
شكرية الحمادة
الفقد ليس حدثًا عابرًا…
الفقد يهزّ الداخل، يعيد ترتيب الوعي، ويكشف أماكن الألم التي كنا نؤجّل مواجهتها.
ولكن رغم قسوته، قد يكون بابًا واسعًا للشفاء والنضج والنور.
التعافي ليس نسيانًا، وليس تجاوزًا سريعًا
التعافي يعني: أن أعيش ما أشعر به، ثم أسمح لنفسي أن أنهض من جديد.
١) اعترف بما تشعر به
أول خطوة في التعافي أن تتوقف عن مقاومة الألم.
اسمح لنفسك بالحزن
بالبكاء
بالحنين
بالأسئلة التي لا إجابات لها
لأن الهروب يطيل الألم، أمّا الاعتراف فهو بداية الشفاء.
٢) لا تُجرّمي مشاعرك
الناس أحيانًا يقولون:
“اصبري… انسي… لا تفكري كثيرًا…”
ولكن الحقيقة: مَن فقد لا يحتاج أن يُلام، بل أن يُحضن.
قولي لنفسك:
> “مشاعري صحيحة… ومرحب فيها.”
٣) افهمي أن الفقد جزء من قانون الحياة
كل شيء في الحياة يتغير.
لا أحد يبقى، ولا شيء يدوم كما هو.
الله يقول:
> ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴾
الفقد ليس عقوبة…
الفقد سُنّة من سنن الكون، نمرّ خلالها باختبارات تعيدنا إلى أنفسنا وإلى الله.
٤) أعيدي موازنة أفكارك
عند الفقد تتكدس الأفكار:
“مو قادرة أكمّل”
“ليش أنا؟”
“خسرته للأبد”
“ما عاد للحياة طعم”
هذه ليست حقائق… هذه أصوات الحزن المؤقت.
استبدليها بأفكار أكثر واقعية ولطفًا مثل:
“وجعي مفهوم، وأنا أتعافى يومًا بعد يوم.”
“الله ألطف بي مما أظن.”
“سأحمل الذكرى، لكنني لن أموت معها.”
٥) اسمحي لوقتك الشخصي أن يعمل لصالحك
التعافي لا يحدث بيومين.
ولا بشهر.
ولا بتظاهر “أنا بخير”.
التعافي يحتاج:
وقت
هدوء
دعم
اعترافات
دموع
وومضات وعي صغيرة تغيّر الداخل تدريجيًا.
٦) أعيدي بناء علاقتك بالله
الفقد يفتح باب قرب عجيب من الله…
لأن القلب يصبح قابلًا للانكسار، والانكسار باب للرحمة.
قولي:
> “يا رب، أنت تعلم ما لا أعلم.
اخلفني خيرًا، وامسح على قلبي.”
واقرئي:
﴿ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾
كل فقد… يهديك شيئًا، درسًا، قوة، ووعيًا.
٧) اهتمي بجسدك لأن الجسد يتألم أيضًا
الحزن لا يسكن القلب فقط…
يسكن:
الكتفين
الصدر
المعدة
النوم
الطاقة
الأكل
اعملي:
تنفس عميق
مشي يومي
ماء دافئ
كتابة صباحية
أكلك يكون خفيف وصحي
سيبدأ الجسد يرسل للعقل رسالة:
“أنا أتعافى.”
٨) اكتبي… كثيرًا
الكتابة علاج فعّال، خاصة بعد الفقد.
اكتبي:
رسائل لمَن فقدتِ
مشاعرك
الأشياء التي خنقتك
ما تتمنين لو قلته.
الكتابة تُنقذ الروح من التعلق المؤلم.
٩) لا تتعلقي بالزمن الماضي
الحنين جميل ولكنه مؤلم حين يتحول لسجن.
اسألي نفسك:
“لو كان موجودًا الآن، هل سيرضيه أن أتوقف عن الحياة؟
أو أن أكمل؟”
الروح التي أحببتيها تريدك حية… قوية… ممتنة.
١٠) اقبلي أن الألم جزء منك وليس كلّك
الألم يصبح أحيانًا رفيقًا، ولكنه لا يجب أن يكون قائدًا.
خذي منه الحكمة،
واتركي عنه اليأس.
١١) تحوّلي من “لماذا حصل؟” إلى “ماذا سأصنع الآن؟”
السؤال الأول يستهلكك…
السؤال الثاني يُنقذك.
التعافي يبدأ عندما تتحوّل من ضحية للحدث…
إلى صانعة لمعنى الحدث.
١٢) استعيني بالعلاقات الصحيّة
وجود شخص يسمعك دون حكم
شخص يحتويك
شخص يعرف ما معنى فقد
قدرة علاجية عظيمة.
أحيانًا جلسة واحدة تغيّر مسار الشفاء.
١٣) تذكّري: الحياة لم تتوقف
قد فقدتِ شيئًا عظيمًا…
لكنّ الله ما يزال يرسل لك أشياء أخرى عظيمة:
ناس، فرص، نور، أبواب، رسائل، حكم.
الحياة ليست تعويضًا للفقد،
الحياة استمرارٌ برحمة الله.
١٤) اجعلي من فقدك رسالة
أجمل أنواع التعافي…
عندما يتحوّل الألم إلى نور.
اعملي من تجربتك:
وعي
قوة
حكمة
دعم لغيرك
الفقد يجعلك إنسانة مختلفة…
أعمق… أنضج… أرق… أقوى.
خلاصة سلام الروح
التعافي ليس نهاية الفقد،
التعافي بداية فهمه.
ليس معنى أنكِ تتعافين أنك نسيتِ،
بل أنكِ تصالحتِ مع القدر، وبدأتِ تحبين الحياة رغم الفقد.
وختامًا…
قولي هذا الدعاء:
> “اللهم اربط على قلبي، ولا تجعل للحنين ما يخذلني، واجعل فقدي بابًا لنور لا ينطفئ.”




