
بشائر: الدمام
أكد سماحة الشيخ حسن الصفّار على أن في داخل كل إنسان نزعات متقابلة نحو الخير والشر، وأنّ مسؤولية البيئة والمجتمع تكمن في استنهاض كوامن الخير في النفس الإنسانية وتغليبها على دوافع الشر.
وأوضح الشيخ الصفّار أن العلماء والفلاسفة اختلفوا حول طبيعة الإنسان: أهي خيّرة أم شريرة أم محايدة؟ مضيفًا أنّ أغلب علماء المسلمين يرون أن طبيعة الإنسان محايدة، قابلة لأن تتجه نحو الخير أو الشر بحسب التربية والبيئة والإرادة الشخصية.
وقال سماحته: “الإنسان يولد صفحة بيضاء، تكتبها التربية والظروف، ولكن يبقى القرار النهائي بيد الإنسان الذي منحه الله حرية الاختيار ومسؤولية القرار.”
وأشار إلى أن الدعوة إلى الخير والموعظة ليست عملاً شكليًا، بل وسيلة فاعلة لإحياء القلوب وبعث الضمير الحي في الناس، مستشهداً بقول الله تعالى: «وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين».
وتابع قائلاً: “حينما تنتشر دوافع الشر في المجتمع، يصبح واجب المؤمنين والواعين أن يخلقوا أجواء الخير والنصح والموعظة، حتى لا تضعف فطرة الخير في النفوس.”
وسرد الشيخ الصفّار عدداً من القصص الواقعية التي بيّنت أثر الموعظة في تحويل مسار حياة الأفراد من الانحراف إلى الاستقامة، مؤكداً أن الكلمة الصادقة قد تُحدث تحولاً جذريًا في حياة إنسان واحد، فينقلب من طريق الضلال إلى طريق الهدى.
كما شدّد على ضرورة أن يتحمّل الآباء والمربّون مسؤوليتهم في التوجيه والنصح، قائلاً: “لا تبخل على ولدك بالموعظة، فقد تكون كلمتك سبباً في نجاته، وإنقاذه من الخطأ أو الانحراف.”
وفي ختام دعا الشيخ الصفّار إلى بناء مجتمع متعاون على البرّ والتقوى، يشيع فيه التواصي بالخير، مستشهداً بقول الله تعالى: «ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر»، مؤكداً أن من يشجّع على عمل الخير ينال مثل أجر فاعله.




