يرضعون رضاعة طبيعية.

الدراسة بقيادة معهد مردوخ لأبحاث الأطفال (MCRI) ومعهد بيكر للقلب والسكري (معهد بيكر)، كشفت عن المريد من القرائن التي تبين لماذا الرضاعة الطبيعية لفترة ستة أشهر على الأقل، تحد من الإصابة بالعدوى والالتهابات المزمنة إلى حد كبير. كما أن الوقاية من هذه العدوى بدورها تقلل من معدلات احتمال الإصابة بالكثير من الأمراض في مرحلة الطفولة، مثل الحساسية والسكري والربو والتهابات الأذن والإسهال.

نُشرت دراسة (1) في مجلة BMC Medicine، وتعرف الباحثون فيها على عدة أنواع من الدهون (العناصر المغذية الأساسية) في عينات دم من أطفال يرضعون رضاعة طبيعية، والتي من شأنها أن تساعد على الحد من الإصابة بالالتهابات، مما قد يعكس التركيبة المغذية الفريدة لحليب الأم.

صرح الدكتور توبي مانسيل من معهد ماردوخ بأن البلازمالوجينات (plasmalogens (2)، وهي نوع فريد من الدهون متوفر بكثرة في حليب الأم، تبدو أساسية في الحد من الإصابة بالالتهاب. وأضاف: “توجد البلازمالوجينات فقط في حليب الأم، وعادةً ما تكون غير موجودة في الحليب الصناعي (حليب الفورملا)، لذا فإن فهم كيف تقوم البلازمالوجينات والدهون الأخرى الفريدة في حليب الأم بالوقاية من الالتهابات المزمنة سيساعد في تمهيد الطريق لعلاجات جديدة للرضع الذين لا يرضعون رضاعة طبيعية من حليب أمهاتهم.”

“أجريت الدراسة على ما يقرب من 900 رضيع من دراسة مركز بارون الصحي التابع لجامعة براون Brown Health للرضع، وهي ثمرة تعاون بين معهد ماردوخ ومركز بارون الصحي وجامعة ديكين (3). استكشفت الدراسة حوالي 800 نوع مختلف من الدهون وعلامات (مؤشرات) أيضية أخرى لدى الرضع حتى عمر 12 شهرًا. ووجدت أن الرضاعة الطبيعية مرتبطة بتأثيرات واسعة النطاق في أنواع مختلفة من الدهون والعلامات الأيضية.

كشفت النتائج أن الرضاعة الطبيعية ارتبطت بتأثيرات واسعة النطاق على فئات متعددة من الدهون ومؤشرات أيضية

صرحت الدكتورة ساتڤيكا بوروغوبالي Satvika Burugupalli، من معهد بيكر Baker، بأن هذه النتائج تُمهّد الطريق لفهم أعمق لمدى دور الرضاعة الطبيعية ومكونات حليب الأم في صحة الرضّع ونموهم ومدى استفادتهم منها. وأضافت: “يلعب حليب الأم دورًا محوريًا في دعم الجهاز المناعي للمولود الجديد. فهو غني بالعناصر المغذية الأساسية، بما فيها الدهون، بالإضافة إلى الأجسام المضادة وخلايا الدم البيضاء.

تعرفت هذه الدراسة على مسارات بيولوجية رئيسة لمدى تحسين الرضاعة الطبيعية لصحة الطفل المناعية والحد من إصابته بالالتهابات، والتي من شأنها أن تؤدي إلى الكثير من الأمراض في مرحلة الطفولة، مثل الحساسية والربو، بالإضافة إلى زيادة احتمال إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري في مرحلة الشيخوخة”.

ساهم في الدراسة باحثون من جامعة ملبورن، وجامعة ديكين، ومركز بارون الصحي، وجامعة نورث وسترن، ومعهد فلوري لعلم الأعصاب والصحة العقلية.

الهوامش

1- https://bmcmedicine.biomedcentral.com

2- https://en.wikipedia.org/wiki/Glycerophospholipid

3- https://www.barwonhealth.org.au/service/barwon-infant-study/

المصدر الرئيس

https://www.mcri.edu.au/news/discovery-into-how-breastfeeding-impacts-immunity-in-babies

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى