بشائر المجتمع

عماد آل عبيدان بين الصراخ والانعكاس

بشائر: الدمام

في عملين أدبيين متفرّدين، يواصل عماد آل عبيدان مشروعه الإنساني في الأدب الواقعي الرمزي، من خلال روايتين تُلامسان جوهر التجربة البشرية: «نُضجٌ تحت الصراخ» و «متاهةٌ وانعكاس».

تأتي هاتان الروايتان لتضيفا إلى المكتبة العربية عملين يجمعان بين العمق الفلسفي والصدق الإنساني، ويقدّمان تجربة قراءة تُعاش بكل تفاصيلها.

نُضجٌ تحت الصراخ – حين صَحِكت المراهقة

رواية اجتماعية نفسية تُضيء على المراهقة كحالة إنسانية تتقاطع فيها البراءة والتمرّد، الطفولة والنضج، الضحك والصراخ.

بطلتها فتاة ترى الحياة بعينٍ متسائلة بين ضجيج الخارج وصوت الداخل، باحثةً عن ذاتها وسط تناقضاتٍ تُشبهنا جميعًا.

“هذه الرواية عن المراهقة وعن الإنسان حين يضيع بين ما يريد وما يُفرض عليه… كتبتها لأبتسم في وجه الصراخ، وأصغي إلى الضحك حين يكون شكلًا آخر من النضوج.”

تقع الرواية في 372 صفحة من القطع الأدبي القياسي (14×21 سم)، وتتوزع على ستة أقسام:

بدايات الصراخ – البيت الذي يربّي بالهمس – المدرسة التي تُدرّس الحياة – رسائل لم تُرسل – النضج الذي خرج من بين الضحكات – حين صَحِكت المراهقة.

ومن أبرز عناوين الفهرس: ضحكة تحت وسادة الهم، ماذا تقول المرايا؟، النضج لا يأتي في العطلات، نهاية لم تنتهِ.

إهداؤها جاء صادقًا مؤثرًا:

إلى الذين كبُروا قبل أوانهم… والذين ما زالوا يخبئون في أصواتهم بقايا ضحكةٍ لم تكتمل. هذه الرواية لكم… لأنكم فهمتم الحياة دون أن تُدرَّس عليكم.

متاهةٌ وانعكاس – رحلة البحث عن الذات

أما رواية «متاهةٌ وانعكاس» فتقدّم طرحًا فلسفيًا رمزيًا حول أسئلة الهوية والوعي والذاكرة.

تبدأ الحكاية من المرآة… وتنتهي إليها، بين الحقيقة والوهم، بين الإنسان وصورته، في رحلةٍ نحو اكتشاف الذات من خلال الضياع الجميل في متاهة الإدراك.

“هذه رواية لا تبحث عن إجابة، بل عن الإنسان وهو يضيع في الأسئلة.

كل انعكاس هو وجهٌ جديد لنا، وكل متاهة هي طريقٌ لم نكن نعرف أننا نسلكه.”

تتألف الرواية من 174 صفحة من القطع الأدبي القياسي (14×21 سم)، وتضم أقسامًا ستة:

المرآة الأولى – الوجوه التي لا تشبهنا – عتمة الضوء – المرآة الثانية – المتاهة – الانعكاس الأخير.

ومن أبرز عناوينها: وجوه في الزجاج، أصوات لا تُرى، حين صمتت المرايا، متاهة الوعي، الانعكاس الأخير.

إهداؤها يأتي فلسفيًا عميقًا:

إلى أولئك الذين يظنون أنهم يعرفون أنفسهم… حتى تنعكس أرواحهم فجأةً على جدارٍ من ضوء.

بين الروايتين… روحٌ واحدة وصوتان

تتلاقى الروايتان في لغتهما الرشيقة وبنيتهما الرمزية التي توازن بين الفكرة والمشاعر، وتطرحان الإنسان أمام مرآته الكبرى: وعيه.

في “نُضجٌ تحت الصراخ” يولد الإدراك من ضجيج المراهقة،

وفي “متاهةٌ وانعكاس” يتجلى الوعي حين يُفقد الطريق.

يكتب عماد آل عبيدان بلغةٍ شفافة تلتقط التفاصيل اليومية وتحوّلها إلى فلسفةٍ إنسانية تُشعل الفكر وتداعب الوجدان.

عملان أدبيان يكتبان الإنسان من داخله… حين ينضج بالصراخ، ويجد نفسه في المتاهة.

الروايتان من إصدار: دار صيد الخاطر للنشر والتوزيع – جمهورية مصر العربية

الطبعة الأولى – 2025م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى