
د. حجي الزويد
حساسية حليب البقر (CMA) هي أكثر أنواع حساسية الطعام شيوعًا عند الأطفال الصغار، ولكنها نادرة الحدوث عند البالغين.
تظهر هذه الحساسية من الطعام على شكل طيف واسع من الأعراض السريرية، نتيجة استجابات مناعية لبروتينات الحليب، والتي قد تكون:
• مرتبطة بالأجسام المضادة IgE (نوع فوري)
• و/أو غير مرتبطة بـ IgE (نوع متأخر)
حساسية حليب البقر (CMA) هي استجابة مناعية غير طبيعية لبروتينات الحليب البقري، خاصة بروتينات الكازين والواي (whey)، تحدث عند الرضع، وغالبًا في السنة الأولى من العمر، سواء كان الطفل يرضع حليبًا صناعيًا أو حتى حليب الأم (إذا كانت تتناول منتجات حليب بكثرة).
أنواع الحساسية:
1. نوع فوري (IgE-mediated):
• يعتمد على الأجسام المضادة IgE.
• يحدث خلال دقائق إلى ساعات من تناول الحليب.
• أعراضه: طفح جلدي، تورم، قيء مفاجئ، صدمة تحسسية.
2. نوع متأخر (غير IgE-mediated):
• تفاعل مناعي عبر الخلايا وليس الأجسام المضادة.
• يظهر بعد ساعات أو أيام.
• أعراضه: إسهال مزمن، مغص، دم في البراز، سوء تغذية.
الأطفال الأكثر عُرضة
• وجود تاريخ عائلي لحساسية (ربو، أكزيما، تحسس أنف)
• الرضاعة الصناعية الكاملة
• إدخال الحليب البقري في أول أشهر الحياة
•أكزيما شديدة في الشهور الأولى
الأعراض التي قد تدل على وجود الحساسية
أولًا: أعراض في الجهاز الهضمي – وهي الأكثر شيوعًا:
• قيء متكرر بعد الرضاعة
• مغص شديد يجعل الطفل يبكي كثيرًا، خاصة بعد الرضاعة
• دم أو مخاط في البراز
• إسهال مزمن أو على فترات
• إمساك غير معتاد
• غازات وانتفاخ بالبطن
• ضعف زيادة الوزن أو حتى نزول في الوزن
ثانيًا: أعراض في الجلد:
• أكزيما متكررة أو طفح جلدي جاف
• ظهور حبوب حمراء أو تورم خفيف في الشفاه أو الوجه
• حكة مزعجة تظهر فجأة
ثالثًا: أعراض تنفسية (أقل شيوعًا):
• كحة مزمنة
• صفير في الصدر
• انسداد أو سيلان في الأنف بدون سبب واضح
رابعًا: أعراض خطيرة ونادرة:
• شحوب مفاجئ
• صعوبة تنفس
• خمول أو عدم استجابة
• تورم في اللسان أو الوجه بشكل كبير
• وهذه الحالة تعتبر طارئة وقد تعني صدمة تحسسية
متى تبدأ الأعراض
تختلف حسب نوع الحساسية:
• الحساسية الفورية تظهر خلال دقائق إلى ساعات.
• الحساسية المتأخرة تظهر بعد ساعات أو حتى أيام من التعرض للحليب.
الفرق بين الحساسية وعدم تحمل اللاكتوز
عدم تحمل اللاكتوز يكون سببه نقص في إنزيم الهضم وليس تحسس مناعي. أعراضه تكون فقط في الجهاز الهضمي، مثل الغازات والإسهال والانتفاخ، وغالبًا لا تظهر إلا بعد عمر سنتين، بينما حساسية الحليب تظهر في الأشهر الأولى وقد تشمل أعراضًا جلدية أو تنفسية.
كيف أعرف إذا كان طفلي يشكو من هذه الحساسية؟
الطبيب يسأل عن الأعراض وتوقيتها بالنسبة لشرب الحليب. بعدها يتم تجربة إزالة الحليب ومراقبة تحسن الطفل، ثم إعادة إدخاله تحت إشراف الطبيب للتأكد.
في بعض الحالات، يُجرى اختبار دم أو اختبار وخز الجلد، خصوصًا إذا كانت الأعراض فورية.
متى أذهب للطبيب فورًا؟
• إذا لاحظتِ طفح جلدي شديد بعد الحليب
• إذا تكرر القيء أو كان فيه دم
• إذا رأيتِ دم في البراز
• إذا كان الطفل لا يزيد وزنه
•ًأو ظهرت أعراض خطيرة مثل صعوبة تنفس أو خمول مفاجئ
خطوات التشخيص:
1. التاريخ الطبي المفصل
متى تظهر الأعراض؟ ما علاقة ظهورها بالحليب؟
2. تجربة إزالة الحليب (Elimination diet)
• سحب كل منتجات الحليب من غذاء الطفل أو الأم (إذا كانت مرضعة).
• التحسن يحدث خلال 1–2 أسبوع.
3. تحدي إعادة التعرض (Oral Food Challenge)
• يتم فقط تحت إشراف طبي.
• يُعطى الطفل الحليب بكميات صغيرة ومراقبة الأعراض.
4. اختبارات الدم أو الجلد:
• تُستخدم فقط إذا كانت الأعراض فورية.
• مثل اختبار IgE أو اختبار وخز الجلد (Skin Prick Test)
كيف يتم العلاج؟
يعتمد على نوع رضاعة الطفل:
• إذا كان يرضع طبيعي فقط:
تستمر الأم في الرضاعة الطبيعية، لكنها توقف كل منتجات الحليب البقري ومشتقاته من نظامها الغذائي (جبن، زبادي، لبن… إلخ).
• إذا كان يرضع صناعيًا: يُحوَّل إلى تركيبة خاصة خالية من بروتين الحليب، إما مهدرجة بالكامل أو تحتوي على أحماض أمينية، حسب شدة الحالة.
هل يتحسن الطفل مع الوقت؟
نعم، الغالبية العظمى من الأطفال يشفون من الحساسية في عمر بين سنة و3 سنوات، ويستطيعون شرب الحليب لاحقًا دون مشاكل. لكن يُفضل إعادة التقييم كل فترة مع الطبيب.
•أكثر من 80% من الأطفال يتخلصون من الحساسية عند عمر 3 سنوات.
• يُعاد تقييم التحسس كل 6–12 شهر بالتنسيق مع طبيب الأطفال أو أخصائي الحساسية.




