
جيهان البشراوي: القطيف
كشف حافظ الفرج، رئيس مجلس إدارة جمعية الفردوس لإكرام الموتى، عن استعداد الجمعية للإعلان الرسمي قريباً عن حزمة أصول ومشاريع وقفية تتجاوز قيمتها السوقية حاجز 350 مليون ريال، وذلك خلال حفل مرتقب، في مؤشر على النقلة النوعية التي يشهدها القطاع.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها على مسرح مركز التنمية الاجتماعية بالقطيف، ضمن فعاليات لقاء “تلاقي 2025” الذي جمع أكثر من 12 جمعية تنموية، حيث وضع الفرج النقاط على الحروف فيما يخص الملاءة المالية للجمعية، مصححاً التصورات المجتمعية حول “الملايين” التي تتداولها الأوساط المحلية.
وأوضح الفرج بشفافية مطلقة أن الأرقام المليونية الضخمة التي تعلن عنها الجمعية تمثل أصولاً عقارية ثابتة وتبرعات عينية من رجال أعمال ومحسنين، وليست سيولة نقدية مكدسة في الحسابات المصرفية، مشدداً على أن الجمعية تدير ثروة من المنشآت الخدمية التي تتطلب دعماً تشغيلياً مستمراً لاستدامتها.
واستشهد رئيس الجمعية بنماذج حية من هذه الأصول، مشيراً إلى تلقي الجمعية تبرعاً عينياً واحداً عبارة عن مجمع متكامل لإكرام الموتى ومقبرة بقيمة تقديرية بلغت 95 مليون ريال، وتبرع آخر بمركز قيمته 10.5 مليون ريال، وهي منشآت تسلمتها الجمعية كأصول جاهزة لخدمة المجتمع وليست أموالاً سائلة.
وأعلن الفرج عن نجاح الجمعية في إنجاز سبعة مشاريع استراتيجية من أصل ثلاثة عشر مشروعاً خلال العام المنصرم، تضمنت تشغيل مقبرة القرين بسيهات، ومركز إكرام الجش الثاني، بالإضافة إلى وصول نسب الإنجاز في مركز إكرام التوبي ومركز مصلى قرين سيهات إلى مراحل التشطيب النهائي.
وقيم الفرج الأداء الحالي للجمعية بواقعية، معبراً عن رضاه بنسبة تتراوح بين 30% إلى 40% فقط عما تحقق، رغم التغيير الجذري الذي أحدثته الجمعية في مشهد إكرام الموتى خلال ثلاث سنوات، مؤكداً أن الطموح يستهدف الوصول إلى نموذج عالمي متكامل في الخدمات الجنائزية يفوق التوقعات الحالية.
وكشف عن الاستراتيجية التشغيلية الذكية التي تعتمدها الجمعية لتقليل الهدر المالي، موضحاً أن رواتب الموظفين والكفاءات العاملة يتم تغطيتها بالكامل عبر شراكات نوعية مع جهات داعمة مثل “جمعية طويق” وغيرها، مما يضمن توجيه التبرعات المباشرة لخدمة البنية التحتية والمستفيدين.
واستذكر الفرج البدايات المتواضعة التي انطلقت منها الجمعية كمبادرة مجتمعية تحت اسم “تكريم الكرام” لتكريم مغسلي الموتى أثناء جائحة كورونا، لتتحول اليوم بفضل العمل المؤسسي إلى كيان عملاق يقود قطاع إكرام الموتى في المحافظة وفق أعلى المعايير الشرعية والصحية.
وثمن الفرج في ختام حديثه الدور الحيوي لمدير مركز التنمية الاجتماعية بالقطيف، بركات الصلبوخ، مشيداً بدعمه اللامحدود واحتضانه للمبادرات التي مهدت الطريق لهذا التحول المؤسسي، والذي توج اليوم باجتماع أكثر 12 جمعية تحت سقف واحد لتوحيد الجهود التنموية وذلك عبر اللقاء الذي نظمته جمعية العوامية بالتعاون مع المركز.









