أقلام

الإدمان والحلول

أمير الصالح

إشادة

اشيد بكل مُحاضر ومفكر وكاتب وأب وشخص مسؤول وخطيب ورجل أمن وبائع أمين ومدير قاعة ومسؤول تشغيل في منشأة تفانى ويتفانى في معالجة وحلحلة أية مشكلة طرأت أو تطرأ في البيت/ الشارع/ السوق/ المدرسة/ النقل العام/ المطار/ الفندق/ قاعة الأفراح/ دور العبادة/ المنتزهات …إلخ ؛ وأشكر الله على وجود أهل الجود والكرامة والإباء في مجتمعاتنا ممن يبادر في طرح الحلول أو تفعيلها. وأنصح المتذمرين وكثيري الشكوى والمتهكمين ومثيري المشاكل وموزعي الشتائم ومروجي الفتن وزراع الشكوك والشبهات والتهم على الناس بأن يغيروا من طريقة تفكيرهم وتفاعلهم ونظرتهم للحياة، فإن الله جل جلاله يريد من كل واحد منا أن يحسن عمله.

المقدمة

تتعقد سلوكيات أفراد المجتمع في أي مكان في العالم بتعقد أنماط الحياة في المدن والقرى التي ينتمون إليها ويترعرون فيها. وعادة ما تكون صور الإدمان هي انعكاس لذروة من ذروات النزوة الاستهلاكية لترف ترفيه أو ترف تذوق أطباق أطعمة مختلفة مع وجود فائض، أو ترف في الكلام والتنظير، أو ترف تدين حد الوسواس، أو ترف تسوق، أو ترف استخدام منشطات وأدوات جنس، أو ترف إهدار وقت بمشاهدات توافه الأمور. وفي حالات أخرى يكون غرس الإدمان لمادة معينة هو نتيجة استهداف مباشر من جهة معينة ضد جهة أخرى لأغراض مختلفة كإدمان المخدرات في سكان الصين في القرن الثامن عشر، وإدمان شرب النبيذ بين السكان الأصليين لاستراليا بالقرن التاسع عشر.

هناك أشكال وأنواع من الإدمان، ولعل الأشهر منها:إدمان المخدرات، إدمان حبوب المنبهات، إدمان التدخين، إدمان شرب الخمر والنبيذ، إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية، إدمان القمار، إدمان التنصت على الاخرين، إدمان الألعاب الالكترونية، إدمان مشاهدة المباريات الرياضية، إدمان تناول الحلويات، إدمان الكذب، ادمان الكسل، إدمان النوم، إدمان التحريف، إدمان النصب والاحتيال، إدمان السفر، إدمان الحج والعمرة، إدمان السهر، إدمان التسوق، إدمان التحرش، إدمان الأكل حد السمنة، إدمان التأمل، إدمان متابعة التحليل للاخبار العالمية، إدمان القلق، إدمان الشك، إدمان …. إلخ.

عند التمعن أكثر في تصنيف الإدمان وأنواعه نرى أن درجات الإدمان تتراوح بين درجة إدمان محمود العواقب إلى حد ما ودرجة محمود العواقب، ودرجة إدمان سيء العواقب، ودرجة إدمان كارثي العواقب. فمثال إدمان محمود العواقب إلى حد ما هو حضور أنشطة رياضية بنادي ما بشكل يومي على حساب إهمال المسؤوليات والواجبات الأخرى نحو العمل أو الأبناء والزوجة. ومثال إدمان محمود العواقب هو الالتزام بأداء الصلاة الواجبة في أول أوقاتها. و مثال إدمان سيء العواقب هو التدخين / شرب مشروبات الطاقة المصنعة بكل درجاته لانه منتهي باتلاف الصحة للفرد. ومثال إدمان كارثي العواقب هو تناول المخدرات / النبيذ/ الخمر / الإرهاب بكل تركيزاته لانه منتهي بإتلاف الصحة والنفس والأملاك والأمن والاستقرار والأوطان.

طرق التعامل مع المدمن

بعد تشخيص نوع الإدمان وأسبابه ودوافعه، يتحرك من لديه القدرة والإدراك كفرد أو كمجموعة أو كأسرة أو مؤسسة لفرض طوق وسياج حول المدمن لعزله عن المؤثرات السلبية وتعزيز العوامل الإيجابية لتقديم مزيج من طبقات الاحتواء والدفء الأسري والإرشاد والنصح والتفاعل والمعالجة والترويح والأجواء وقطع أية موارد مالية تُصرف على الممنوعات ومنع الاتصال بأصحاب السوء وتعديل نظام الأسرة ليكون أكثر عناية واحتواء. في صنف الإدمان السيء العواقب والكارثي العواقب قد تفشل كل السبل المتاحة للأهالي، وحينذاك لا بد من طلب المساعدة من الجمعيات المختصة والجهات الرسمية للمعالجة والاحتواء حسب الإجراءات الرسمية المعمول بها مع حفظ كامل الكرامة للمدمن والخصوصية.

بين درهم وقاية والكي آخر العلاج

حتما درهم وقاية خير من قنطار علاج، وعليه المبادرة في المهد أفضل بمراحل من العلاج المتاخر. الجرعة الزائدة من المخدرات قد تؤدي للوفاة والجرعة الزائدة من إدمان المشتروات الاستهلاكية قد تؤدي للإفلاس، والجرعة الزائدة من القلق قد تؤدي للموت أو الاكتئاب أو الانهيار. إذن ما الحل ؟ “آخر العلاج الكي “، جملة يرددها الناس عند تعثر الحلول البسيطة في معالجة سلوك مشين لأحد أفراد أسرهم وتعثرت الحوارات النافعة، والمراد من ذلك أن الحل الأخير هو اللجوء لأقسى إجراء في متناول اليد وهو اللجوء للسلطات الرسمية المختصة. فلسان واقع الحال لأفراد تلكم اللسر المتضررة للمدمن بفعل أو سلوك مشين هو ” مد يد العون والمساعدة لمن ينشد العلاج، وإذا تم الرفض للعلاج فحماية أفراد الأسرة من شرور أفعال المدمن وتصرفاته وسفاهته وعدم اتزانه فإن السلطة الرسمية بالمرصاد “.

قصة وفائدة

المؤسس المشارك لموقع vice رجل مسلم باكستاني الأصل كندي الجنسية، اسمه surosh Alevi من خريجي جامعة ماكيل McGill university، استنشق ذات مرة ولأول مرة في حياته بودرة هيروين وهو في حفلة صغيرة مع أصدقائه بالجامعة عندما كان يدرس بمرحلة الماجستير الأكاديمية نزولًا عند رغبة أصدقائه وفضولًا منه في خوض التجربة بنفسه. انتهى به المطاف أن يصبح مدمنًا، ونزل مستوى أدائه الجامعي ولاحظ ذلك أبواه المقيمان في كندا وهما من ذوي الشهادات الأكاديمية العليا، فهرعوا له وأدرجوا ابنهما في برنامج إعادة تأهيل صحي مكثف لعدة أشهر حتى استرد عافيته، وانخرط بعد ذلك في إعداد التقارير الإخبارية من مواقع الحروب الطاحنة، حتى أضحى أيقونة ناجحة في الإعلام الحربي. ومنذ فترة ماضية أدرجت أسهم شركته في مؤشر داو جونز ببورصة نيويورك المالية العالمية. ويقطن حاليًّا سيروش بنيويورك مع زوجته وابنه الوحيد. للشغوف بالمزيد عن قصة سيروش يمكنة الرجوع للرابط المرفق أدناه.

ختامًا

في أي مجتمع يعج بالطبقية يتم التستر على جرائم وإدمان النخب وأبناء النخب، وفي الوقت ذاته يتم التنمر وإنزال أقذر العبارات والصفات على أفراد العوائل الأقل حضوة اجتماعية لأتفه سلوك أو تصرف، وعليه على أرباب الأسر الحكماء حسن اكتساب قلوب أفراد لسرته مبكرًا ليكون نِعم الربان وينجح في إدارة دفة سفينة الحياة والنجاة بهم من وباء الإدمان غير المحمود العواقب. فالتربية السليمة سر من أسرار النجاح.

المراجع

‏https://www.thenetworkcapital.com/p/from-drug-addiction-to-founding-a

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى