أقلام

لَا تَغْضَب، منهج قرآني وروايات نورانية من أهل البيت عليهم السلام

شكرية الحمادة

الغضب لحظة، ولكن أثره قد يمتد عمرًا، ولذلك قدّم القرآن وأهل البيت منهجًا واضحًا لسيطرة الإنسان على غضبه ليحفظ قلبه وعقله وعلاقاته.

آيات قرآنية في تهذيب الغضب

1. قوله تعالى:

﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗوَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾

– سورة آل عمران، 134

> الكاظمون غيظهم هم المحسنون، الذين يرتقون فوق الانفعال.

2. قوله تعالى:

﴿وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ﴾

– سورة الشورى، 37

> علامة عباد الله: المغفرة عند الغضب… وليس الرد بالمثل.

3. قوله تعالى:

﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾

– سورة فصلت، 34

> علاج الغضب بالإحسان… وليس بالمواجهة.

روايات أهل البيت عليهم السلام في علاج الغضب

1. علاج الغضب بتغيير الوضع – الإمام الباقر (ع)

قال الإمام محمد الباقر عليه السلام:

«إِذَا غَضِبْتَ فَاجْلِسْ، وَإِنْ كُنْتَ جَالِسًا فَاضْطَجِعْ.»

المصدر: بحار الأنوار ج 73 ص 265، عن الخصال للشيخ الصدوق.

> المنهج العملي نفسه الذي يطفئ نار الانفعال.

2. علاج الغضب بالسكوت – الإمام علي (ع). قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«عَالِجِ الْغَضَبَ بِالسُّكُوتِ.»

غرر الحكم – رقم 8430

> الصمت وقت الغضب قوة ووعي، وليس ضعفًا.

3. كظم الغيظ والسيطرة على اللسان – الإمام الصادق (ع)

قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام:

«مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى إِنْفَاذِهِ، مَلَأَ اللهُ قَلْبَهُ رِضًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.»

الكافي – ج2، ص110

> كظم الغيظ علوّ في الروح، وحكمة في التعامل.

4. قول آخر للإمام الصادق (ع)

«إِذَا غَضِبْتَ فَلَا تَقُلْ شَيْئًا تَنْدَمُ عَلَيْهِ غَدًا.»تحف العقول – ص 322

> ضبط اللسان أول باب لسلام النفس.

الخلاصة الذهبية

القرآن وأهل البيت عليهم السلام يلتقون في ثلاث قواعد نورانية:

هدئ جسدك: اجلس، ثم اضطجع

هدئ لسانك: اسكت، لا تندم لاحقًا

هدئ قلبك: اكظم غيظك وادفع بالتي هي أحسن.

وهذا هو الطريق للسلام الداخلي الذي ينسجم تمامًا مع رسالة سلام الروح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى