أقلام

باختصار أنها المعرفة

أحمد الخرمدي

تدور المعرفة حول العلم والحكمة بمفهومها الصحيح، وهي اتساع إدراكنا للحقيقة الإلهية، ومعرفة الله سبحانه وتعالى بالمساحة المسموحة لنا، وللحواس العقلية التي نمتلكها، ومنها التفكر في صفات الخالق عز وجل قال تعالى: ” قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ” والتفكر في أياته ومخلوقاته قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾

[ سورة الأنبياء: 33]

وقوله تعالى: ﴿ الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلًا سبحانك فقنا عذاب النار﴾ [ آل عمران:191]

وفي قدراته العظيمة، قال تعالى:

﴿وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾

[ المؤمنون: 80]

وهي “آفضل العبادة” كما ورد عن أمامنا الصادق عليه السلام – الأصول من الكافي (ج٢ص٥٥).

فالإنسان يصبح أكثر قدرة ونضجًا، كلما زاد وعيًا وفهمًا عميقًا، ومن هنا تتجاوز المعرفة لديه حدود الفهم المألوف، إلى حدود “الحكمة” وهي من أعلى الدرجات وأثمنها، وقد ورد كذلك عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال :(الحكمة ضياء المعرفة وميراث التقوى، وثمرة الصدق) تفسير أبن كثير (ج٢ ص ٢١٥).

عُرفت الحكمة بأنها: المعرفة الكاملة بجميع ما يمكن أن يُعرف لتدبير الحياة، وحفظ الصحة، واختراع وابتكار الصناعات وبما يعود بالنفع الفرد والمجتمع، والمعرفة توضيحًا وإشارة، ليست كتابًا نقرؤه فحسب، ولا درسًا نحفظه، هي بدايةً بوابة لفهم الذات، وهي تجربة نعيشها، وكلما اتسعت مساحة المعرفة أتسع إدراكنا للحقيقة المعنية ” معرفة الله جل جلاله ” وجمال الحياة وقسوتها، والحكمة شعلة تضيء، تمنحنا حياة مليئة بالبصيرة والوعي الدائميين، فالجهل يخلق خوفاً يعزل الإنسان عن العالم من حوله، ألا أن المعرفة المبنية على أسس العلم والحكمة، تخلق ثقة تمهد لنا الطريق نحو مستقبل زاهر وطموح بناءً مثمرًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى