أقلام

بو خمسين يؤكد على حقوق الملكية الأدبية

رباب حسين النمر

“ملكية الإنسان هي ثمرة لاستخلافه عن الله، وذلك يعني أن المالك الحقيقي الأصلي هو الله تعالى، وأن ملكية الإنسان هي استخلاف التصرف في العين إلا وفق إرادة مالكها، فإذا أساء التصرف انتزعت منه، وإذا كان العمل من خاصة الإنسان ومميزاته وكان حقًّا من حقوقه، فلا ينقص منها إلا ما جعله الله في مال الناس من حق السائل والمحروم” جاء ذلك في محاضرة ألقاها أمير بوخمسين بمقهى الشريك الأدبي هوادة بالهفوف يوم أمس، عنوانها (حقوق الملكية الأدبية) أكد بو خمسين خلالها على أهمية الملكية الفكرية في دعم الإبداع والابتكار وحماية حقوق المؤلف.

وبدأ مدير الفعالية القاص هاني الحجي (سفير الأدب بالأحساء) بطرح السيرة الذاتية الغنية والمتنوعة لضيفه، فقال فيها (أمير موسى بوخمسين من مواليد الأحساء، مهتم بالعلاقات العامة، والمساهمات الثقافية والفكرية، وهو عضو في هيئة التحرير للموسوعة العربية العالمية، وعضو في هيئة الصحافيين السعوديين، وعضو في الجمعية السعودية لكتاب الرأي، وعضو في جمعية إعلاميون، وعضو في لجنة إحياء تراث الشيخ باقر بوخمسين، وعضو في مؤسسة رضا الوقفية لتنمية الإبداع المعرفي، وله عدة مساهمات ثقافية في عدة صحف ومجلات داخل المملكة وخارجها منها الورقية والإلكترونية، مثل: جريدة الشرق الأوسط، وجريدة الحياة، وصوت الكويت، وجريدة الوسط البحرينية، وجريدة اليوم، ومجلة الكلمة، ومجلة الواحة، وجريدة النهار الكويتية، وجريدة الرأي السعودية الإلكترونية، وصحيفة بشائر الإلكترونية، وواحة نيوز، وعدة مواقع إلكترونية) وأضاف: (شارك في العديد من المؤتمرات والمنتديات الإعلامية، مثل مؤتمر مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بالرياض، ومؤتمر المنتدى السعودي للإعلام الثاني بالرياض، وشارك في حفل توزيع جائزة الملك فيصل العالمية بالرياض عام ٢٠٢٣، ٢٠٢٤م، وفي المنتدى الإعلامي الاقتصادي الخليجي بالأحساء، وفي معارض الكتاب في كل من الرياض وجدة والأحساء ومصر). وأشار إلى مولفات المحاضر، وهي: (حقوق الإنسان: مدخل إلى وعي حقوقي)، فضاء النقد، ومضات ثقافية، يمضي الوقت وتبقى الكلمة، شذرات حقوقية، نظرات عامة في القيادة والإدارة.

ارتكزت محاضرة بوخمسين على مقدمة وأربعة محاور.

تناولت المقدمة مفهوم الملكية الفكرية، فقال:” هي مجموعة الحقوق التي تحمي الفكر والإبداع الإنساني وتشمل حق المؤلف والحقوق المجاورة وبراءات الاختراع والعلامات التجارية والنماذج الصناعية والأصناف النباتية والتصميمات التخطيطية للدارات المتكاملة”.

وفي المحور الأول تحدث عن تأسيس الملكية الفكرية الحديثة، كمدخل للحديث عن الهيئة السعودية للملكية الفكرية:

” تأسست مفاهيم الملكية الفكرية الحديثة منذ عدة قرون، حيث أنشأ أول نظام مسجل لبراءات الاختراع في عام 1474 في مدينة البندقية. في حين أن المنظمة الدولية الحديثة التي تدير حقوق الملكية الفكرية، والمعروفة باسم المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، قد تشكلت في عام 1893 عندما اندمج المكتبان الدوليان لحماية الملكية الفكرية (BIRPI) في سويسرا، أما الهيئة السعودية للملكية الفكرية فهي هيئة سعودية لحماية وتنظيم مجالات الملكية الفكرية تأسست عام 2017م، مقرها الرئيس العاصمة الرياض، ترتبط تنظيميًا برئيس مجلس الوزراء، وهي إحدى مبادرات وزارة التجارة ضمن برنامج التحول الوطني. يترأس مجلس إدارة الهيئة السعودية للملكية الفكرية الشيهانة العزاز، ويضم عضوية ممثلي كل من وزارة التعليم، ووزارة المالية، ووزارة الاقتصاد والتخطيط، ووزارة الخارجية، ووزارة الثقافة والإعلام، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات (السعودية)، والهيئة العامة للغذاء والدواء، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، إضافة إلى عضوية ممثلين عن القطاع الخاص، وتقوم بعدة مهام، مثل:

• تسجيل حقوق الملكية الفكرية، ومنحها وثائق الحماية وإنفاذها.

• توفير المعلومات المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية، وإتاحتها للجمهور.

• التوعية بأهمية الملكية الفكرية وحماية حقوقها.

• تمثيل المملكة في المنظمات الدولية والإقليمية ذات العلاقة بحقوق الملكية الفكرية، والدفاع عن مصالحها.

• إبداء الرأي في شأن الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية.

• متابعة تنفيذ الالتزامات المترتبة على انضمام المملكة إلى الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالملكية الفكرية.

• إنشاء قواعد للمعلومات في مجال عمل الهيئة، وتبادل المعلومات مع الجهات المحلية والإقليمية والعالمية.

• الترخيص للأنشطة ذات العلاقة بمجال عمل الهيئة.” وفي ثاني المحاور تناول أهمية الملكية الفكرية التي تكمن في حماية الابتكارات والإبداعات الفكرية، وتشجيع الابتكار والتنافسية الاقتصادية، وتوفير حوافز للمبدعين، وحماية المستهلكين من خلال ضمان جودة المنتجات وسلامتها. فهي تساعد الشركات على بناء العلامات التجارية، وزيادة الأرباح، وتحقيق ميزة تنافسية، كما تساهم في التقدم التكنولوجي للمجتمعات، وتعزيز القيمة التجارية لأصول للشركات، ومنحها ميزة تنافسية في السوق.

وفي المحور الثاني تطرق بو خمسين لمميزات الملكية الفكرية، وهي:

١- حماية الأفكار والابتكارات تجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين.

٢- تتيح إمكان تحقيق دخل إضافي من خلال ترخيص استخدامها للغير.

٣- تحمي حقوق المؤلف، وبراءات الاختراع، والتصميمات الصناعية، وغيرها، الإبداعات من التقليد والاستخدام غير المصرح به.

٤- تساعد العلامات التجارية في تمييز المنتجات عن المنافسين وبناء الثقة لدى العملاء.

بالنسبة للمستهلكين.

٥- تضمن للمستهلكين الحصول على منتجات وخدمات ذات جودة مضمونة وسلامة عالية.

٦- تساعد المؤشرات الجغرافية في تحديد المنتجات الأصيلة ومنتجات من مناطق محددة ذات خصائص مميزة.

٧- توفر حافزًا اقتصاديًّا يدفع المبدعين والمبتكرين إلى تطوير منتجات وأساليب جديدة باستمرار، مما يساهم في النمو الاقتصادي والتقدم التكنولوجي.

٨- تحمي جهود المبدعين، مما يشجعهم على مواصلة الإبداع في مجالات مختلفة كالفنون والعلوم والأدب.

٩- توفر بيئة أعمال عادلة ومنصفة ضرورية لجذب الاستثمار المحلي والأجنبي.

وفي المحور الثالث تحدث بو خمسين عن أنواع حقوق الملكية الفكرية:

١- براءات الاختراع، فالبراءة حق استئثاري يمنح نظير اختراع. وبشكل عام، تكفل البراءة لمالكها حق البتّ في طريقة – أو إمكانية – استخدام الغير للاختراع. ومقابل ذلك الحق، يتيح مالك البراءة للجمهور المعلومات التقنية الخاصة بالاختراع في وثيقة البراءة المنشورة.

٢- التصميم الصناعي يشمل الإبداعات المبتكرة التي تتشكل في المظهر الزخرفي أو الجمالي لقطعة ما. ومن الممكن أن يتألف التصميم من عناصر مجسمة، مثل شكل القطعة أو سطحها، أو من عناصر ثنائية الأبعاد، مثل الرسوم أو الخطوط أو الألوان.

٣- الدارة المتكاملة هي دائرة إلكترونية مبتكرة مصغرة ومصممة بغرض تأدية وظيفة إلكترونية دقيقة. تُستعمل بشكل عام في الأجهزة الإلكترونية؛ وتشكل فيها العناصر –أحدها نشطًا على الأقل – والوصلات أو بعضها شكلًا متكاملًا في قطعة مترابطة من المادة. تُصمم تلك العناصر معًا وفق ترتيب ثلاثي الأبعاد لأغراض التصنيع.

٤- هي المجموعة النباتية التي تنتمي إلى مصنف نباتي واحد؛ وتُصنّف أنها من أدنى الدرجات المعروفة. والتي تُحدد من خلال التعبير عن السمات والخصائص التي تنتج عن تركيب وراثي واحد؛ أو مجموعة معينة من التراكيب الوراثية. كما يمكن تمييزها عن أي مجموعة نباتية من خلال التعبير عن الخصائص المذكورة؛ واعتبارها وحدة خاصة بالنظر إلى قدرتها على التكاثر مع الحفاظ على خصائصها دون تغيير.

٥- العلامات التجارية هي الإبداعات التي تكون على شكل أسماء، كلمات، إمضاءات، حروف، رموز، وأرقام، عناوين، وأختام، وكذلك التصميمات والرسوم والصور، والنقوش المميزة، أو طريقة تغليف عناصر تصويرية؛ أو أشكال، أو لون أو مجموعة ألوان أو مزيج من ذلك أو أية إشارة أو مجموعة إشارات إذا كانت تستخدم أو يراد استخدامها في تمييز سلع أو خدمات منشأة ما.

٦- حقوق المؤلف هي أحد المجالات الإبداعية في الملكية الفكرية؛ وهو ما يمنح للمؤلف أو المبدع الحق في استعمال واستغلال العمل ومنع الغير من استعمال والانتفاع دون موافقته. تحفظ حقوق المؤلف الأدبية والمادية كاملة للمبدعين والمبدعات.

على من يُطلق لقب (المؤلف)؟

المؤلف هو الشخص الذي ابتكر المصنف؛ ويعد مؤلفًا كل من نشر اسمه على المصنف ما لم يثبت خلاف ذلك؛ وفي حالة عدم ذكر اسمه؛ أو الإشارة إليه باسم مستعار، ففي هذه الحالة يصبح الناشر ممثلًا ينوب عن المؤلف. ويدخل في مسمى المؤلف كل من يساهم في تأليف مصنف مرئي وصوتي؛ مثل مؤلفو النص؛ والسيناريوهات؛ وكتّاب الحوار.

ثم أشار في المحور الأخير إلى فوائد حماية الملكية الفكرية:

١- تعمل حماية حقوق الملكية الفكرية على الحفاظ على جميع الأصول الأصلية للخدمات والمنتجات وذلك وفقًا للقانون، مما يساهم في زيادة الأرباح وتحسين الحصة السوقية للمالك الأصلي.

٢- تسهم في تعزيز القيمة السوقية وزيادة الأرباح من خلال تسويق وبيع الخدمات والمنتجات التي تمتلك حقوق فكرية عليها.

٣- تلعب دورًا هامًا في زيادة رأس المال للشركات والأعمال التجارية، حيث يمكن استخدامها من خلال الترخيص أو البيع، أو حتى كضمان لتمويل الديون. يمكن للأفراد الاستفادة من ذلك من خلال تحقيق دخل إضافي، ويمكنهم استخدامها كميزة تنافسية عند التقدم للحصول على تمويل لمشروعاتهم من خلال الحصول على دعم مالي أو قروض.

٤- تسجيل الأفكار ضمن بند الحماية الفكرية يساعد في تحويلها إلى منتجات وخدمات تجارية ناجحة.

يمكن أن يؤدي ترخيص براءة اختراع الفكرة إلى زيادة الدخل الإضافي والحفاظ على زيادة الأرباح بشكل مستمر.

٥- يعزز فرص التصدير للشركة التي حصلت على حماية الملكية الفكرية، وذلك باستخدام التصميمات والعلامة التجارية في التسويق خارج البلاد. حيث يمكن للشركة الاستفادة من اتفاقيات الامتياز التجاري مع الشركات الأجنبية أو تصدير المنتجات التي حصلت على براءة اختراع لها.

٦- تشجيع الشركات والأفراد على الابتكار والإبداع من خلال ضمان حقوقهم في الأعمال التي يبتكرونها.

٧- تشجيع الشركات على الاستثمار في البحث والتطوير لتطوير منتجات وخدمات جديدة.

٨- تعزيز التنافسية بين الشركات وتحفيزها على تقديم منتجات وخدمات ذات جودة عالية.

٩- يحصل المستهلك على منتجات وخدمات ذات جودة وأمان.

وفي ختام المحاضرة قدم المحاضر بعض مؤلفاته إهداء للجمهور، وقدم مدير المحاضرة لضيفه شهادة شكر وتقدير ، والتقطت الصور التوثيقية والتذكارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى